دراسات تكشف أن عدوى التثاؤب ليست إلا ترجمة لصلة عاطفية ما وهي تنطوي ضمن نماذج التقمص العاطفي وعند توفر الظروف العاطفية المناسبة. العرب القاهرة - كشفت الكثير من الدراسات أن عدوى التثاؤب ليست مجرد تأثر أو نقل لاإرادي لأفعال المحيطين بنا وإنما هي ترجمة لصلة عاطفية ما. وقال باحثون من جامعة بيزا الإيطالية إن اقتراب شخص معيّن من شخص آخر عاطفي، عامل حاسم في التقليد غير المتعمد لهذا الشخص، وهو ما يجعل التثاؤب أكثر عدوى بين أفراد الأسرة الواحدة، ثم بين الأصدقاء، ثم المعارف، ثم بين الغرباء، وبذلك تنطوي عدوى التثاؤب ضمن نماذج التقمص العاطفي عند توفر الظروف العاطفية المناسبة. وأكد الباحثون تحت إشراف إليزابيث بالاغي، لمجلة بلوس ون الأميركية، أن التقمص العاطفي، أي القدرة على التعرف إلى مشاعر الآخرين وإصدار رد فعل عليها، هو عنصر حاسم في تكون السلوك الاجتماعي. ويعتقد بعض المتخصصين أن ما يعرف بمرآة الخلايا العصبية التي توجد على شكل شبكة من الخلايا العصبية تجعلنا نرد تلقائياً على بسمة الآخرين. وليست عدوى التثاؤب أمراً جديداً على العلماء، فهم يرجحون منذ وقت طويل، وجود مثل هذه الأشكال من التقمص العاطفي للآخرين، ولكنها لم تثبت بهذا الشكل إلا مؤخراً. كما سبق أن أثبتت دراسة أجراها باحثون في جامعة ديوك البريطانية أن السبب وراء تثاؤب الناس لمجرد رؤيتهم لأحدهم يتثاءب أمامهم هو سببٌ عاطفي بحت، مثله مثل الضحك أو التوتر أو العواطف الأخرى التي تنتقل بالإشعاع السايكوفيزيائي، إذ يكفي أن يتوتر أحد الجالسين حتى يتوتر الجميع. ويقول أوليفيه فالوسينيسكي، طبيبٌ متخصص في موضوع التثاؤب، إن المتثائب الجيد يمكن أن يصيب 7 آخرين بعدواه. واقترحت بعض الدراسات وجود علاقة بين التثاؤب والتعاطف، لكن الدراسة الحديثة وجدت أن هذه الظاهرة تقل تدريجياً مع التقدم بالعمر وهي ليست مرتبطةً ارتباطاً وثيقاً بالتعاطف أو التعب أو الطاقة. وقد توصل الباحثون في جامعة ديوك إلى هذه النتائج بعد تسجيلهم لعدد المرات التي يتثاءب فيها الأشخاص الأصحاء البالغ عددهم 328 شخصاً عند مشاهدتهم لفيديو من ثلاث دقائق لأشخاص يتثاءبون. بعض المشاركين في التجربة سُجل لديهم تثاؤب معدٍ بنسبة أكبر من غيرهم، مع وصول عدد المرات التي تثاءبوا فيها إلى 15 مرة. ويوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، الدكتور هاشم بحري، أنه إحدى العمليات الفسيولوجية التي يقوم بها الجسم لزيادة نسبة الأكسجين في الجسم عن طريق استنشاقه وتقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون، والذي من شأنه أن يقوم تلقائياً بإنعاش خلايا المخ وزيادة اليقظة والتركيز والذي يحدث عادة مع الشعور بالإجهاد الجسماني والرغبة في النوم. ويشير بحري إلى أن التثاؤب لا يرتبط في كل الأحوال بالشعور بالإجهاد، فأحياناً يكون الشعور بالتوتر والقلق سبباً فيه، ما قد يساعد الفرد على الشعور بالتركيز، كما أنه يعبر في حالات أخرى عن الشعور بالاكتئاب فساعد المكتئب على زيادة شعوره بالحماس. ويشير بحري إلى أن التثاؤب هو عملية فسيولوجية طبيعية تحدث للجنين منذ وجوده في الرحم.