في يوم 3| 12| 1997 قررنا نحن نساء التجمع الوطني برفع مذكرة للامم المتحدة ضد تفويج طلاب الشهادة السودانية للحرب في جنوب السودان و كانت مسيرة سلمية صامتة، التجمع كان قدام صينية الاممالمتحدة كان عددنا كبير وفي وفد مننا سلم المذكرة وقام ناس الامن والنظام العام خلونا مشينا علي الشارع المودي لوزارة الصحة وهجموا علينا بالضرب انا عملت نفسي ما مع المسيرة بس شفت زميلاتي بضربوا فيهم العساكر، كانت أمل بنت استاذة "حدالريد" بضربوا فيها بالعصي وامها بتصرخ بلهجة شايقية حنينة "يا اخياتي كتلوا بنيتي كرعلي" "امل بنيتي" وهم بضربوا فيهم انا ما اتحملت الحياد قلت اتقسم معاهم الضرب جيت جارية علي العساكر قبلوا علي بس ما انضربت كتير عشان الوقت دا البوكس وصل طلعونا بالقوة وفي زولة كبيرة كان اسمها سارة من جبرة دي رفضت تركب قام اتنين شالوها بالقوة وضربوا رأسها مع ارضية البوكس حتي انحسرت ملابسها في نساء حاولوا يستروها برفع ملابسها انا مسكت راسها عشان قلت ممكن تنكسر رقبتها بعد داك قدرنا نستعدلها بس رأسها بدا يورم حدث ليها ارتجاج في المخ، وكانت معانا ماما سعاد ابراهيم احمد ومعانا استاذة نعمات مالك زوجة عبد الخالق محجوب ومعانا حدالريد واستاذة سارة نقد الله واستاذة سمية اسحاق واستاذة سامية واستاذة سلوي سعيد واسماء كتيرة عددنا كان 37 امرأة تم ترحلينا للمقرن وفي الطريق كان واحد منهم قليل أدب كان بدوس رجل دكتورة سعاد وكانت كبيرة في السن تقول "اخ اخ" نحن نقوم نقول له حرام عليك رجلها!!! بقوم يخليها ويقبل علي البتتكلم يضربها بقينا نوزع الضرب هنا وهناك لحدي قامت استاذة نعمات مالك جرت الولد من قميصوا فقام انشرط قالت له "انت رخيص تدافع عنهم وانت مقطع ما كان يلبسوك هدوم كويسة عشان يكون عندك دافع تضرب ليك نساء بعمر اماتك واخواتك انت ما راجل". الولد خفف قلة الأدب وسكت. المهم دخلونا في حراسة صغيرة كانت بها ثلات مسجونات... نوصف الحراسة كانت صغيرة جدا علي عددنا فكنا متكدسات وكانت متسخة فيها باقة تستعمل بدون مواخذة للبول ريحة المكان بول فظيع اها سألنا النساء عن اسباب سجنهن فقالت اتنين تهمتهن بيع خمور بلدية والاخري تتاجر في ارسال سودانيات للخارج وتحديدا مصر قالن لينا وانتن تهمتكن شنو شرحنا ليهم نحن سياسيات وضد الحرب في الجنوب وتفويج الطلاب اتكيفن مننا شديد قعدنا نغني بصوت عالي اكتوبريات وغناء ثوري فواحدة منهن شالت الباقة حقت البول وبقت تدق لينا ..... دخلنا الحراسة الساعة 11ظهرا بعد داك حوالي الساعة اتنين خبر اعتقالنا اتنشر وبدأ المحامين الشرفاء يتقاطرون على الحراسة. وعند الساعة خمسة أو ستة مساء قدروا يدخلوا لينا الاكل والموية وسمحوا لينا بالخروج من الحراسة فانا طلبت من الضابط السماح للنساء الثلاثة بالخروج من الحراسة والأكل معانا. فقال لي على ضمانك ديل نساء خطرات قلت ليه تمام فقد كان حوالي الساعة الواحدة صباحا. بدأت المحاكمة فكان القاضي اسمه "محمد سر الختم غرباوي"* ودا أسوأ قاضي في محاكم النظام العام وكان من المحامين غازي سليمان، مصطفي عبد القادر، أمير سليمان وحيدر سيد أحمد وعشرات عشرات المحامين ... بعد بداية المحاكمة سارة بدت تتعب شديد اتشنجت وفي طالبة من الاحفاد اسمها فيفيان برضوا جاءها تشنج قام استاذ مصطفي طلب من القاضي تتوقف الجلسة ويطلب عربة اسعاف لنقل المصابات فالقاضي رفض الطلب استاذ مصطفي ضرب الطربيزة للقاضي وانفعل وحمل