حذرت منظمة الأممالمتحدة للزراعة والأغذية (فاو)، من مخاطر جدية تواجه آلاف الأسر الريفية في السودان بسبب تزايد معدلات انعدام الأمن الغذائي، عقب هزال نمو المحاصيل وظروف المراعي التي تسبب فيها جفاف الفصل الممطر للعام الحالي، وأعلنت المنظمة عن مساعيها للحصول على (6) ملايين دولار للتمكن من مساعدة المهددين. وسبق أن منح الاتحاد الأوروبي مبلغ (1.335.000) يورو إضافيا لليونسيف لإنقاذ المناطق الأكثر تأثراً في السودان بسوء التغذية، كجزء من جهود موسعة للتصدي لمستويات سوء التغذية الطارئة. وتعتزم اليونسيف مساعدة (250.000) طفل يُعانون سوء التغذية الحاد بنهاية 2015، بعد أن أدَّت حالات النزاع العديدة والنزوح المتكرر العامين الماضيين إلى أزمة إنسانية فاقمت الأوضاع. ويشير التقرير الحديث الصادر عن (فاو) حول تقييم أداء المحاصيل وصحة المواشي في السودان، إلى أن هطول الأمطار كان أقل من المتوسط بين شهري يونيو وسبتمبر، في مناطق الزراعة المطرية الرئيسية في العديد من الأقاليم، مما ينبئ عن خطورة كبيرة تهدد نجاح المحاصيل وفائض الإنتاج المتوقع لموسم حصاد 2015 – 2016، وتعتبر أقاليم دارفور وغرب وجنوب كردفان من بين أكثر المناطق المهددة بخطر فشل المحاصيل والمشاكل المتعلقة بالماشية، مما سيؤدي لانخفاض كبير في توافر الغذاء وانعدام الأمن الغذائي خاصة في أوساط صغار المزارعين والرعاة الذين يمثلون غالبية فقراء الريف في السودان. وطبقاً لتعميم صحفي صادر عن المنظمة، (الثلاثاء)، فإن الفاو، تسعى للحصول على (6) ملايين دولار لتعزيز قدرة (125) ألف أسرة (750) ألف شخص من المزارعين والرعاة الأكثر قابلية لمواجهة الخطر والذين تأثروا بشح الأمطار على التكيف مع الأوضاع. وتقول اليونسيف إن الدعم الإضافي من إدارة العون الإنساني والحماية المدنية بالاتحاد الأوروبي (إيكو)، والبالغ (1.335.000) يورو سيضمن جُهداً موحداً متعدد القطاعات للتصدي لأزمة سوء التغذية، ما يُحدث فرقاً واضحاً في مساعدة أكثر الأطفال هشاشة في المحليات الأكثر حرماناً بالسودان. وأضافت أن مكافحة سوء التغذية، في ضوء وجود مليوني طفل يُعانون سوء التغذية المتوسط، وأكثر من نصف مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد، ستظل مجالاً أساسيا لدعم "إيكو" بغية تخفيف معاناة الفئات الأكثر ضعفاً. وتعتزم اليونسيف وشركاؤها الوصول ومساعدة (250.000) طفل ممن يعانون من سوء التغذية الحاد بنهاية عام 2015، وسيسهم التزام "إيكو" تجاه أطفال السودان في تحقيق ذلك الهدف. وحسب ممثل اليونسيف بالسودان قيرت كابليري، فإن "عدم التصدي لسوء التغذية قد يقود إلى نتائج سيئة في ظل النسب الحالية المرتفعة لوفيات الأطفال والتي تبلغ (83) طفلاً في كل (1.000) حالة ولادة حية". وبحسب روزين مارشيس وهو ممثل الفاو في السودان فإن ضمان توافر الطعام المغذي وفرص توليد الدخل هو الطريق الأفضل للحفاظ على حياة الأسر الريفية الذين كانوا أكثر المتأثرين بنقص الأمطار، في السودان. وأضاف: "دعم الموسم الزراعي الشتوي أمر مهم من أجل تخفيف أثر شح الأمطار، على الأسر الضعيفة في السودان عبر تقوية قدرتهم على التواؤم ومواصلة الزراعة وإنتاج الماشية، إذا لم يتم دعمهم الآن، لن يستطيع المزارعون الحصول على حاجتهم من الغذاء وسيصبح انعدام الأمن الغذائي في السودان أكثر سوءاً". ويبدأ موسم الزراعة الشتوي تقريبا في الفترة بين نوفمبر 2015 وحتى مارس 2016 ويقدم فرصة جيدة لصغار المزارعين والرعاة لزيادة وفرة الطعام والغذاء والدخل في هذه الفترة الحرجة. وطبقاً للبيان فإنه ابتداءً من الأول من سبتمبر ستواصل الفاو في مراقبة الوضع عن قرب وستنشر معلومات مستحدثة عن المحاصيل وصحة الماشية خلال الأشهر القادمة من أجل الاستجابة المنشودة لحالة الأمطار. وقال البيان إن الفاو ستعمل على تزويد الأسر ببذور الخضراوات والبقوليات، وأدوات الزراعة، وأعلاف الماشية، وخدمات التطعيم والتحصين لتمكين الأسر من زراعة أغذية إضافية خلال فصل الشتاء. وكانت الأممالمتحدة حذَّرت من أن الجيل الحالي من الأطفال في الدول النامية قد يواجه تغذية أسوأ من الأجيال السابقة لهم، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية. وتقول المنظمة إن ملياري شخص حول العالم ليس لديهم نظام غذائي متوازن. وقال الممثل الخاص للأمن الغذائي والتغذية في الأممالمتحدة ديفيد نابارو، إن تغذية الأجيال المقبلة كانت محل قلق بالغ بالنسبة للمجتمع الدولي، واستحوذت على اهتمام أكبر من البحث في كمية الطعام المتوافرة للأطفال حتى يأكلوا اليوم التالي