الهلال يرفض السقوط.. والنصر يخدش كبرياء البطل    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الجيش ينفذ عمليات إنزال جوي للإمدادات العسكرية بالفاشر    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالفيديو.. تاجر خشب سوداني يرمي أموال "طائلة" من النقطة على الفنانة مرورة الدولية وهو "متربع" على "كرسي" جوار المسرح وساخرون: (دا الكلام الجاب لينا الحرب والضرب وبيوت تنخرب)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    عصار تكرم عصام الدحيش بمهرجان كبير عصر الغد    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لقيادي البارز بالحزب الاتحادي "الأصل" الشيخ حسن أبو سبيب : والد الزعيم إسماعيل الأزهري درسني في المعهد..زواجي جاء مراعياً لمكانتي كخطيب وإمام مسجد،
نشر في الراكوبة يوم 16 - 09 - 2015


حوار: الطيب محمد خير – تصوير: محمد نور محكر
في هذه السلسلة من الحوارات، نحاول أن نسلط الضوء على الجوانب الخفيَّة في حياة بعض الذين ارتبطوا لدى الذاكرة الجمعية للشعب السوداني بالإشراقات وربما الإخفاقات.
ونسعى من خلال ذلك إلى تتبع سيرة من أسهموا سلبًا أو إيجابًا في حركة المجتمع والسياسة، وبالطبع نهدف إلى تقليب أوراق حياتهم المرتبطة بالجانب العام، دون أن نتطفّل على مخصوصاتهم، حال لم تكن ذات علاقة مباشرة بالشأن العام. دافعنا في كل ذلك أن نعيد كتابة الأحداث والتاريخ، بعد أن تكشّفت الكثير من الحقائق المهمة، حول كثير من الوقائع التي أثرت في المشهد السياسي السوداني.
أ – أين ولد ونشأ الشيخ حسن أبو سبيب؟
أنا حسن أحمد أبو سبيب العمرابي من مواليد (1932) قرية المطمر ريفي المحمية نهر النيل وعشت فيها حتى بلغت سن العاشرة ومن ثم جئت مع أسرتي لأم درمان وسكنت بحي البوستة .
ب - بداية حياتك الدراسية؟
بدأت حياتي التعليمية في خلوة محمد الرباطابي بقرية المطمر وحفظت القرآن على يد الشيخ محمد علي الفكي بشير ودرست الأولية بمدرسة أم درمان في حي البوستة، وفي عام 1945 التحقت بالمعهد العلمي. وكان يقوم بالتدريس أساتذة مصريون ومن أشهر السودانيين الذين درسونا الشيخ سيد أحمد الأزهري والد الزعيم إسماعيل الأزهري الذي استمر في التدريس بالمعهد حتى عام 1952م,
ت - تخرجت في المعهد، ومن ثم عملت بالتدريس أليس كذلك؟
تخرجت في المعهد العلمي بعد أن درست ثماني سنوات، ومن ثم التحقت بالعمل في التدريس فترة الخمسينات، وعملت في معهد التربية شندي وبخت الرضا ومنطقة الكاملين بالجزيرة.
ث- ثقافتك الدينية نابعة من جذور صوفية ختمية لكنك مع ذلك انضممت إلى الإخوان المسلمين؟
ثمة أسباب كثيرة جعلتني أنضم للإخوان المسلمين، رغم أنني كنت في شباب الختمية، فقد كنت معجباً - خلال دراستي في المعهد العلمي - بحركة الإخوان المسلمين، وفي السنة الرابعة بالمعهد سنة 1949 تم تجنيدنا بواسطة الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد في منزلهم بحي الدومة بأم درمان، وكنا وقتها طلاباً في كلية الحقوق بالقاهرة. وتم تجنيدي مع محمد الزمزمي وحامد عمر الإمام وكانوا أصدقائي في المعهد وأيضاً عبد الله محمد الخير القاضي، ووداعة محمد الحسن، وكان شيخ صادق يتبع معنا أسلوب حسن البنا الذي يعتمد على الرسائل القصيرة والمبسطة (رسالة النور والشباب) ويقدم لنا محاضرات عن سيد قضب وعبد القادر عودة.
