أخواني أفراد القوات المسلحه السودانيه السلام عليكم ورحمه الله أوجه اليكم رسالتي هذه وقلبي يعصره الألم لما لحق بكم في هذا المؤسسه من أذى بليغ , فليس هناك أذى أكبر من ان يجد الفرد منكم نفسه في قتال مع أبناء وطنه . قدركم وقدر السودانيين جميعا أنه يتقدمهم (أقزام) , لا ينظرون أبعد من أرنبة أنوفهم , فقد زج بكم هؤلاء الاقزام في حروب لا طائل منها ولا تحقق أي خير للسودان , وهذا يتنافي مع القسم الذي اديتموه, وتعهدكم بحمايه السودان وشعبه. أراد لكم هؤلاء الأقزام الذين يتقدموننا أن تكونوا مخلب قط لنهش الجسد السوداني مقابل بقائهم وأهليهم في السلطه متمتعين بخيرات السودان , وكما تعرفون بأن الحرب في الجنوب قد كلفت المؤسسه العسكريه الكثير من الارواح والجرحى وكان لها أكبر الأثر على حياه العديدين منكم وامتد ذلك الاثر الى اسركم الكريمه , وها هي الاخبار تترى عن اعداد أخرى من القتلى والجرحى يسقطون في دارفور في حرب عبثيه اخرى يحاول من خلالها هؤلاء الاقزام البقاء في السلطه. هنا اجد نفسي أسألكم : لماذا تقاتلون اخوانكم مجددا ؟! بعد ان كشفت حرب الجنوب لكم وللعالم أجمع زيف وكذب هؤلاء الاقزام الذين تدثروا بالكذب والتزييف لفرض سيطرتهم ولم يترددوا من استخدام دمائكم واطرافكم واستقرار أسركم كوقود لتلك الحرب !. لماذا تقاتلون وقد قالوا بأن جميع القتلى (فطائس) ؟ لماذا تقدم نفسك وروحك التي وهبها لك الله , ولمره واحده فقط في هذه الدنيا, وتعرضها لخطر الموت ؟!. هل من أجل الراتب الشهري تقدمون أرواحكم للهلاك ؟! أم طاعه لأوامر كما تفرضها القوانيين العسكريه ؟! هل تعتقد يا أخي الكريم أن طاعه قانون (نابليوني) وضعي سببا كافيا لأن تموت فطيسا؟! . انتم تعرفون أن الحقوق لا تستجدى بل تنتزع , ومن هذا المنطلق قام رجال لاسترداد حقوقهم غير هيابين للموت , فعلها اهل الجنوب ويفعلها الان المهمشين في الشمال , والحق دونه الدماء , فلماذا تقاتلون المظلومين طاعه لقوانيين وضعيه وتخالفون قانون السماء ؟! اني اوجه اليكم هذه الرساله بأعتباركم أخوتي في الوطن , ولو كان لي اخ شقيق في هذه المؤسسه العسكريه لوجهت له هذه الرساله شفاهه , لا تلقي بنفسك للتهلكه مقابل بقاء الاقزام في نعيمهم . لا تنسى بأنك أيضا مظلوم وغالبيتكم من أهل الهامش , وليس لك أي مصلحه في القتال سوى مرتباتكم الضئيله التي تتقاضونها , ولا اعتقد أن هناك عاقل يقدم روحه للموت من أجل مرتب !. لذا أقول لك فكر مليا قبل أن تذهب لملاقاه أصحاب الحقوق في ساحات الوغى , فكر ألف مره لأن الامر يتعلق ب (روحك) التي ان ذهبت فلن تعود , وستقف أمام الله جل وعلا وتسأل لم قاتلت أخوانك في الوطن ؟ , ولن يعفيك تبرير (ضلونا كبرائنا) . عليك عدم الذهاب الي الحرب حتي ولو اضطررت الى الهروب من الخدمه العسكريه , فأرض الله واسعه الفضاء طولا وعرضا شرقها والمغرب , وبكل تأكيد ربنا حيعوضك ما تتقاضاه وستجد لك مكانا للعيش بكرامه لا تظلم ولا يظلمك أحد . وأعلم أنك بعدم ذهابك ومخالفتك للقوانيين العسكريه التي تفرض عليك الطاعه العمياء تكون قد ساهمت في سقوط وتعريه هؤلاء الاقزام , وعنده سيعود السودان للسودانيين يعيشون جميعا مصاني الكرامه والحقوق . مع قائق تقديري واحترام