في مصر يقيم حوالي ( 4 ) ملايين سوداني ، بمن فيهم حوالي ( 600 ) الف اسرة والاف الطلاب الذين يدرسون في الجامعات المصرية ، كل هؤلاء يشاركون الشعب المصري الرغيف المدعوم والكهرباء المدعومة والعلاج شبه المجاني ( أو المتساوي مع المصريين ) ، والتعليم والمواصلات ويسافرون للحج مثل المصريين ، بعضهم شارك مع المصريين في ثورتهم ضد حكم مبارك ، والبعض الاخر ربما يتعاطف مع الاخوان ، ما يحدث في مصر ان كان حقيقة أم غير ذلك فهو مسئولية الحكومة ، ويجب مساءلة الحكومة السودانية عنه ، قبل إثارة الغضب والكراهية في وجه الشعب المصري كله ، بدعاوى كرامة مهدورة لا يجدها المواطن فى بلده، تداعت مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الى ركوب موجة عدائية تجاه الشعب المصري ، الواضح أنها مخططة وموجهه ، نفس هذه الجهات كانت تطالب بالتريث وانتظار الحقائق في أزمة ( الخادمات ) السودانيات بالمملكة العربية السعودية ، واسرعت الحكومة بارسال لجنة تحقيق للمملكة ، وعادت اللجنة لتفيد ان الضجة المثارة ماهي الا تصرفات فردية من مواطنين سعوديين ، نفس نافخى الكير هؤلاء لم يزعجهم القتل المستمر لعشرات السودانيين على ايدى الشفتة الاثيوبيين و داخل حدود السودان ، و لم يقلقهم استيلاء اثيوبيا على (2) مليون فدان ارض زراعية يقومون بزراعتها سنويآ بعد ان طردوا السودانيين منها ، ، في الحالة المصرية هناك تقدير ان المسئولين يتبرعون ببيانات تزيد من حالة الغضب لدى عموم السودانيين بدلاً من اعلان حقائق وأرقام ربما توضح ان كان هناك استهداف منظم ام هي الاخرى حالات فردية ؟ محزن ان تتحدث السفارة السودانية بمصر فى العموميات وترسل تحذيرات غامضة للسودانيين بمصر وجوب اخذ التحوطات عند حمل عملات أجنبية ، بينما كان واجب السفارة على الاقل في هذه الجزئية ان تخاطب السلطات المصرية وحضها على الالتزام بالقانون وبالاتفاقيات الموقعة مع الحكومة السودانية ، بدلاً عن صب الزيت على النار ، أي دبلوماسية هذه التى يصمت سفيرها و يحرض قنصلها البلاد باسرها ضد المصريين بدلآ عن القيام بواجبهم وحل المشكلة ؟ وأي تمثيل هذا ، جاهل بمصالح الشعب السوداني ناهيك عن التزامه بالمصالح المشتركة ، ولماذا تتجاهل السفارة والخارجية والجهات التي تنفخ في رياح الكراهية ، تحذيرات الحكومة المصرية لمواطنيها المصريين قبل السودانيين بالامتناع عن الاتجار في العملات الاجنبية ؟، هل هذه الحملات موجهة فقط للسودانيين دون غيرهم من الوافدين والمقيمين في مصر ؟ الم تضبط هذه الحملات مئات المصريين ، ومنهم شخصيات معروفة وزجتهم في السجون أسوة باخوانهم السودانيين ؟، أليس واجب السفارة أن تبصر رعاياها بالقانون المصري ؟، الم تفعل حكومتنا على امتداد ربع قرن بمواطنيها ما لم تفعله حكومة بشعبها ، الم تقوم هذه الحكومة بتقديم مواطنين سودانيين لمحاكم أمن الدولة بتهمة الاتجار في العملات الاجنبية واعدمت بعضهم ؟ وانها تقوم من وقت لأخر باعتقال تجار العملة ووضعهم في السجون ومحاكمتهم ومصادرة العملات التي تضبطها بحوزتهم ؟ يموت العشرات من السودانين فى الصحراء ، و المئات غرقآ فى البحر المتوسط ، فلماذا لم يغضب احد ؟ ام فى موت هؤلاء ( غلطان المرحوم )، و بافتراض ان كل هذا حدث ، فلماذا تتوارى الحكومة و تترك مواطنيها يعانون هذه المعاناة ؟ ان عجز الحكومة فى مواجهة المشكلة و حلها ، يترك الحبل على الغارب لمن يتربص بالشعبين و يهدد مصالحهما ، و يضر بمستقبل العلاقات و فرص تطورها ،ابان زيارة الرئيس السابق مرسى ( الاخوانى ) ، سكتت الحكومة و لم تفتح ملف حلايب ، و تركت الامر لمساعد رئيس الجمهورية الاستاذ موسى محمد احمد ،البروتوكول يقول فى حضور الرئيس يتحدث الرئيس ، اولى خطوات حل المشكلة هى فى استدعاء طاقم السفارة نهائيآ بكامله ان لم يستقيل طوعآ ، هؤلاء لا يعرفون كيف يحافظون على مصالح شعبهم ، و بالتالى ليسوا اهلا لتمثيله ،، [email protected]