ج - جهود كبيرة كان يبذلها قادة الإخوان المسلمين في تهيئة الكوادر لتجنيد زملائهم، فهل كنت جزءاً من هذا؟
جرعة مكثفة من التدريب تلقيناها حول طرق الاستقطاب والتجنيد، وكان ذلك على يد عدد من القيادات. وكنا نرصد الشخص حتى نتأكد أنه قريب منا في سلوكياته ونعطيه بعض كتب حسن البنا التربوية مثل كتاب طريق الجنة ونرغبه في الاطلاع عليه، (ضحك ثم قال) من المفارقات أنا جندت علي عبد الله يعقوب شيخ الجماعة ذاتو عندما كان طالباً معي في المعهد العلمي شفت كيف و(ضحك) وجندت معه عبد الله محمد الخير.
خ خروجك من تنظيم الإخوان المسلمين كان خطوة غير متوقعة؟
خرجت مع الرشيد الطاهر بكر، وعلي محمود حسنين، وميرغني عبد الرحمن حاج سليمان، وتاج السر منوفلي، وحسن شبو، وانضممنا للحزب الوطني الاتحادي، وخرجنا لأننا نرى أن هناك انشقاقات كثيرة بدأت تظهر في جسد التنظيم بسبب مطالبة حسن الترابي وأحمد عبد الرحمن ومحمد يوسف محمد وعبد الرحيم حمدي، بتغيير اسم الإخوان المسلمين لأنهم يرون أنه اسم غير جاذب ولابد من تغييره وبعدها خرجوا من التنظيم وكونوا جبهة الميثاق. وبعدها خرج بابكر كرار، وعبد الله زكريا، وميرغني النصري، وكونوا الجماعة الإسلامية التي تحولت للحزب الاشتراكي الإسلامي.
د- دكتور الترابي بشخصيته المحورية هل كانت لك علاقة به داخل التنظيم؟
دائماً يحدث خلط في تلك الفترة، لأن الترابي وقتها كان يحضر للدكتوراه في فرنسا وليس له أي منصب في قيادة الإخوان وكان المسؤول الأول الرشيد الطاهر بكر وهو المراقب العام للإخوان المسلمين. والترابي شخص ذكي ومثقف بدرجة عالية، وعلاقتي به منذ أن كان طالباً في جامعة الخرطوم ولم تنقطع علاقتي به حتى اليوم وآخر مرة التقيته في رمضان الماضي في إفطار بمنزل بخاري الجعلي وكلما التقيته يمازحني قائلاً أنت من الرعيل الأول للإسلاميين .
ذ- ذكريات وأحداث عالقة في ذهنك؟
ذاكرتي لا تنسى حادثتين الاولى عندما جاء العقاد للسودان سنة (42) فارًا من النازية وأقيم له احتفال في نادي الخرجين أنشد فيه محمود الفضلي قصيدة في مدح العقاد فبكي العقاد وفي اليوم التالي كتبت جريدة الرأي العام (يحيى يسيل دموع الجبار) فرد العقاد (وهل جبار إلا قلب ومشاعر). والثانية كان اقترح الإخوان أن يتم تكوين اتحاد، وقتها كان الصراع بين الإخوان والشيوعيين على أشده، وعندما جاء الإخوان لمكان الاجتماع حدثت مشكلة أكدت لي أن الإخوان المسلمين إرهابيون بحق وحقيقة.
ر- رأيك هذا قد يفسره البعض بأن فيه شططاً وتزيداً؟
رأيت بأم عيني أن الإخوان المسلمون عندما جاءوا لمكان الاجتماع في نادي الخرجين بأم درمان وجدوا أنهم سيخسرون الانتخابات، هنا صدرت توجهات من قيادة الإخوان لكوادرهم بأن يفتعلوا مشكلة لإفشال الانتخابات, وكانت خطتنا لذلك أن يختار الإخوان اثنين من كوادرهم الذين لهم وفرة الجسم وأعطي كل واحد منهم (بسطونة) عصا خيزران وعندما يصعد ممثلو الشيوعيين للمنصة كل واحد أدوه بسطونة في الظهر وانسحبوا، نحن نتم الباقي بالكراسي، فعلاً تم ما خططنا له بطريقة محكمة وانفض الاجتماع وخرجنا من ورطة خسارة الاتحاد.
