بسم الله الرحمن الرحيم حزب مؤتمر البجا تنوير اللجنة المركزية للحزب - حول الاوضاع السياسية (الصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم) جماهير الشعب السودانى الكريم: الحضور الكريم/ بكل مسمياتكم ومقاماتكم: الاخوة والاخوات/ أعضاء اللجنة المركزية للحزب: الضيوف الافاضل: الجمع الكريم: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ياتى اجتماعكم هذا والبلاد قد دخلت فى مرحلة جديدة، وياتى ايضا للمراجعة والوقوف على ماتم إنجازه من الحزب خلال الفترة الماضية من عمل ونشاط سياسى وتنظيمى خاصة وان تجربة الحزب فى ذلك كبيرة وعميقة، الا انه من المهم ان تواكب بالرقابة والمتابعة والتجديد والتصحيح من لجنتكم المؤقرة. إستمر الحزب فى الاصلاحات المطلوبة وتلافى القصور أن كان ذلك فى مناشطه السياسية أو فى تقوية بنائه التنظيمى والجماهيرى. واستطاع خلال الفترة الفائتة ان يروج سياسيا واعلاميا لبرنامجه وخطه السياسى ورؤيته للقضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وعزز كل ذلك بالاستمرار فى البناء القاعدى بعقد المؤتمرات التنظيمية فى مستوياتها المختلفة ولعل خير مثال على ذلك فراغ الحزب من عقد مؤتمراته بولاية الجزيرة خلال الشهور القليلة الماضية، إضافة الى ترقية العمل المؤسسى. واننا نؤكد مجددا أن الحزب سيتواصل عمله فى إستكمال تحقيق الشعار الذى رفعه لتوسيع وتقوية البناء التنظيمى للحزب (المسيرة مستمرة لبناء حزب جماهيرى عريض) وفى هذا المحور التنظيمى فان جماهير الحزب موعودة خلال الفترة القادمة بعقد مؤتمرات الحزب بولايتى النيل الازرق وسنار، ليلحقوا بمنظومة الحزب فى ولايات البحر الاحمر وكسلا والقضارف والخرطوم ونهر النيل والجزيرة. كما اننا سنستمر فى تنفيذ خطة تفعيل العمل السياسى بالحزب من خلال : التبشير بالبرنامج السياسى للحزب وخلق المبادرات السياسية (الفدرالية – الهوية الخ)، عقد ورش وسمنارات لقيادات وكوادر الحزب حول الاوراق المعدة من الحزب لمؤتمر الحوار الوطنى، الاستمرار فى استكمال التوسع فى البناء التنظيمى للحزب، تمتين العمل الحزبى الجماهيرى. اضافة الى تطوير علاقات الحزب الخارجية والتواصل والعمل مع القوى السياسية المختلفة. لقد ظل حزبنا يعبر عن تطلعات وامال الشعب السودانى المشروعة فى التوزيع العادل للسلطة والثروة وفى العيش الكريم وفى التنمية المتوازنة التى تقوم على قاعدة من العدالة الشاملة. ومن خلال الواقع السياسى الذى عاشته وتعيشه البلاد .. ظل الحزب يعلن أن ذلك لن يكون ممكننا، الا بإعادة تأسيس الدولة السودانية على أسس واضحة ومقبولة ويتوافق عليها السودانيين. لتحقيق هذا البرنامج السياسى المعلن، إستند الحزب على قاعدة جماهيرية عريضة وإنتهج خط سياسى وطنى واضح المقاصد والاهداف (لا يستبعد أحد ويعمل مع الجميع لمصلحة الجميع)، ولتحقيق هذه الاهداف الوطنية النبيلة وجد الحزب نفسه امام تحدى كبير، يتطلب الجاهزية والعمل المتواصل. تأسست وهدفت علاقاتنا مع القوى السياسية الى تحقيق المصلحة العامة والعليا للبلاد وتعزيز الثوابت الوطنية: الالتزام بسيادة الوطن ووحدة وسلامة اراضيه، الالتزام بصناعة دستور يتوافق عليه جميع أهل السودان، كفالة حقوق الانسان والحريات العامة، إعتماد الحلول السلمية لحل النزاعات السياسية. وفى القضايا