* خبر مفرح ومحزن في آنٍ واحد، يقول (أطلقت قطر عبر مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله الإنسانية (راف) مبادرة عالمية لتطوير الخدمات الطبية والصحية في البلدان الأكثر تأثراً بالصراعات سمتها (أنقذ حياة)، وحددت السودان كأول قطر لتنفيذ المبادرة.* السودان كأول دولة لعمق واستراتيجية العلاقة بين قطر والسودان (الله يديم الود والمعروف). * وقال رئيس مجلس أمناء (راف)، عائض القحطاني، في مؤتمر صحفي عقده بالخرطوم، حرصنا ان تكون الخرطوم هي مهد الشرارة الأولى لمبادرة "أنقذ حياة" التي تعتبر أكبر المبادرات الإنسانية في المجال الصحي حول العالم، وكشف عن تأسيس لجنة فنية تضم نخبة من العقول والخبرات القطرية والعربية والدولية في المجال الصحي لبحث أفضل السبل لتحسين جودة ونوعية الخدمة الصحية الأساسية للفقراء والمحتاجين، وبطريقة مستدامة، وفق منهج علمي خاصة في مجالات مرضى القلب والكلى بجانب الكبد الوبائي والسرطان والتطعيم.* (للفقراء والمحتاجين) وهذه تحديداً أضع تحتها مليون خط، السودان الذي كان صاحب أكبر احتياطي غذائي عالمي أصبح فقيراً ومحتاجاً، رغم خصوبة تربته وتنوع مناخه، بجانب فائض العمالة الذي يعاني منه بعد تسريح عمال وموظفين كبرى المشاريع الذراعية والخدمية بشكل عام. * المبادرة من وجهة نظري الشخصية تأتي في مصلحة المواطن السوداني بالمقام الأول بعد أن أهملته حكومته بسوء إدارة المرافق الطبية وعدم وضع الصحة ضمن الأولويات في أجندة الخدمات الأساسية رغم التصريحات التي تطلق بمناسبة وبدون مناسبة.* ولكنها في الوقت نفسه فيها استمرار لمسلسل (مد القرعة) والتقاط المساعدة حتى وإن كانت غير ذات قيمة من قبل حكومة السودان، أصبحنا بمناسبة وبدون مناسبة محط أنظار (الخيرين)، وأصبحنا أكثر الشعوب حاجة (للصدقات) وأول العالم استحقاقاً (للزكاة). * أصبح موسم الخريف الفصل المفضل لمسؤولينا وخاصة عندما تصاحبه فيضانات، لا يهم كم من المواطنين تضرر، ولا كم روح أزهقت، بقدر ما يكون الهم الأكبر لهم أطنان المساعدات التي تأتي بالطائرات الخاصة، لأنها في الآخر لن تذهب الى مستحقيها، بل الى مخازنهم ومنازلهم حتى أفتضح أمرهم وأمرنا كسودانيين لنصبح رمزاً (للتسول والشحدة بأنواعها) بعد أن كنا مثالاً للكرم والعفة.* مواطنون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، مسكنهم في العراء، وآخرون يفترشون أرض المستشفيات الحكومية، وفئة أخرى تبحث في أطراف العاصمة بحثاً عن علاج بعد أن تم تجفيف المستشفيات الحكومية التي كانت تأويهم على فقرها. * مواطنون يفقدون أرواحهم يومياً بسبب انعدام الأجهزة وانعدام الأدوية، وانعدام المال الذي يدفعونه ثمنا للعلاج، ورغم ذلك يظل الوزير وزيراً في مكانه وتزداد في كل يوم مخصصاته وبدلاته وحوافزه، ووزير آخر تزداد أرباحه في مؤسساته العلاجية المنتشرة بالعاصمة والتي لا يقوى على المرور بجانبها (الفقراء والمحتاجين) الذين تستهدفهم المنظمة القطرية، وهو أيضاً يظل وزيرا ولا أي وزير.!!* صورة السودان والسودانيين في نظر العالم أصبحت سيئة للغاية، الجميع ينظر الينا كفقراء ومحتاجين وفي أحيان أخرى محتالين. * حكومتنا لم يعد يهمها سمعة ولا رأي سالب في اسم دولة السودان عالمياً بقدرما يهمها سيطرتها بالكامل على كل ما يتعلق بأمن وصحة وحياة المواطن حتى ولو تناقص العدد وأصبحت حياة الشعب كله (بالماينص). الجريدة ______