لماذا نتحاور؟.. جملة استفهامية شنف بها المحاضر المصري الدكتور صلاح عبد السميع، الأستاذ بجامعة حلوان آذان أكادميين وأساتذة الجامعات السودانية الذين ضجت بهم قاعة الإمام مالك بالجامعة الإسلامية بأم درمان، حول الندوة التي أقامها مركز تحليل النزاعات ودراسات السلام، بالتعاون مع مركز الدراسات المعرفية بالقاهرة حول «ثقافة الحوار مدخلاً لبناء السلام الاجتماعي في المنهج الإسلامي» وأسهب الأستاذ عبد السميع في التحدث عن ورقته التي قدمها بعنوان الحوار وبناء السلام الاجتماعي في التعريف بمنهجيه الحوار كهدف يقوم على المهارة المؤدية إلى الخطوات العملية للحوار المثمر والجاد، وقال يجب أن يتكاتف الجميع حوله، وأن تتلاقى الأيادي نحوه، وبغير ذلك يمكن أن ينفتح الباب على مصراعيه للخلافات التي تتحول أحيانا إلى جبل من الخصومة، والتي حينما تشتد يحدث التنازع بين الأطراف وتقع بينهم المناظرة، مشيراً إلى أن ثقافة الحوارلابد من التأسيس لها عبر بُعدين هما القناعات والمباديء التي تحوي الإيمان بالحوار كوسيلة للتواصل المثمر بين المتحاورين، ونقيضها يكمن في التمسك بالرأي والتعصب له. وقال إن من أسس الحوار الفعّال أن يكون فيما يفيد وينفع، وتجنيبه للإساءة من خلاله للآخرين مهما كانت حدة الخلاف معهم والاعتراف بحق الآخر. بينما لخص المحاضر الدكتور بجامعة حلوان السيد عمر ورقته عن نهج الحوار في القرآن الكريم وسرد خلالها الايآت القرآنية والأحاديث الشريفة الدالة على مفهموم الحوار كلغة تخاطب بين البشر، وقال إن الأمة الاسلامية هي أولى الأمم التي طرحت مفهوم حوار الحضارات بين الشعوب، ولكن وفقاً لتقديرات سياسية واجتماعية معينة أدت بالأمة الإسلامية إلي التقهقر والتراجع عن الطليعة، مشدداً قوله على أن الحوار الذي يجب أن يقام لابد من أن تكون قبلته القرآن الكريم، والخير في ذلك أن نأتي البيوت من أبوابها وليس من ظهورها، مشيراً الى وجوب بناء نظرية التدافع الحضاري ومرجعيتها القرآن، مضيفاً بأن الحوار في ذاته وسيلة وليس غاية، وأن مفهومه كما ورد في القرآن مفهوم محايد، قائلاً بأن الكتمان في لحظة معينه يأتي من أجل المحافظة على استمرارية الحوار.ومن جانبه فقد أكد مدير جامعة أم درمان الإسلامية البروفيسور حسن عباس حسن على أن هذه الندوة ستكون نواة للتأصيل عبر مفهوم الحوار بين المجتمعات، وقال إذا أمعنا النظر إلى البعض فإننا نرى من خلالهم بأنه ليس هنالك صداقة دائمة أو عداوة دائمة، وإنما المصلحة هي التي تتحكم في مفهوم الحوار، وهذا يقودنا إلى أن نتلمس النظرية الميكافيلية «الغاية تبرر الوسيلة» منوهاً إلى أن الحوار يجب أن يقوم على التفاهم واحترام الآخر، وإن لم يكن هنالك من يسمع لك فلن يكون هنالك حوار، والتسمية الأقرب إليها هي حوار الطرشان، مؤكداً على أن الدعوة يجب أن تتم بالتي هي أحسن، وبشر بقيم الوسطية التي ستتبناها الجامعة، وسعت إلى التأطير لها عبر المجتمع . أما أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن علي الساعوري الذي كان مبتدراً للنقاش قال إن الرسول «صلى الله عليه وسلم» حاور المشركين بمكة ثلاثة عشر عاماً بهدف إدخالهم الإسلام دون تسلط، وفي الأثناء قال المحاضر بجامعة الأزهر الشريف الدكتور عبد الرحمن النقيب بأنه لما كان الإسلام هو الرسالة الأخيرة للأمم، ولما كان محمد «ص» مرسل إلى الأمم كافة، كان لابد من حوار يهدي الناس إلى طريق الحق وإلى خير الدنيا والآخرة معاً، وبذلك دخل الناس إلى الإسلام أفواجا بالحوار أكثر من السيف. مرافعات عديدة قدمها أساتذة السودان في حضرة أشقائهم أساتذة الجامعات المصريين حول الحوار كمفهوم بشري يمكن أن يكون مدخلاً نحو بناء السلام الاجتماعي وفقاً للمنظور الإسلامي، وقدمت العديد من المقترحات على وجوب تكريس مفهوم الحوار كمنهج يجب تضمينه المقررات الدراسية في المدارس والجامعات حتي يتم الوصول إلى مجتمع معافى من آفات «الأنا» التي اعتبرها البعض أُس البلاء بالبلاد، فهل نتطلع لمجتمع معافى بالحوار ومفهومه في يوم من الأيام. اخر لحظة