خروج: * المنتمون إلى قطيع السلطة في السودان؛ كما لو أنهم متفقون على زيادة جرعة النفاق كلما تقدم بهم العمر وتوغلوا في الفشل والمنكر.. فما من أحد منهم يرضخ (للواقعية) مهما كان وضوح الرؤية لديه..! والسودان فائض بغير المتعلمين أو الأميين الذين إذا أخطأهم التفقه في أمور الدين؛ انسترت نواقصهم (بالذوق) وحسن الخلق وتقدير الأمور بالفطرة السوية دون لجاج أو تعالٍ.. لكن (المتعلمين) من جماعات (الجبهة الإسلامية) وبعضهم حملة شهادات عليا؛ لم يفتح الله عليهم (لا في معرفة الحق ولا في اجتناب الباطل) بل زادوا إدلهاماً بالتمادي في كل ما هو مخالف للخلق القويم والأدب والكياسة.. فصار مشهدهم العام رفلاً وموذياً ومكروهاً؛ يرتبط بالقبح (قولاً وفعلاً ونوايا أيضاً) فالنوايا واصلة!! ومع كل عيوبهم وثقوبهم يرفضون التسليم بأن (بنيانهم) فوق جرفٍ هارٍ..! النص: * أخف ما يُحمل عليه أنه كان مسؤولاً من الصحيفة الناطقة بلسان الحكومة؛ فأفشلها فشلاً تاريخياً رغم (مصروفها الملياري) وهو في هذا الجانب ينافس أمين حسن عمر الذي ارتبط اسمه ببوار الصحف ثم غيابها الأبدي..! إنه البرلماني مهدي إبراهيم الذي اعتاد على ما نسميه (الخرمجة!!)؛ فقد ظهر في الأيام الفائتة بثياب الواعظ؛ ومثله أحق بالصمت..! لم تقصِّر مواقع الإنترنت في سلخ البرلماني الفج؛ الذي حاول التعالي والتعالُم بفهم أبتر أغبر أشتر لتفسير ظاهرة الفقر في السودان (وجماعته الحاكمة سبب رئيس لوجود الفقر الذي تعدّى توصيف ظاهرة وصار ينافس في رسوخه نفاق هذه الجماعة)..! مهدي ردٍّ معاناة الناس بمطلقية إلى إعراضهم عن ما أسماه (الهدى الرباني).. وأين مهدي وجماعته من الهدى؟؟!! فقد قال إن هذا الإعراض مبعث الضنك..! ولعله استند بسطح ذاكرة مشوشة إلى الآية الكريمة (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا). وفي شأن الآية قال بعض المفسرين إنها تتعلق بعذاب القبر وتضييقه على (المعرضين) واتفق بعضهم في شمول المعنى المتعلق بعدم طمأنينة هؤلاء؛ أي وقوقعهم في (التعاسة) وإخواتها..! فهل كل الفقراء والذين يعانون داخل السودان تعساء؟! وهل يُخطئ الكدر أصحاب الأموال والذهب والدولارات والحاويات؟! فلو كان المعنى يرتبط بالفقر وحده لما وجدنا غنياً يائساً يفكر في الانتحار؛ أو تضيق عليه الأرض بما رحبت؛ أو ينتمي إلى تلاميذ (إخوان السودان)؛ أي يذهب صوب الجماعات التكفيرية البغيضة التي تسفح الدم (طمعاً في الجنة)..!! وكأن الفردوس (مضمونة!!) بالإرهاب..!! * مهدي إبراهيم الذي قال إن الأزمات والضيق الإقتصادي والقسوة في معاش الناس داخل السودان بسبب الإعراض عن الهدى الرباني؛ لا يستحق كل هذا (الشتم) الذي جرّه بجهالته؛ بل يستاهل تدبر أمر (جماعته) كلها؛ وهي لا ترضى بالسقوط سلطوياً فحسب؛ ولا ترضى بالفشل الذي لن نحسب قوة مفعوله (بالحصين!!) بل تقدَّر بأشياء (متخيلة) لأن خزيهم وفشلهم أكبر من الخيال..! إنهم يتجاوزن الفشل إلى ما هو أبعد من التخيُّل.. مهدي لا يستاهل (الهجاء) فهو يعلّمنا (الحذر) من أن نكون كأمثاله.. فمن مكارم الجهل أنه باعث (للتعوذ)..! ومن ميزات الجهلاء أنهم يقدحون في قلبك الشرارة الأولى للإيمان (بالمعرفة).. فتجد نفسك تتعلم منهم عشق (النور)..! أينما وجدت شخصاً (منطفياً) تاقت روحك إلى ضوء الحياة..! * هذا الدّعي يعلم أو (يتعامى) بأن القسوة في معاش الناس كانت مقصودة (بإرادة السلطان).. أي هي صنيعتهم في حقبتين ونصف؛ وقد جعل الرب هؤلاء سبباً في ما نحن عليه من الضعف والهوان..! دولة جففها سلاطين الفساد؛ وتربّع على عروشها شياطينه؛ وصار المعتوهين (مسؤولين).. كيف تريدونها بلا ضنك؟! * وهل المرَدة بقادرين على فعل (ما فعلوا)؟!! أعوذ بالله