الوطنية إعتماد الحوار الشامل وسيلة مثلى لتحقيق الغايات الوطنية. الحضور الكريم ... إن دعوة الحوار الوطنى : التى كان قد اطلقها فخامة الاخ/ رئيس الجمهورية – المشير/ عمر البشير فى يناير من العام المنصرم 2014م .. وجدت القبول العام، ان الازمة التى يعانى منها السودان، يمكن ان تحل اذا توفرت الارادة السياسية وتعاون الجميع فى حوار وطنى شامل شفاف وأمين لا يستثنى أحد تطرح فيه الحلول من الاطراف المختلفة (الحكومة، القوى السياسية، الحركات المسلحة، المكونات الاجتماعية والمؤسسات المدنية) من منظور قومى. رغم البطء الذى اكتنف مسيرة الحوار والتحديات التى واجهته هناك جهود كبيرة بذلت من كافة الاطراف .. تمثلت فى تكوين اليات الحوار واستمرار الاتصالات واللقاءات بالممانعين والرافضين والمنسحبين منه (القوى السياسية المختلفة والحركات المسلحة)، وحزبنا يدعو ويناشد الجميع تقديم التنازلات من اجل المصلحة العليا. ونثمن المجهودات التى تقوم بها الالية الافريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو أمبيكى والتى تحظى بمتابعة من المجتمع الدولى. فى الاجتماع الاخير للجمعية العمومية يوم الخميس الماضى 20 أغسطس الجارى الذى انعقد برئاسة الاخ/ رئيس الجمهورية .. ان حزبنا يؤيد ويثمن ماجاء فى الخطاب خاصة تجديد العفو الرئاسى لحاملى السلاح واعلان الحكومة وقف اطلاق النار لمدة شهرين واستمرار الاتصال مع حاملى السلاح والرافضين اضافة الى تحديد يوم 10 أكتوبر القادم ليكون تاريخ انطلاقة مؤتمر الحوارالوطنى بالخرطوم، كل ذلك يمهد الطريق لنجاح الحوار. ان مطلوبات نجاح الحوار تتمثل فى: الاتفاق على تحديد الهدف المشترك بين كافة اطراف الحوار والذى يمثل الغاية للجميع ويتلخص هذا فى : اولا: الاصلاح الشامل ، ثانيا: المصالحة الشاملة المتبادلة بين كافة الاطراف. وبناء الثقة بين الاطراف للوصول الى التوافق السياسى .. وهذا يتطلب تنازلات من كل الاطراف. على المؤتمر الوطنى ان يتخلى عن سياسة الاحتواء والاقصاء وتطمين الاطراف بجدية الحوار والالتزام الكامل بتنفيذ مخرجاته. وعلى المعارضة باطرافها المختلفة ان تتخلى عن مشروع اسقاط النظام والتفكيك وان تلتزم بنتائج الحوار. بخصوص قضايا الحرب والسلام فى دارفور والمنطقتين (النيل الازرق وجنوب كردفان): دعونا فى البدء نحى كل الاتفاقيات والمبادرات الوطنية الهادفة الى تحقيق السلام والاستقرار والوحدة بالبلاد. وفى الشان ان الحرب المتطاولة هناك وماخلفته من عدم استقرار امنى واوضاع انسانية صعبة فى مناطق النزاع. يتطلب الوضع مشاركة الجميع والعمل على ايقاف الحرب. مناشدين كل الاطراف بضرورة إعتماد الحل السلمى وتوفر الارادة والبعد عن الحلول الامنية وتغليب خيار السلام على خيار الحرب ومراجعة منهجية التفاوض الثنائية وتوحيد المنابر. هادفين الى الوصول لحل سياسى متفق عليه يفضى الى سلام ويؤدى الى التحاق الحركات المسلحة بالوفاق الوطنى. الحضور الكريم: عرف اهل السودان منذ أمد بعيد بأحسن الصفات والاخلاق، وكانت هناك حالة تعايش سلمى قوية بين مختلف قبائل وعشائر واثنيات السودان، نتج عنها الكثير من المصاهرات والذى انعكس بدوره على تماسك النسيج الاجتماعى. فى الاونة الاخيرة ظاهرة الصراع القبلى اخذت فى الانتشار، فلا يكاد يمر يوم الا وتحمل الاخبار احداث