إس دي نيوز، أعلنت السفارة السودانية في بريتوريا اليوم الاربعاء 25/11 ان الرئيس عمر البشير لن يحضر قمة منتددى التعاون الصيني الافريقي التي سوف تنعقد في مدينة جوهانسبيرج بجنوب افريقيا الأسبوع المقبل وسيمثل السودان بدلا عنه وفدا برئاسة نائبه بكري حسن صالح. وعزا المتحدث باسم السفارة السودانية في بريتوريا سيف الدين أحمد (الملحق الاعلامي) غياب البشير عن القمة إلى أنه شارك مؤخرا في ثلاث قمم متتالية، بما في ذلك قمة بكين لمنتدى التعاون بين الصين وافريقيا وقمة منتدى الهند وافريقيا وقمة الدول العربية ودول أمريكاالجنوبية التي عقدت في الرياض، المملكة العربية السعودية، فضلا عن انشغاله حاليا بقضايا داخلية "هامة للغاية" منها متابعة سير مؤتمر الحوار الوطني في الداخل وجولة مفاوضات أديس أبابا بين الحكومة والحركات المسلحة. وتقول وكالة رويتر للانباء، أنه وعلى الرغم من التفسير الذي أعطته سفارة السودان في جنوب افريقيا لغياب الرئيس عن القمة، إلا أن مصادر رسمية قد ذكرت لها بان كل من حكومة جنوب أفريقيا والحكومة الصينية طلبتا من الرئيس البشير عدم الحضور حتى لا يصرف وجوده الانتباه عن المؤتمر والاهتمام بأعمال القمة مما يمكن أن يؤدي إلى "الانتقاص منها"، وذلك بصرف النظر عن أي احتمالات خاصة بما يمكن أن يحدث في شأن الموقف من مذكرة الإحضار الصادرة من إدعاء المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير للمثول امامها وامكانية اثارتها مرة أخرى من قبل الناشطين أو من قبل ادعاء الجنائية أمام أي محكمة ذات اختصاص قي جنوب افريقيا باعتبارها "قضية مستعجلة" تماما كما حدث قبل 5 أشهر. وكان الرئيس البشير قد شارك في شهر يونيو في قمة لمنظمة الاتحاد الافريقي استضافتها حكومة جنوب افريقيا وخيمت عليها دراما مثيرة بسبب مذكرة عاجلة تقدم بها نشطاء ومنظمات إلى المحكمة العليا في جنوب افريقيا لاجبار حكومة البلاد على توقيفه وإرساله إلى المحكمة الجنائية الدولية في هولندا تنفيذا لمذكرة الاعتقال التي أصدرتها تجاهه العام 2009، وسبب قرار المحكمة الجنوب افريقية بعدم السماح للرئيس البشير من مغادرة جنوب افريقيا عبر كافة منافذها إلى حين البت في أمر المذكرة المقدمة إلى القضاء، سبب حرجا وضغطا هائلا على رئيس وحكومة البلاد بشكل جعلها تسارع في تسفير أو "تهريب" الرئيس الضيف لوحده قبل أن تصدر المحكمة العليا قرارها بطريقة ممعنة في السرية وعبر منفذ غير رسمي ومن غير وفده وذلك بواسطة طائرة عسكرية صغيرة خاصة أقلعت من قاعدة جوية تبعد حوالي الساعتين من مقر القمة منطلقة به ليس إلى السودان وانما الى مقر الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية اديس أبابا باعتباره "صاحب الدعوة" ألى القمة، حيث لحق به مباشرة وفده وعاد معهم إلى الخرطوم بالطائرة السودانية المدنية التي حملتهم إلى ومن بريتوريا. يذكر أن مذكرة التوقيف بحق الرئيس عمر البشير بصفته الشخصية غير الرئاسية والصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية تتضمن مجموعة من اتهامات الادعاء التي تقع حصريا تحت اختصاص المحكمة وفقا لميثاقها، وهي الاتهام ب: الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وترتبط جميعها بملف تحقيقات إدعاء المحكمة حول الحرب في دارفور والذي جاء بتكليف وإحالة من مجلس الأمن الدولي للمحكمة الجنائية العام 2005 حتى قامت المحكمة باصدار مذكرة او طلب الاعتقال في العام 2009. وحدّ إصدار أمر المحكمة من قدرة الرئيس على السفر خارجيا لتمثيل البلاد وأصبحت مغادراته وزياراته الخارجية محدودة وتتم بحذر وتكتم شديدين تجنبا للوقوع في أي مأزق يجعله عرضة لتنفيذ أمر التسليم.