بات العنف الطلابي يشكل مهدد حقيقي لاستقرار الجامعات السودانية واستمرار العملية التعليمية فيها بعد ان تصاعدت وتيرتها بصورة ملحوظة مما ادت الي ازهاق عشرات الارواح وبعض التشوهات الجسدية في صفوف الطلاب نتيجة للعنف المفرط المستخدم في الجامعات من قبل التنظيمات الطلابية الامر ارق مضاجع الاسر وزاد من تخوفهم علي حياة ابناءهم بمؤسسات التعليم العالي ، في وقت وقع عنف طلابي في غضون الاسابيع الماضية بعدة جامعات من بينها السودان والقران الكريم اضافة للجامعة الاسلامية والإمام الهادي اضافة لآخري بالولايات،بينما تذهب جل اتهامات قوي المعارضة في افتعال العنف تجاه طلاب حزب المؤتمر الوطني الحاكم ويحملونهم الاخير المسؤولية الكاملة لكل احداث العنف التي تدور بالجامعات ويعتبرونهم طرفاً اساسياً فيها بيد ان طلاب الوطني يرفضون ذلك. تعايش سلمي بين الطلاب عاد العنف الطلابي الي سوح الجامعات مجدداً بذات اسبابه التي يتكرر بها سنوياً بأطرافه طلاب دارفور الذين يطالبون بحقهم في الدراسة المجانية من جهة وطلاب الحزب الحاكم اللذين يقفون ضد هذه المطالب المشروعة ،الحديث اعلاه لطلاب دارفور اللذين لم يقف اتهامهم للسلطة بالوقف ضدهم فحسب بل اتجهوا لاتهام سلطة دارفور الاقليمية بالوقوف ضدهم اكثر من النظام الحاكم ،وجاء الحديث السالف الذكر في مؤتمر صحفي اقامه تجمع روابط طلاب دارفور بالجامعات والمعاهد العليا بدار الحزب الشيوعي بالخرطوم لتدشين اعماله دورته الجديدة التي جاءت تحت شعار "التعايش السلمي" وإيضاح رؤيته لما قال انه استهداف يتعرضون له من قبل الحكومة ،في هذه الصدد قال القيادي بالتجمع والأمين العام لرابطة طلاب دارفور بجامعة امدرمان الاهلية ادريس ابكر، ان طلاب دارفور يدعون الي تحقيق التعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي بين كل مكونات المجتمع الطلابي من مختلف بقاع السودان مشيراً الي ان التجمع جسم اجتماعي ثقافي وليس سياسي بمثل ما يروج له ،وكشف ادريس عن واقع مرير يعيشه طلاب دارفور بالجامعات جراء ما اسماه بالهجمات الشرسة الممنهجة التي يتعرضون لها من قبل طلاب الوطني ونفي بقوله نحن لسنا جزءاً من اي عنف بالجامعات وانما مستهدفون ويستخدم ضدنا الاسلحة البيضاء والنارية ،واماط ادريس اللثام عن مواقيت الاستهداف الاخير لطلاب دارفور الذي قال بأنه بدأ مع احداث جامعة شرق النيل التي راح ضحيتها احد كوادر الوطني بالجامعة وأضاف بعدها بدأت حملة الاعتقالات ضدنا ويصفوننا بالافاظ عنصرية نابية مشيراً الي انتقال العنف الي الجامعة الاهلية وجرح خلالها عدد من طلاب الرابطة عددهم تسعة اضافة لثلاثة عصابات في جامعة النيلين ،وحول احتجاج جامعة القران الكريم قال ادريس ان الاحتجاج بدا سلمياً ويطالب طلاب دارفور بأحقيتهم في الدراسة المجانية وفقاً للقرار الجمهوري الذي اصدره رئيس الجمهورية بولاية كسلا في العام 2005 بجانب الاتفاقيات الخاصة بدارفور ابوجا والدوحة ،كاشفاً عن اعتقال (7) من طلاب دارفور بجامعة القران الكريم من بينهم رئيس الرابطة ونائبه بجانب (9) من الجرحي قال بان هناك جهات تهددهم بالاعتقال. وقفة احتجاجية من جانبه قال رئيس لجنة التضامن مع طلاب دارفور التابعة لتجمع قوي الاجماع الوطني والناطق باسم حزب البعث العربي الاشتراكي محمد ضياء الدين انهم يتضامنون مع اسر شهداء طلاب دارفور وكل معتقليهم والملاحقين وكل اللذين يقدمون لمحاكمات جائرة مشيراً الي ان لجنة التضامن شكلت بعد احداث جامعة شرق النيل التي تعرضوا فيها للاعتداء مما خلف بينهم عدد من الجرحي جراء اصاباتهم بالأسلحة النارية والبيضاء بجانب تعرض عدد من طالبات دارفور للطرد من الداخليات ،مشيراً الي ان اللجنة القانونية قامت بالدفاع القانوني عن الطلاب وكشف وتعرية ما اسماه بالنظام الدكتاتوري وتامين الملاحقين من قبل الاجهزة الامنية ،ورهن ضياء الدين الخروج من الازمة الراهنة بحل قضية ازمة السودان في دارفور وأزمة الطلاب في الجامعات مقراً بأحقية طلاب دارفور في الدراسة المجانية وفقاً لاتفاقية الدوحة التي ضمنت في الدستور وأودعت بمجلس الامن والأمم المتحدة واضح ضياء الدين ان نصوص الاتفاق واضحة وتشير الي