ز- زواجك هل كان تقليدياً على اعتبار أنك من منبت صوفي متدين، أو سايرت موجة تلك الفترة الميالة إلى المرح؟
زواجي جاء مراعياً لمكانتي كخطيب وإمام مسجد، وارتباطي بمنبر خطبة الجمعة منعني من أن "اتحنن" رغم إلحاح الوالدة وقلت لها بكرة الجمعة وأنا الإمام فكيف أقابل المصلين بالحنة، ولم أقم حفلاً غنائياً في زواجي وعقد القران كان في المسجد الذي أقوم فيه بإمامة المصلين يوم الخميس ويوم الجمعة كنت الخطيب في الصلاة.
س - سبب اعتراض الخليفة يحيى الكوارتي على تولي الراحل السيد أحمد لرئاسة مجلس رأس الدولة؟
سؤالك هذا مهم جداً، وإقول إنه بعد أن تولى السيد أحمد رئاسة مجلس رأس الدولة عام (86) أرسل إليه عمنا الخليفة يحيى الكوارتي وكان كبيراً في السن أن يحضر إليه في بيته في حي العرب وهو من كبار خلفاء السيد علي الميرغني وأنا حضرت هذا اللقاء، وقال عمنا الخليفة يحيى للسيد أحمد نحن كختمية غير راضين عن دخولكم في العمل السياسي، وكان رد السيد أحمد أنه رفض المنصب لكن شيخنا (يقصد شقيقه السيد محمد عثمان) هو الذي أمره بالقبول وأنه لا يعصي له أمراً.
ش – شاع في الأوساط السياسية أن لك قصيدة مشهورة شاركت بها في ثورة أكتوبر؟
شباب يموت فداء الوطن وأرض تمور بنار الفتن.. وشعب طواه الظلام الرهيب رهين السجون سيد الوطن.. هذا كان مطلع القصيدة التي كتبتها في أيام ثورة أكتوبر وأنا أستاذ في كلية المعلمات بأم درمان ويومها كنت أصحح أوراق الامتحانات وجاءت مظاهرة وذهبت فيها وخلالها كتبت قصيدة نشرتها جريدة الرأي العام لكنها ضاعت. وأيضاً كتبت شعر الغزل والحماسة لكن مشكلتي لا أحفظ.
ص- صالونات الأدب في تلك الفترة كانت عامرة، فأي منها كنت ترتاد خاصة أنك كنت ميّالاً لقرض الشعر؟
صدقية محمد أحمد المحجوب الشعرية كانت تعجبني جدًا، لذا كنت أذهب إلى الركن الأدبي الذي يقام في دار حزب الأمة مع بروفيسير دفع الله الحاج يوسف والطاهر شريف ومدثر عبد الرحيم، ولم نكن حزب أمة لكن كان يستهوينا شعر المحجوب وملكته الخطابية.
ع – عدت فجأة من مصر وقطعت دراستك بالأزهر الشريف مثل أقرانك؟
عامان قضيتهما في الأزهر الشريف، وهو ما جعلني أكره الحياة في مصر خلال تلك الفترة التي شهدت عصر الانفتاح والتحلل، لذا رجعت للسودان.
ف – فترة وجودك مع جماعة الإخوان المسلمين تبدو غاضمة وغير معلومة للكثيرين، فهلا حدثتنا عنها؟
في الإخوان المسلمين أمضيت أكثر من (24) سنة، وكنت "أخو مسلم ملتزم" وقمت بتجنيد عدد من الطلاب.
