بينما عاد الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي إلى الخرطوم بعد نحو ثلاثة أشهر لتحريك ملفات تمثل العقبة الكأداء في طريق الاستقرار، وجّه متابعون انتقادات لدوره ودور الاتحاد الأفريقي في حل أزمة البلاد. وبعيدا عن موقف الحكومة والمعارضة بشقيها المدني والعسكري من خطوات رئيس الآلية الأفريقية الذي ما زال يواجه الفشل في إنجاز مهمته، رأى متابعون أن مبيكي يشكل أولى نقاط الضعف في مشروع السلام السوداني، لكونه يمثل منظمة عاجزة عن حل قضايا القارة. ورغم رحلاته بين الخرطوم وعواصم أخرى من بينها صاحبة قرار في ملف التسوية السودانية، فإن تلك الرحلات -كما يقول محللون- ظلت تشكل عبئا على القضية بأكملها بسبب تعدد المواقف. ويعزز انتقادات المراقبين عدم وضوح رؤية المسؤول الأفريقي المتكاملة لحل أي قضية من القضايا السودانية الثلاث، مما يعتبر مساهمة دولية في إطالتها وتعميقها، مدللين على ذلك بعدم كشف الوسيط عن أي مشروع إستراتيجي لحل سياسي. ووفق مبيكي فإن الرئيس السوداني عمر البشير سيجتمع قريبا بلجنة الحوار الوطني المتعارف على تسميتها بلجنة "7+7"، ويلي ذلك "اجتماع عام لتحديد موعد الحوار الوطني". وتحدث عن تأكيد البشير أن الأبواب مشرعة أمام الحركات التي لم تنضم إلى عملية السلام متى ما رغبت في ذلك، وأنه تلقى عرضا منه بالتزام حكومته بإنهاء القتال وتحقيق السلام جنوبي كردفان والنيل الأزرق. وأضاف مبيكي أن البشير أكد أيضا "أن القتال في دارفور ليس بين الحكومة والحركات المسلحة، وإنما هو صراع بين مكونات المجتمع المحلي هناك، وإن الحكومة ستتخذ الإجراءات الكفيلة بوضع حد له". وتساءل متابعون عن رؤية الوسيط أو الاتحاد الأفريقي الذي يمثله، مشيرين إلى أن الأمر خرج عن سيطرة مبيكي مما يجعله غير قادر على إعلان أي موقف أو مشروع سلام. تثبيت الأزمة ورأى رئيس المجموعة الاستشارية للدراسات والتنمية الحاج حمد محمد خير أن الوساطة الأفريقية لا تمثل غير المؤسسات الكبرى التي تستلب رؤية وقدرة الأفارقة، وأن مبيكي "يمثل جانب الرؤية التي تعمل على تثبيت الأزمة السودانية وليس حلها". وأشار محمد خير للجزيرة نت إلى أن دور مبيكي يتناسب مع رؤية مركز القوى الدولية الرئيسي للأزمة السودانية، وأن عدم الموازنة بين الفرقاء يشكل أساس الوساطة الأفريقية التي يقف على رأسها. وأشار المحلل السياسي تاج السر مكي إلى ضعف الاتحاد الأفريقي الذي يمثله مبيكي، لافتا إلى أن الوسيط من بيئة تمنعه من لعب دور مختلف عما يحدث في أفريقيا. خاطر: رمزية مبيكي لا مناص منها رمزية مبيكي وقال مكي للجزيرة نت إنأمبيكي يتحرك بدون مشروع حقيقي، "وهذه هي مشكلة الاتحاد الأفريقي الذي لم يكن يوما مؤهلا لحل أزمة من أزمات أعضائه"، مؤكدا ضعف المؤسسة الأفريقية الأعلى في حل أي مشكلة. ويقول الكاتب والمحلل السياسي عبد الله آدم خاطر إن الوسيط الأفريقي لا يملك غير الإشارة إلى أطراف الأزمة السودانية بأهمية السلام، وأنه يمثل ركنا من مشروع كبير للعملية السلمية في البلاد. ورأى خاطر في تعليق له للجزيرة نت أن رمزية مبيكي لا مناص منها للفرقاء السودانيين، "لكنه لا يستند إلى قوة ضاغطة باتجاه حل الأزمة وفرض الديمقراطية". المصدر : الجزيرة