كما هو معلن فإن الجمارك السودانية تساهم سنوياً بجوالي ( %60 - %50 ) من الإيرادات الذاتية للميزانية العامة ، وتقدر المبالغ التي تتحصلها الجمارك بما يزيد على ( 30 ) مليار جنيه بالجديد ، ولعله من نافلة القول أن الشعور بالصدمة مما حدث في مكتب مدير الجمارك (المقال) سيت، حول إلى ذبحة ، اذا أعدنا الى الأذهان رقم الموازنة الكلية للبلاد للعام 2015م والذي بلغ ( 61,4 ) مليار جنيه ، تم تخفيضه فيما بعد الى ( 56 ) مليار جنيه كما اعلن حينها ، دون تخفيض ربط الجمارك البالغ ( 30,3 ) مليار جنيه ، كذلك لاغنى عن القول بأن الضرائب تعتمد في تحصيل القيمة المضافة على الجمارك ومقدم ضريبة أرباح الأعمال ، وتقدر إيرادات الضرائب في الميزانية العامة بحوالي ( 9 ) مليار جنيه تمثل حوالى (15%) من اجمالى الايرادات، ويجمع الخبراء على أن أي خلل في ضبط الجمارك يؤثر سلباً على أداء الضرائب ، السيد مدير الجمارك ( المقال ) كان قد أوضح في تصريحات صحفية أن إيرادات الجمارك بلغت ( 5 ) مليار دولار في الستة شهور التي بدأت في يناير 2015م ، وإنتهت في يونيو 2015م ، متوقعاً أن تصل الإيرادات في نهاية العام الى حوالي ( 9 ) مليار دولار ، في يونيو الماضي أفاد السيد مدير الجمارك السابق اللواء سيف الدين عمر في حديث لجريدة الشرق الأوسط أنه يتوقع إزدياد حالات الفساد التجاري الى حوالي ( %10 ) ، وقال أن أكبر مشكلة يواجهها السودان هي الأدوية المزيفة والمقلدة ، ان المزايا التي حصل عليها ( مدير مكتب ) السيد مدير الجمارك السابق ناتجة عن تجاوزات وفساد وهي ( عطايا ) في مقابل غض الطرف أو التوجيه بغض الطرف على إيرادات الدولة ، لاشك أن مدير المكتب وفر غطاءاً لمخالفات أهدرت المال العام وإستلم مقابلها ( 85 ) مليون جنيه ، وربما هذا المبلغ هو ماتم كشفه حتى الأن وأن ماخفي أعظم ، ليس خافياً على أحد سطوة وجبروت مدراء المكاتب في بلادنا وفي كل المستويات ، ولاتخطيء العين أو الأذن تغير أحوالهم وظهور أثار الثراء الفاحش عليهم ، معلومات موثقة ومستندات لدى الجهات المعنية تثبت فساد كبار مدراء المكاتب في أجهزة الدولة ، مايحير هو توقيت تحريك الإجراءات في مواجهة هؤلاء ، هل يعود ذلك الى زيادة ( الإفتراء ) على خلق الله ؟ أم يرتبط بحرمان أحدهم من مزايا غض الطرف أو منع تسهيلات لمخالفات وتجاوزات ( جمركية ) تضيع بسببها ملايين الجنيهات على الشعب الفضل ، أو لعله توقيت يعلم أسبابه من ( يوقتون ) ، لماذا الانتظار حت تفوح روائح الفساد و تزكم الانوف ؟ بعد حادثة مكتب الوالى ، و الان مكتب مدير الجمارك، لو كنت المسؤول لامرت بتفتيش كل مدراء المكاتب و لربما ورطوا الاقل شأنآ فى بركة الفساد الآسنة ، كم كيلو جرام ذهبآ هربت للخارج ؟ كم موبايل هربت الى الداخل ؟ منكم لله ،، [email protected]