الرياض - أضاف رجل دين سعودي تعريفاً جديداَ الى "الفاسقات" حسب قاموسه الفقهي، عندما وصف كل امرأة تجلس خلف مقود السيارة بالفاسقة. ووصف إمام وخطيب جامع عمر بن عبد العزيز في مدينة الخبر بشرقالسعودية الشيخ محمد المنجد، في تسجيل صوتي بث على موقع "يوتيوب" "من تتولى كبر الدعوة لحملة 17 يونيو بأنها خبيثة مخبثة، منافقة فاسقة، باطنية حاقدة". وقال أن "من يؤيدون الحملة ليسوا سوى أهل الشر" وهم "إما كافر أو باطني أو فاسق أو فاجر وجلهم أصحاب شهوات وأصحاب أهواء". وأضاف المنجد أن حث المرأة على قيادة السيارة في المملكة المحافظة هو مؤامرة". وتابع قائلا "إذا سمح للمرأة بقيادة السيارة فسيقومون باستقدام سائقات نساء". وانضم الشيخ محمد المنجد في تصريحه هذا الى الشيخ عبد الرحمن البراك الذي قال عن الدعوة المتصاعدة في الشارع السعودي للسماح للمرأة بقيادة السيارة "إن ما عزمن عليه هو منكر، وهن بذلك يصبحن مفاتيح شر على هذه البلاد"، ووصفهن "بالنساء المستغربات الساعيات لتغريب هذه البلاد". وقال البراك، الذي كان أفتى بمنع الاختلاط بين الجنسين حتى في أماكن العبادة بتصريح نشر على مواقع الكترونية، أن هذه "الحملة قامت بها نساء قبلهن بعشرات السنين ولكن الله أحبط كيدهن، ولعل نسبة منهن قد ماتت ولم تفرح بما تريد، وسيمتن إن شاء الله ولن يفرحن بذلك". في غضون ذلك اطلقت حملة عبر موقع فيسبوك لتشجيع الرجال على استخدام العقال لضرب النساء اللواتي سيقدن سياراتهن في 17 حزيران/يونيو ضمن حملة نسائية للمطالبة بمنح السعوديات حق القيادة. ياتي ذلك فيما تنشط حملة اخرى للمطالبة بالافراج عن السيدة منال الشريفالتي اوقفت في شرقالسعودية السبت الماضي واتهمت بتحريض النساء على القيادة تأليب الرأي العام بعد ان قادت سيارة ونشرت شريطا مصورا عن ذلك على الانترنت. وعبر أكثر من أربعة عشر ألف شخص على صفحات الفايسبوك عن دعمهم لمنال الشريف. وصرّحت وجيهة الحويدر الكاتبة والناشطة في مجال حقوق المرأة التي رافقت منال الشريف أثناء قيادتها السيارة وصورت فيلماً بهذا الخصوص نشرته على موقع "يوتيوب" لوكالة الأنباء الفرنسية أن "منال لم تكن تريد إيذاء أحد. كانت تريد فقط أن تبرهن أنه بإمكان أي امرأة قيادة السيارة في المملكة العربية السعودية". وأشارت وجيهة الحويدر أنه بعد هذه التجربة الناجحة لمنال الشريف، عادت منال لتقود السيارة من جديد يوم السبت برفقة أخيها، مما تسبب هذه المرة بإيقافها واحتجازها من قبل السلطات السعودية، معتبرة أنها كانت تحت المراقبة. وتاتي "حملة العقال" ردا على الحملة النسائية التي تشجع النساء على قيادة سياراتهن يوم 17 حزيران/يونيو المقبل في شتى انحاء المملكة العربية السعودية، وهي البلد الوحيد في العالم الذي لا يسمح للنساء بقيادة السيارات. وايد صفحة "حملة العقال" اكثر من 6200 شخص، الا ان بينهم من يجري مداخلات لمهاجمة القيمين على الحملة. وكتب احد اعضاء الصفحة "من شخصي الموقر اعلن عن تبرعي بخمسين كرتون عقال سيتم توزيعها في الاشارات للشباب ليقوموا بتقويم النساء العاصيات الخارجات عن نظام البلد وسيتم تربيتهن لان تربيتهن لم تتم حسب الاصول في منابعهن الفاسدة". ويؤكد القيمون على الحملة انهم يسعون الى "عدم قيادة المراة للسيارة بكل ما اوتينا من قوة وبقوة". منال الشريف تبقى أشجع من مئات الرجال وقال احد اعضاء الصفحة متهكما "تم رفع اسعار العقل السميكة من قبل اصحاب المحال التجارية والسبب يرجع الى كثرة الطلب على العقل بعد حملة العقال". كما يقترح مشارك