قال الكاتب السوداني طارق الطيب... خلال أمسية قرائية في ديوانه « ليس إثمًا» أقيمت في مكتبة «آفاق» بالقاهرة: فكرة الديوان بدأت برغبتي في كتابة عكسية للديوان السابق «بعض الظن» حتى في شكل الغلاف، فهما يتضادان في اللون. الطيب الذي يعتبر نفسه «سوداني- مصري- نمساوي» من دون ترتيب، أكد أن طول إقامته في أوروبا أثر على لغته وطريقة تفكيره، وقال: من الطبيعي أن تختلف لغتي بعد إقامتي لمدة 27 عاما في النمسا، وطوال هذه الفترة كنت أحاول الاعتناء باللغة العربية لأقصى درجة في كتاباتي، خصوصا أنني أستغرق معظم أوقات اليوم في الحديث بالألمانية. وأضاف: في بداية وجودي في أوروبا مكثت 13 عاما لا أستطيع أن أكتب عن المجتمع هناك، وكنت أسترجع ذكريات من السودان والقاهرة بعد أن قابلت صدمة لغوية، فلم أكن قد أتقنت الألمانية بعد، وكنت أقرأ أي شيء يقع تحت يدي مكتوبا بالعربية حتى روشتات الأطباء، وخصوصا أن المجلات العربية لم تكن تصل إلى هناك، ولكن خلال السنوات العشر الأخيرة بدأت أكتب عن المجتمع في النمسا من الداخل، وتعجب القراء هناك كيف لي أن أكتب عن القرى هناك بهذا التفاعل. الصورة الشعرية المستعادة في الديوان.. كانت محل خلاف بين حضور الأمسية.. فأبدت الناقدة المصرية شيرين أبو النجا إعجابها بالتكثيف في قصائد الطيب والعودة الواضحة للصورة الشعرية الكلاسيكية لقصائد تنسب إلى قصيدة النثر، واصفة الصورة بأنها تنشئ علاقة بصرية مع المتلقي، وإن كان جزء كبير منها تجارب إنسانية عاشها الشاعر نفسه. الأمر الذي عارضه الشاعر المصري عبدالعزيز موافي... لأنه شعر أن الطيب رسم دائرة ووضع كلمة الإثم في المركز وأخذ يدور حولها، وكأن الديوان عبارة عن قصيدة واحدة تدور حول كلمة «ليس إثما» التي تبدأ بها كل قصائد الديون دون أن يكون فيها نوع من التطور الدرامي، مشيرا إلى أن الشاعر نجح في نقل تجربة إنسانية في القصيدة، ولكنه لم يخلق عالما متناسقا في الديوان. وأشار موافي إلى أن الصورة الشعرية موجود في قصيدة النثر، لأنها تبحث عن العلاقة الخفية بين مفردات الحياة التي تبدو أنها لا يربطها رابط.