ق - قربك من التنظيمات الإسلامية هل أبعدك عن الفن أم كنت تستمع للأغاني كما يفعل جيلك؟
قلت لك من قبل إنني قمت بكتابة الشعر وخصوصاً الشعر الغزلي، أما بالنسبة للغناء فأنا أستمع للفنان حسن عطية خاصة أغنية (يا ماري عند الاصيل بشاطي النيل صدقني شكلك جميل، وأغنية هل تدري يا نعسان أنا طرفي ساهر) وهي من الأغاني التي تسحرني عند حسن عطية، وكذلك الكاشف ولإبراهيم عوض أغنية أنا اعتبرها من الحكم وأترنم بها وأحبها جداً (لو بعدي برضيه وشقاي بهنيه اصبر خليه الأيام بتوريه) وأترنم أيضًا بأغنية الفنان عبدالكريم الكابلي وهو يغني للعقاد (شذى زهر ولا زهر) وأحب الاستماع لقصيدة الشاعر المصري د. إبراهيم ناجي التي ينشدها كابلي بصوت جميل (ياحنان القيد الاسر الرومي وشعاع يشتهى عند الغيوم، أنا من بعدك مفقود الهوى أسر لنور كريم اشتري الأحلام في سوق المنى وأبيع العمر في سوق الهموم، لا تقل لي في غد موعدنا).
ك - كتابة الرواية والقصة في تلك الفترة كانت تستهوي أبناء جيلكم فهل جربتها؟
لم أكتب القصة لكنني كتبت مقالات في الأدب وشاركت في الكثير من الندوات الأدبية منها ندوة تقييم كتاب غابة الأبنوس لصلاح أحمد إبراهيم وتحدثت فيها بمعية الشاعر الأديب مصطفى طيب الأسماء. وأحب قراءة الأدب العربي ومكتبتي شاهد على ذلك وأنظم الشعر .
م ما هي قصة تحديك للسيد محمد عثمان عام (86) ورفضك الانصياع لأوامره؟
معروف أنني كنت مرشحاً في انتخابات (86) وجاءني في منزلي أحمد السيد حمد وأحمد محمد يس وبشير أرتولي، لهم الرحمة وأخبروني أن مولانا وجه أن أسحب ترشيحي في دائرة أم درمان، لصالح عوض الله محجوب عوض الله، وهو أحد الذين كانوا يحتمون بمولانا ورفضت الانسحاب وقلت لهم معليش يا جماعة أنا رشحتني الجماهير وهي الوحيدة التي لها الحق في اختيار من يمثلها في البرلمان وليس السيد محمد عثمان، ولن أتنازل بأمر مولانا، بل قلت لهم علي الطلاق الدائرة دي لو أترشح فيها مولانا نفسه لن أنسحب لأن هذا اختيار الجماهير، وهنا تصدى لي أحمد السيد حمد وقال لكن ده ما ود السيد علي قلت له أنا ود الشيخ حامد أب عصاية سيف، وعندي سبع قباب أربع في جبل ام علي واثنان في المطمر (المحمية) وواحدة في اسلانج والسيد محمد عثمان وأبوه عندهم كم قبة؟ وقلت لهم خلي السيد محمد عثمان يجي نقعد ونتحاسب، فضحك أحمد السيد وقال بدون حساب أبوه عنده اربع، قلت لهم أنا علي الطلاق مسنود أكتر منو بسبع قباب، ورفضت الانصياع لأوامره واستمررت في ترشيحي.