اعطاء طلاب دارفور 15% من مقاعد جامعات المركز و 50% من مقاعد الجامعات الولائية وأضاف بقوله من واجب الجهات المسئولة عن التعليم الجامعي ان تطبق هذه القرارات حتي يتفرق طلاب دارفور علي العملية التعليمية بدلاً من اهدار وقتهم في المطالبة بحقوقهم الدستورية لافتاً الي ان الاعتقالات المتكررة لهم ترتبت عليها نتائج مزرية تجسدت في تدهور الاداء الاكاديمي لأغلبهم الامر الذي يتطلب النظر اليه بعين الاعتبار محملاً في ذات الوقت ادارات الجامعات والنظام الحاكم مسئولية مايتعرض له طلاب دارفور ،معلناً عن انحياز تحالف قوي الاجماع الوطني الكامل لمطالبهم المشروعة في الدراسة المجانية وحقهم في ممارسة النشاط السياسي بمختلف الاحزاب بجانب الوقوف ضد الاستهداف الذي يتعرضون له من اجهزة الدولة المختلفة ، وكشف ضياء الدين عن تضامن لجنتي الاطباء والمحامين الشرفاء مع الطلاب الذين يتعرضون للاستهداف وذلك بالتصدي لعلاجهم مجاناً والدفاع القانوني عنهم ، مطالباً السلطة بوقف اعتقالاتها الوحشية بجانب ايقاف الاعتداء الممنهج ضد الطلاب الابرياء علي حد قوله وأعلن ضياء الدين عن وقفة يعتزم رؤساء أحزاب قوى الإجماع الوطني القيام بها بغرض تقديم مذكرة احتجاجية تتضمن إطلاق المعتقلين من طلاب دارفور ورد اعتبارهم ومعالجة أوضاعهم الأكاديمية في فترة غيابهم عن الجامعات. اطلاق سراح المعتقلين من جانبه طالب القيادي بالتجمع فوزي سليمان ادارات الجامعات التي ترفض التسجيل لطلاب دارفور بان تسجل لهم في غضون الثلاثة الايام المقبلة قبل ان يتم تصعيد القضية الي مستويات لايتحمل طلاب دارفور وزرها، مطالباً في الوقت ذاته الاجهزة الامنية بإطلاق سراح المعتقلين وعدم التعرض لهم مجدداً ،وطالب فوزي سلطة دارفور الاقليمية بان تتخلي عن التسويف والكسب الرخيص مشيراً الي ان الاخيرة لا تمثل طلاب دارفور ،وحث فوزي ابناء دارفور الذين يستغلون مناصب في السلطة بان يتخذو موقف واضح حيال مايحدث لطلاب الاقليم من استهداف واعتقال مهدداً اياءهم بالمقاطعة الاجتماعية الشاملة ان لم يستجيبو لنداءهم ، وأعاب علي قوي المعارضة المدنية والمسلحة عدم تضامن باي شكل من اشكال التضامن مع طلاب دارفور وتابع قائلاً :"الاحزاب متواطئة ومافي اي منها نظم وقفة ومظاهرة تضامنية مع قضيتهم". وحول الاتهامات المتكررة من قبل النظام بتبعية تجمع روابط طلاب دارفور الي الحركات المسلحة قال فوزي بأنهم لايمثلون الحركات متهماً الاخيرة بالابتعاد عن تناول قضاياهم والاستجابة للتفاوض مع النظام رغم مايتعرض له طلاب الاقليم من بطش وتنكيل. سلسلة عنف متواصلة الي ذلك اعتبر القيادي بتجمع الطلاب الشيوعيين احمد زهير ان قضية رسوم طلاب دارفور لا تنعزل عن ازمة عموم السودان الشاملة التي تتجسد في الواقع الاقتصادي المتردي وقال زهير ان النظام تنصل عن اتفاقياته التي ابرمها مع الحركات المسلحة والتي تقر بمجانية التعليم لطلاب دارفور اضافة للقرار الجمهوري الذي يؤكد ذلك واوضح زهير ان طلاب دارفور ليس بمقدورهم دفع الرسوم الجامعية التي تصاعدت الي مستويات عالية جداً مشيراً الي ان الحد الادني للرسوم الجامعية بجامعة الخرطوم خاصة كليات الهندسة والطب ارتفعت الي (3200) جنيه متسائلاً بقوله كيف يدفع طلاب يعنون ظروف انسانية بالغة السوء مثل هذه الارقام من الاموال ،مطالباً النظام بزيادة الصرف علي قطاع الصحة والتعليم والخدمات الاساسية وتقليل الصرف البزخي ،مشيراً الي ان احداث العنف داخل الجامعات السودانية عبارة عن سلسلة متواصلة ولم تخلو اي منها ونبه زهير الي انها حملة شرسة من قبل النظام الحاكم لعزل طلاب دارفور من الحركة الطلابية وذلك باستهدافهم بشكل اساسي لافتاً الي مقتل الطالب بجامعة الخرطوم علي ابكر ومحمد موسي بحرالدين اضافة لأربعة طلاب من جامعة الجزيرة لقوا مصرعهم غرقاً بالترعة اضافة لطالب جامعة السلام بغرب كردفان احمد عبدالحميد الذي وجد مقتولاً الجمعة الماضية منوهاً الي ان كل هؤلاء القتلي لم يصل النظام الي من قتلهم رغم لجان التحقيق التي يشكلها بين الحين والاخر ،وكشف زهير عن حملة تضامنية في الاول من ديسمبر القادم يعتزم الشيوعي ان يقوم بها لايجاد حل لازمة دارفور .