البشير يلتقي مبيكي ويقبل مقترحات أفريقية (الفرنسية) عماد عبد الهادي لم تجد الحكومة السودانية بديلا غير الموافقة على مقترحات تقدم بها رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثابو مبيكي لمعالجة الأزمة بينها وبين حكومة جنوب السودان. وانتظرت الخرطوم أكثر من شهر بعد تجميدها كل الاتفاقيات الموقعة في سبتمبر/أيلول من العام الماضي مع دولة الجنوب لإبداء مرونة تجاه جوبا. ونجحت طلبات الوسيط الأفريقي وتحذيرات المجتمع الدولي في بث الروح من جديد في قضايا ظلت محل خلاف بين الدولتين منذ انفصال الإقليم الجنوبي في العام 2001. فوزير الخارجية الإثيوبي تادرس أدهانوم الذي سبق الممثل الصيني الخاص للشؤون الأفريقية تشونج جيان هوا والوسيط الأفريقي ثابو مبيكي في الالتقاء بالمسؤولين السودانيين وعلى رأسهم الرئيس السوداني عمر البشير بدا وكأنه واثق من قبول الخرطوم لما يقترحه الوسطاء. تمديد مهلة لكن الحكومة السودانية ورغم ما تسرب عن قبولها مقترحا يقضي بتمديد المهلة التي منحتها لجوبا قبل قفل أنابيب البترول في وجه النفط الجنوبي تحفظت بل امتنع كبار مسؤوليها عن إعلان قبولهم ذلك المقترح. فقد قال ثابو مبيكي إن الرئيس البشير قبل المقترحات المقدمة إليه والمتمثلة في تحريك آلية تحديد المنطقة العازلة منزوعة السلاح بين السودان وجنوب السودان "رغم الاتفاق على هذه الجزئية منذ سبتمبر/أيلول من العام الماضي". وأكد للصحفيين بعيد لقائه الرئيس السوداني أن الحكومة السودانية "ظلت تثير مسألة دعم جوبا للمتمردين السودانيين في الجبهة الثورية وقطاع الشمال". وقال إن وفده طلب من الرئيس السوداني أن يسمح للجان الفنية بين الدولتين أن تباشر أعمالها "وأن نعطيها مزيدا من الوقت لتحقيق ما نصبو إليه". وأبلغ مبيكي الصحفيين أن البشير "أكد لنا حرصه على السلام والاستقرار في البلدين والعمل لأجل مصلحة الشعبين معا". عبد الله آدم خاطر (الجزيرة)ثقة دولية أما الكاتب والمحلل السياسي عبد الله آدم خاطر فاعتبر أن المجتمع الدولي وضع ثقته بالوساطة الأفريقية وفي جهود مبيكي بما أثبته من حرص على وضع نموذج للعلاقة بين دولتي السودان ودول المنطقة الأخرى في الانتقال من حالة التدهور إلي حالة الازدهار. ورأى أنه مهما كانت الموضوعات المطروحة فإن قضية النفط هي التي تربط المصالح بين الدولتين من جهة والدولتين والمجتمع الدولي من الجهة الأخرى. وأكد للجزيرة نت أن الطرفين لن يستطيعا التوقف والتفكير في غير عملية مواصلة ضخ النفط الجنوبي عبر خطوط الأنابيب السودانية. أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم الطيب زين العابدين فيشير إلي وصول عدد من المندوبين الأفارقة إلى الخرطوم لاستئناف عمل اللجان المشتركة بين الدولتين. ولم يستبعد موافقة الحكومة على مقترح تمديد مهلة فتح خطوط النقل أمام النفط الجنوبي لستة أسابيع كما طالب بها الوسيط الأفريقي. الطيب زين العابدين (الجزيرة) ويقول للجزيرة نت إن كل الأشياء قد تم الاتفاق عليها بين الطرفين، "ولم يشأ أحدهما الإعلان عنها على الأقل في الوقت الراهن". تطورات جوبا ويؤكد أن الحكومة السودانية "ترى أن التطورات في جوبا جاءت في صالحها بإبعادها أعداء السلام مع السودان من سدة الحكم في الجنوب"، مشيرا إلى أن السودان يعتقد أن الرئيس الجنوبي سلفاكير هو الأكثر جدية من غيره في البحث عن إيجاد حلول للمشكلات القائمة بين الدولتين. ويقول إن الوسيط الأفريقي كان نصح الحكومة السودانية بعدم اتخاذ أي قرار بقفل أنابيب النفط في وجه البترول الجنوبي لما يسببه ذلك من مشكلات لها ولدولة الجنوب وبعض الشركات العالمية من خسائر اقتصادية وسياسية.