(سونا)-دعا البروفيسور الطيب زين العابدين الأكاديمي والسياسي المعروف إلى الإصلاح الجذري لنظام الحكم الفيدرالي القائم ليؤدي دوره المنوط به في اقتسام السلطة والثروة بين أقاليم البلاد ، داعيا إلى تقليل عدد الوحدات الفيدرالية من ثماني عشر ولاية إلى ستة أقاليم . وأكد خلال مداخلته لورقة قدمها الأستاذ محجوب محمد صالح حول التنوع الفيدرالي والحكم الراشد في السودان في سمنار عقد أمس في قاعة الشارقة أكد علي الاهتمام بالفيدرالية المالية وايلائها المزيد من الاهتمام ، مؤكدا على استقلالية مفوضية تخصيص ومراقبة الإيرادات لتوزيع كل الإيرادات على المركز والولايات بناءً على أسس عادلة وموضوعية والمعاملة التفضيلية للمناطق الأقل نمواً، وأشار إلي اختيار أعضاء المفوضية بتوافق تام بين أعضاء مجلس الولايات، وإنشاء حساب مستقل ببنك السودان تورد فيه جميع إيرادات الحكومة الاتحادية من كافة المصادر وتمييز بعض المناطق ذات الخصوصية مثل جنوب كردفان والنيل الأزرق. ودعا إلى تفعيل نظام الحكم المحلي على أسس مهنية غير حزبية وأن توكل السلطات الإدارية والمالية لشخص إداري محترف يعمل تحت رئيس منتخب من دائرته المحلية، وتخصيص ميزانية مستقلة للمحلية تأتيها من المركز مباشرة حتى تستطيع القيام بالمهام الموكلة إليها وإزالة التضارب في تحديد صلاحيات مستويات الحكم الثلاثة خاصة في مسائل ملكية واستغلال الأراضي وثروات باطن الأرض، وتقليص الوزارات الاتحادية في كل المجالات المخصصة لنشاط الولايات والمحليات . وتبني السودان النظام الفيدرالي بدءً بتجربة الحكم الذاتي الإقليمي للجنوب في عام 1972، ثم تعميم التجربة في صيغة مخففة لبقية الأقاليم. وفي فترة الإنقاذ أخذت بالنظام الفيدرالي الموجود الآن وأصدرت المرسوم الدستوري الرابع (1991) الذي قسّم السودان إلى تسع ولايات هي ذات المديريات السابقة، وعندما بدأت الحكومة التفاوض مع حركات التمرد الجنوبية لعقد اتفاقية سلام زاد عدد الولايات إلى 26 بالمرسوم الحادي عشر (1995). ومن المتوقع أن ينعقد المؤتمر العام لتقييم وتقويم الحكم الفيدرالي في السودان عقب انعقاد عدد من ورش العمل المتخصصة في الولايات والمركز.