نزاع قبلى وقع هنا او هناك مخلفا العشرات ان لم تكن المئات من القتلى والجرحى والنازحين. لاشك ان هناك عوامل واسباب كثيرة تقف خلف هذا الصراع القبلى المتمدد، منها الطبيعى والاقتصادى والسياسى لانريد ان نتعرض لها بالتفصيل، الذى يهمنا فى هذا الجانب الحد منها وايقاف النزاعات والصراعات القبلية بين مختلف قبائل السودان. الحضور الكريم : فى مستقبل تحسين العلاقة مع دولة جنوب السودان، ندعو الحكومتين لتوفير الارادة السياسية وتنفيذ الاتفاقيات التى تم التوصل اليها. وذلك حتى يصبح حسن الجيرة والتواصل الشعبى والاجتماعى والتكامل الاقتصادى هى المرتكزات الاساسية لعلاقة الدولتين. وفى علاقات البلاد الخارجية : يرى الحزب ان تقوم على مبادىء انتهاج علاقات دبلوماسية خارجية تراعى المصالح المشتركة فى حسن الجوار والبعد عن سياسة المحاور، ويؤيد الحزب الخطوات التى تمت من قبل الدولة فى الانفتاح على المحيط العربى والافريقى للسودان. كما يشجع الحزب مضى الدولة قدما فى المعالجات التى اعلنتها من خلال خطاب السيد/ رئيس الجمهورية ابان تنصيبه فى شهر يونيو الماضى وايضا يشجع الحزب تطوير وتقوية الدبلوماسية الشعبية بين السودان والدول الاخرى. فى الأوضاع السياسية والامنية فى دول الاقليم: الكل يتابع وماهو جارى الان فى ليبيا وسوريا واليمن، وبالنظر لما يربط الشعب السودانى بشعوب هذه الدول من تاريخ ومصير مشترك ومصالح ومنافع، إن حزب مؤتمر البجا رؤيته الاستراتيجية تجاه ما يجرى فى هذه الدول الوقوف مع تحقيق نصرة الشعوب وحماية وحدتها واراضى تلك الدول. معبرا عن قلقه الى ما ألت اليه الاوضاع والامور فى تلك الدول ويتعاطف ويقف مع النازحين واللاجئين المدنيين ويدعو الجميع الى تقديم يد العون والمساعدة لهم، ويثمن ما تقوم به الحكومة فى هذا الجانب. الحضور الكريم: جاءت الانتخابات العامة فى العام 2010 فى واقع جديد فيه عدد من اتفاقيات السلام واستحقاق الاستفتاء، كان راينا اجراء انتخابات توافقية بين القوى السياسية وشركاء الاتفاقية، وان تكون فرصة للوحدة وجمع الصف الوطنى والسلام والتنمية والاستقرار السياسى والمصالحات الوطنية الشاملة والمتبادلة. وفى انتخابات 2015، اعلن الحزب موقفه منها قبل اجرائها فى مؤتمراته التى انتظمت الولايات فى نهاية العام 2014 وقد كان: ( من منطلقات وطنية تغلب المصلحة العليا للبلاد بقيام انتخابات جزئية على ان نتوافق على اجراء انتخابات رئاسة الجمهورية) وذلك لاتاحة الفرصة لاهل السودان للوصول الى وفاق حتى لا نكرر تجربة 2010 وان نتدارك مالم يتم تداركه فى تلك الانتخابات. الا ان ذلك الموقف المعلن لم يتحقق وقامت الانتخابات العامة فى كل مستوياتها وباعتبار انها ممارسة سياسية وتجربة تؤسس للتداول السلمى للسلطة والديمقراطية ايد الحزب هذا الفهم، ولم ننافس فى كل المستويات. ونحن نستشرف افاق مرحلة سياسية جديدة تواجه فيها بلادنا تحديات عظيمة نرى اهمية تطبيق معايير الحكم الرشيد، التى تتضمن مبادىء : المشاركة، سيادة القانون، الشفافية، الاستجابة لاحتياجات المواطنيين، فعالية انجاز الاهداف ،المحاسبة والمسالة والنزاهة والرؤيا الاستراتيجية المتوافق عليها لمواجهة التحديات. فى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية فى البلاد : نرى إن تدهور الاوضاع الاقتصادية فى