دراسة تبين فوائد الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الأولى بعد الولادة ودورها في تقليل مخاطر انتكاسة صحة الأم. العرب سارة عوض أوضحت دراسة طبية حديثة، نشرتها مجلة غاما للأعصاب، أن الأمهات المصابات بمرض التصلب المتعدد أو ما يسمى أيضا بالتهابات الدماغ تخف لديهن أعراض المرض لنحو ستة أشهر في حال إذا قمن بإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية خلال الأشهر الأولى بعد الولادة. وعلى عكس ما كانت تتداوله الجمعية الأميركية الوطنية للتصلب المتعدد طوال السنوات الستين الماضية، وما كان الأطباء يوصون به النساء المصابات بالتصلب المتعدد بعدم الإنجاب كي لا تزداد حالتهن سوء، جاءت نتائج هذه الدراسة لتؤكد على فوائد الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الأولى بعد الولادة في تقليل مخاطر الانتكاسة. فقد قام فريق من الباحثين الألمان برئاسة الدكتور كيرستين هيلونغ، بجامعة باخوم الألمانية، بتحليل البيانات الصحية لأكثر من 201 امرأة على مدى أربع سنوات في الفترة الممتدة من 2008 إلى 2012. وقد أعربت المتطوعات اللاتي تم تسجيلهن في البرنامج الوطني الألماني لمرض التصلب عن نيتهن إرضاع أطفالهن طبيعيا لمدة شهرين بعد الولادة. وأظهرت النتائج المتوصل إليها أن النساء المصابات بالتصلب المتعدد اللاتي أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية خلال أول شهرين بعد الولادة تمتعن بمناعة طبيعية حدت من انتكاس حالتهن لمدة ستة أشهر متواصلة. وتوضح أستاذة أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، الدكتورة عزة عبدالناصر، أن مرض التصلب المتعدد أو كما يطلق عليه التهاب الدماغ، هو أحد الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤثر بشدة على بعض المراكز الحسية والحركية في الدماغ والحبل الشوكي. وأشارت إلى أن المرض قد تكون أعراضه خفيفة لدى البعض في حين قد يسبب الإعاقة عند الآخرين. وتوضح أن كثيرا من الدراسات أكدت أن هذا المرض أكثر شيوعا وانتشارا بين النساء مقارنة بالرجال، لأن النساء أكثر إنتاجا لمستقبلات البروتين بالأوعية الدموية والتي تعرف باسم أس1 بي أر2، وهي المادة المسببة للإصابة بالتصلب المتعدد، والتي تشمل أعراضه ضعف الأطراف وفقدان الحس أو التنميل واضطراب في الكلام أو صعوبة البلع والرؤية وعدم القدرة على المشي بشكل ثابت ومتوازن. ويذكر أن أسباب هذا المرض ما زالت غير واضحة ومعروفة، ولكن غالبا ما تنتج عن تلف الجهاز المناعي أو فشل في الخلايا المصنعة للمايلين. وحول نتائج هذه الدراسة، أوضحت عبدالناصر أن الحمل والرضاعة الطبيعية يسهمان بشكل طبيعي في تقليل هجمات المرض، لأن من المعروف أن الرضاعة الطبيعية تعمل على تأخير التبويض لدى الأم وغالبا ما يرتبط اشتداد أعراض التصلب لدى النساء اللاتي يكن في عمر الخصوبة والتبويض، لذلك نجد أن هذا المرض لا يصيب الفتيات في سن الطفولة قبل البلوغ وكذلك السيدات في فترة انقطاع الطمث.