آخر بان "ياتي كل واحد بسيارة قديمة ويقوم بحك سيارة اي امراة تسوق في 17 يونيو". وفي هذه الاثناء، واصل كتاب في الصحف السعودية تعليقاتهم على قضية قيادة المراة للسيارة التي عادت للتتصدر اهتمامات الاعلام والمجتمع من جديد. وكتبت حليمة مظفر الاربعاء في صحيفة الوطن "أسال نفسي بل أمنيها متى سيكون آخر مقال لي في موضوع، مللت الكتابة فيه عشرات المقالات عبر هذه الزاوية لست سنوات". اما الكاتب عبده خال الحائزة على جائزة بوكر للرواية العربية فقال ان في صحيفة عكاظ ان قيادة المرأة للسيارة "قضية مضحكة مبكية (...) لا احد يصدق ما يحدث لدينا من تعنت ومنع في السماح لمن تريد قيادة سيارتها بنفسها". من جانبه، يقترح احمد السيد عطيف الكاتب في صحيفة الوطن "تغاضي الجهات المختصة عن النساء اللاتي يمارسن حقهن الطبيعي في قيادة سيارتهن ولا تقبض عليهن، ولتأخذ عليهن مخالفة عدم عمل رخصة قيادة ولا تأخذهن للشرطة وتستدعي هيئة الامر بالمعروف" اي الشرطة الدينية. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، طالبت الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يأمر فورا بالإفراج عن منال الشريف، التي اعتقلت صباح يوم 22 آيار/مايو2011، بعد أن قامت بقيادة السيارة في مدينة الخبر شرق السعودية. وليس هناك قانون يمنع النساء من قيادة السيارات في المملكة ،ولكن كبار رجال الدين أصدروا عدة فتاوى ، تقول بمنع النساء من قيادة السيارات. ميدل ايست أونلاين "هيومان رايتس" تطالب المملكة بالافراج عن سعودية قادت سيارتها بنفسها طالب ناشطون وجماعة مدافعة عن حقوق الانسان تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها المملكة العربية السعودية بالافراج عن ناشطة اعتقلت بعد ان قادت سيارة في تحد للحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات وبثت فيديو على اليوتيوب لتشجيع أخريات. وقالت جماعة "هيومان رايتس ووتش" في تقرير لها ان الشرطة السعودية اعتقلت منال الشريف من منزلها يوم الاحد واحتجزتها في سجن الدمام بتهمة الاساءة الى سمعة المملكة في الخارج واثارة الرأي العام. ولا يوجد في المملكة المحافظة أمر مكتوب يحظر على النساء قيادة السيارات لكن القانون السعودي يحتم ان يستخدم المواطنون رخصة تصدر محليا ولا تصدر هذه الرخصة للنساء وهو ما يعني عمليا فرض حظر على قيادتهن السيارات. وتعلمت منال الشريف قيادة السيارات في الولاياتالمتحدة. واجتذب الفيديو الذي يصورها وهي تقود سيارتها في الخبر في المنطقة الشرقية المنتجة للنفط أكثر من 500 ألف مشاهد خلال ثلاثة ايام. وقال كريستوف ويلكي وهو باحث متخصص في شؤون الشرق الاوسط في جماعة هيومان رايتس ووتش "اعتقال امرأة قادت سيارة بها أفراد أسرتها ثم عرضت ذلك على الانترنت يفتح الباب امام ادانة المملكة العربية السعودية بل في الواقع للسخرية منها في شتى انحاء العالم." وأضاف "كلما طالت مدة مكوثها في السجن كلما كان لزاما على المملكة ان تعلل هذا." وطالب أكثر من 550 سعوديا بالافراج عن منال الشريف في التماس موجه الى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز نشر على موقع فيسبوك. وعبر الموقعون على الالتماس عن اعتقادهم بانه حان الوقت لحسم قضية قيادة النساء للسيارات وطالبوا بقانون واضح يحدد ما اذا كان ذلك محظورا ام مباحا. وتهدف الحملة التي بدأتها منال الشريف الى تعليم النساء قيادة السيارات وتشجيعهن على البدء في القيادة اعتبارا من 17 يونيو حزيران واستخدام رخص القيادة الصادرة لهن من الخارج.