ن- نريد أن نعرف متى بدأت تجربتك مع المعتقلات والسجون؟
نلت حظي من الاعتقال باكراً، وأول مرة أدخل فيها المعتقل كانت في العام (53) لإضرابنا عن الدراسة لفترة ثلاثة اشهر وقمنا بطرد الأساتذة واحتللنا مباني المعهد وكانت لنا مطالب وكنت في اللجنة التي قادت الاضراب وتم اعتقالي مع مجموعة من الإخوان المسلمين من داخل المعهد العلمي لأسبوع وحاول المستعمر تفريقنا بالبوليس وكنا نرميه بالطوب من سطوح المباني وكان يرسل إلينا البوليس السري ليتجسس علينا وبطول المدة أصبحنا نعرفه وعندما يكتشف احدنا شخصاً من البوليس السري تصيح قائلاً (وإن جاء) هذا مأخوذ من قول الإمام مالك (جاسوس المسلمين يقتل وإن جاء تائباً)، بعدها لم اعتقل إلا في الإنقاذ وكنت عائدًا من القاهرة التي ذهبت إليها لمقابلة السيد محمد عثمان وكان وقتها رئيس التجمع الوطني الديمقراطي وأذكر من المطار اخذوني إلى المعتقل في الخرطوم (2) وجدت فيه د. بشير عمر وزير مالية الديمقراطية من حزب الأمة جالس على برش وجلست الى جواره من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثالثة عصراً ولم يسمح لنا بالحديث مع بعض ولم أعط حتى جرعة ماء وفي الساعة الثالثة أخذ د. بشير عمر إلى جهة لا أعلمها وأخذت أنا للتحقيق في احدى العمارات وكنت أسير في السلم المظلم بصعوبة حتى وصلت إلى الطابق الرابع وأدخلوني على ضابط ووقفت لمدة ساعة أمامه وهو جالس ثم بدأ يحقق معي ليس عن أسباب زيارتي للقاهرة وإنما حول خطبة عيد الفطر التي ألقيتها على المصلين قبل ذلك بشهرين وأذكر قال لي انت قلت في هذه الخطبة أبيات من الشعر ممكن تقولها لنا قلت له أنا لم أكتبها وإنما كتبها إيليا أبوماضي، فقال لي ممكن تقولها لنا قلت له هي مكتوبة عندك فأصر أن أقرأها وهي تقول (أقبل العيد لكن ليس بالناس المسرة.. لا أرى إلا وجوه كالحات مكفهرة.. كلهم يبكي على الأمس) قال لي ده تحريض ياخي، سألني عن بيت شعر آخر (إلى الله أشكو إنني بمنازل تحكم في أسيادهن كلاب) قلت هذا البيت لشاعر في صدر الاسلام أورده د. عبد الله الطيب في كتابه المرشد لأشعار العرب، واحتج على جملة أوردتها قالها الشيخ بشر الحافي أحد الرجال الصالحين وهو يتحدث عن الحكم (سيأتي زمان على الناس تكون فيه الدولة للأراذل هم أهل العقول والأكابر) وأطلق سراحي بعد ثلاثة أيام، بعهدها لم اعتقل.
ه- هل كنتم تتظاهرون كطلاب في المعهد العلمي ضد الاستعمار أم إن الاحتجاج كان قاصراً على البيئة الدراسية؟
هناك عدد من المظاهرات التي خرج فيها طلاب المعهد العلمي وبدأت لأول مرة في العام 47 وذهابنا الى نادي الخريجين المجاور لمسجد أم درمان مقر المعهد وجدنا إسماعيل الأزهري ومحمود الفضلي وخضر حمد رحمهم الله في النادي وحملناهم على أكتافنا وخرجنا نهتف في الشوارع ضد الاستعمار وبعد المظاهرة القي القبض على أزهري وأربعة من الطلاب وحكم على أزهري بالسجن اربعة أشهر وشهر سجناً للطلبة .
و – وجه منسوبو الحزب الاتحادي الأصل انتقادات شديدة واحدة لشخصية وطريقة قيادة محمد عثمان الميرغني؟
وفاة السيد علي الميرغني جعلتني التقي السيد محمد عثمان لأول مرة وذلك عام (67) حيث جددنا عليه الطريقة وهو رجل فاضل طويل البال ومستمع جيد لا يقول رأيه إلا بعد أن يسمع آراء الموجودين بعد ذلك يكون قراره من خلاصة الأفكار التي طرحت.
ي - يدور الحديث عن زهد أحمد المرغني، وعن طريقته المختلفة في معايرة الأمور والنظر إليها؟
يقيني أن السيد أحمد المرغني كان رجلاً ممتازاً وهو في غاية التهذيب وصوفي زاهد وهناك معلومة لا يعلمها الكثيرون أقولها لأول مرة عندما رشح الحزب السيد أحمد المريغني لمنصب رئيس رأس الدولة عام (86) انتدب سيد أحمد الحسين ومحمد الحسن عبد الله يس ود. مامون سنادة والشريف زين العابدين الهندي وشخصي لإخطاره بقرار الحزب، وأبدى زهداً عجيباً وطلب أن يرشح أي شخص غيره, وتمسك برأيه وأقنعه السيد محمد عثمان بقبول المنصب، وكان يحترمه لدرجة مبالغ فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.