البلاد زاد من صعوبة الاوضاع المعيشية للمواطن البسيط، الذى أصبح فى كفاح مستمر لتوفير لقمة العيش. وادت ايضا الى ارتفاع ملموس فى ازدياد نسبة الفقر. اضافة الى ظاهرة البطالة وانعدام فرص العمل التى تواجه قطاع عريض من الشعب السودانى خاصة فى اوساط الخريجين والشباب. فضلا عن سيل الهجرة المستمرة من الريف للمدن . لذلك لابد من معالجة امر معيشة المواطن وتمكينه من العيش الكريم وتحسين ظروف حياته نحو الافضل بمزيد من الدعم الانسانى والاجتماعى. وعلى الدولة البحث عن حلول مستديمة من شانها ان تعالج وتوقف التدهور الاقتصادى: ويكون ذلك باتباع سياسات مالية واقتصادية .. تبدا من مراجعة السياسات الاقتصادية بشكل عميق ومتخصص. ومحاربة الفساد والتعامل بشفافية فى ادارة المال العام والموارد والثروات القومية، وفى هذا الجانب يؤيد الحزب قرار السيد/ رئيس الجمهورية الخاص بانشاء وقيام مفوضية للشفافية ومكافحة الفساد. الحضور الكريم: لقد هدفت شراكة الحزب فى السلطة الى تحقيق عدد من الاهداف اهمها: الوصول الى برنامج سياسى مشترك وتثبيت السلام والاستمرار فى عملية التنمية، وتحقيق فاعلية الشراكة وتاثيرها فى اتخاذ القرار ورسم السياسات العامة ليس معنا فقط بل حتى مع الاخرين. ان اتفاقية سلام الشرق حققت استقرار وامن وسلام فى شرق السودان .. وبل على مستوى البلاد، نؤكد مجددا ان الحاق اتفاقية سلام الشرق بالدستور الانتقالى 2005 خطوة مهمة، وعليه من المهم والضرورى استكمال تنفيذ البنود التى لم تنفذ بالاتفاقية. وايضا تنفيذ تقرير ماخلصت اليه لجنة تقييم وتقويم اداء صندوق اعادة بناء وتنمية الشرق، الذى رسم خارطة طريق لتقويم واصلاح اوضاع صندوق اعمار الشرق فى الفترة القادمة، وبناء عليه سنستمر فى اصلاح الصندوق مع الشركاء. والاستمرار فى معالجة قضية المسرحين والتى بملفها الان بعض التقدم والخطوات والتى نرجو ان تكتمل فى القريب العاجل لنطوى هذا الملف الامنى الهام لنا وللدولة. الحضور الكريم ... ان الشعب الذى يملك ابناءه ارادة الطموح والتحدى، ارادة التضحية والشهادة، هو شعب يملك حتمية الانتصار والبقاء ... وهكذا هم الشهداء ... فى كل زمان ومكان، لقد ظل الحزب يدعو الي ان العدالة تقتضي إعادة التحقيق لتحديد المسئوليات تمهيداً لجبر الاضرار وتعويض اسر الشهداء وذلك بتعيين مدعى عام خاص لقضية شهداء بورتسودان يناير 2005م .. تلبية لإلتزاماته الاخلاقية تجاه الشهداء . وذلك لما لهذه القضية من ابعاد سياسية واجتماعية وقانونية تؤثر سلبا في بنيان الوحدة الوطنية وهو مطلب شرعي وحق. ان الحزب يؤيد ويقف مع قرار المحكمة الدستورية الصادر مؤخرا بخصوص هذه القضية ويجدد ثقته فى نزاهة وعدالة القضاء السودانى. فى الختام ... الاخوة والاخوات اعضاء اللجنة المركزية للحزب الشكر لكم لتكبدكم مشاق السفر وحضوركم هذا الاجتماع سائلا الله ان يوفقكم فى الخروج بتوصيات وموجهات وقرارات من شانها ان تدفع بعمل الحزب فى كل النواحى التنظيمية والسياسية والجماهيرية .. واسمحوا لى عبركم ان احى واشكر كل الضيوف وكل الحضور الذين شرفوا حزبنا اليوم .. متمنيا التوفيق والنجاح للجميع. المجد والخلود للشهداء ... والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته الخرطوم 22 أغسطس 2015 – دورة الانعقاد الثامن للجنة المركزية للحزب