القاضي سلامة المصابات فما كان من القاضي الا ان امر بحبس المحامي مصطفي عبد القادر على الفور لحين دفع غرامة 500 الف وتم القبض على المحامي الجليل أمامنا بشكل مهين ونحن بقينا نهرج ونطنطن فالقاضي امر العساكر بترحيل المصابات لمستشفى الشرطة ببري. فعلمنا بعد ذلك ان سارة مصابة بارتجاج في المخ ونزيف داخلي ... نواصل ...... بعد ان تم اعتقال وحبس الاستاذ الجليل مصطفي عبد القادر لحين دفع الغرامة واخراج المصابات الائي في حالة حرجة عادت الجلسة وكانت هنالك خمس من المحاميات تمت محاكمتهم بدون اي اجراءات رفع الحصانة،,فكان التحقيق كالآتي : الاسم باكامل، المهنة، وسبب التواجد في مكان الحدث ... طبعا كلنا ادعينا مرورنا بمكان الحدث و الصدفة هي السبب وعدم معرفتنا بمن نظم للمسيرة. فكان الحكم للنساء كبار السن امثال ماما سعاد ونعمات مالك وحدالريد وسارة نقد الله اظن كانن سبعة نساء هي الغرامة عشرة جنيهات الجنية ينطح الجنيه ونحن الدقدق صغار السن كان الحكم بالجلد عشرة جلدات والغرامة عشرة جنيه .... انا قبيل في بداية القصة قلت القاضي محمد سر الختم غرباوي كان من اقبح واشرس القضاة في عهد الكلاب ديل وكان ظالم ومهين والدليل لما حكم علينا بالجلد مفروض يجلدونا نساء والوقت كان فجر اليوم التاني وما في اي واحدة من العساكر متواجدة فطلب من النساء الثلاثة القبيل ذكرت انهن كانن في الحراسة عند اعتقالنا بتنفيذ الحكم وجلدنا وكان الهدف هو اذلال النساء الناشطات ومن ضمننا محاميات اتذكر في محامية انهارت من البكاء بعد ان طلب القاضي من السجينات ذلك. ولكن ما كان اشد إيلاماً علي قلبي هو عندما رفضن ان ينفذن الحكم. فحكم عليهن بالجلد اذا خالفن امر المحكمة فبكن وتحدثنا معهن بالموافقة ... وعندما جاء دوري جلست علي كرسي كان يضع امام القاضي فوقفت من خلفي السجينة تحمل صوت العنج أمرها القاضي بالضرب فكانت دموعها تنزل على ظهري حتى ابتل وبعد ان انتهى الجلد لم اغادر الكرسي. فطلبت من القاضي ان يحكم علي بعدد الجلدات التي تساوي العشرة جنيهات حتي لا ادفعها فسكت لبرهة ثم قال لي في حالة عدم دفع الغرامة السجن شهرين فتذكرت الحراسة فقلت للمحامين وكان حيدر شقيقي من ضمنهم ادفع ممكن ان اتحمل الجلد الى ان يدمي جلدي ولكن سجن في مكان ذي دا لا. خرجنا الى الشارع نتكيء على جراحنا واهاناتنا لكن لقد قوى عودنا واصبح لنا ثأر شخصي ضد الحكومة اضيف الى كل الثأرات التي كانت تحركنا نحن النساء لنقف بقوة ضد من شُرد، وفُصل للصالح العام وعُذِّب، وقُتل من الشرفاء في بيوت الاشباح. وبسبب انقلابهم على الديمقراطية ثأر البلد والناس وثأر الكرامة السودانية التي أُهينت في ظل حكم الجبهة الاسلامية . خرجنا فوجدنا عشرات الناشطين واسر المعتقلات تحاوط وتهتف فكانت الزغاريد تشق صمت الظلام فحقاً عاش نضال المرأة السودانية وعاش كفاح الشعب السوداني. -------------- محمد سر الختم غرباوي* هذا هو أسم القاضي وعرف به منذ أن كان صغيراً. تماماً كما يعرف بعض الناس بالمتماوي، السناري.. إلخ.. وكتب عنه الأستاذ عبدالغفار المهدي في مقال نشرته (الراكوبة) بعنوان فساد القضاء، رتب ودوائر وٍأسماء قضاة جهاز الأمن 4 قضاة المؤتمر الوطني في القضائية لديهم رتب أمنية فجهاز الأمن أمثال القاضي الهارب (محمد سر الختم غرباوى) في بريطانيا يطلب حق اللجؤ!!! وكان قاضى محكمة النظام العام بالخرطوم (2) وكان آنذاك يحمل رتبة رائد في جهاز الأمن.