أكتفي بنصف ابتسامة ، مثلما أكتفي بنصف إجابة وربما ( ربع ) على كثير من أسئلتي ، هذا انطباع الزميل اسامة عبد الماجد على حصيلة مقابلة مع الاستاذ على عثمان محمد طه بالغراء آخر لحظة ، الصور المصاحبة للمقابلة درست بعناية ، ظهور الخراف ليس صدفة ، و الجلوس على ( العنقريب ) و السكن فى المزرعة لوحده يفضى لمقاربة ذهنية مقصودة ،ربما أراد شيخ علي ان يقول شيئاً في الصورة لم يكن لتتسع له نصف الاجابة أو ربعها ، على كل حال ، فبعد ربع قرن من ممارسة السلطة في أعلى المستويات اكتشف السيد النائب الاول لرئيس الجمهورية السابق حقائق جديدة عن حياة الناس ومعاش الناس ، قال ( بعد الخروج من المنصب سترى بزاوية جديدة ، وهذا مؤكد، وتكتشف معلومات جديدة ، وحتى بعض الحقائق التي كنت تراها من خلال الموقع التنفيذي سترى جذورها في الواقع ) ، وحول الابتعاد عن المنصب الرسمي في العامين الاخيرين قال ( أضافت لي الكثير في عمق المعرفة الذاتية ، ورايت اثر السياسات والإجراءات التي يتحدث عنها الناس ، سواء كان في المعاش أو الأداء الإداري لدواوين الدولة ، ورأيت أثر السياسات والإجراءات ووقعها على حياة الناس ، وتلمست متابعة معاش الناس والتعامل معه من خارج الموقع ) ، وأضاف الأستاذ طه ( أن هذه الإكتشافات أضافت لى الكثير في مدى الحاجة الى إصلاح وأن يكون شعار الاصلاح حقيقياً ) ، ما يدعو للاسف ان هذه الاكتشافات جاءت متاخرة ، وبعد أن ترك الرجل الموقع الرسمي ، موقع الرجل الثاني في الدولة ، وهو موقع كان يتيح للرجل معالجة مايتعلق بحياة الناس ومعاشهم ، وكان في وسعه ان يباشر الاصلاح فيما بدا له من الخارج في حاجة الى الاصلاح ، ليس مفهوماً بالطبع تنكر الرجل لبعض صنيعه ، في الخدمة المدنية وما حل بها جراء سياسة التمكين ، ولماذا الان يرى أن يكون الاصلاح عبرر مؤشر الاعمال وتحديد السلم الاداري ؟ و هو ما تجاهله عامدآ لربع قرن ؟ وهل سيكون الاصلاح سهلاً في من تبوأ المنصب عبر التمكين والمحسوبية وقفز( بالزانة) الى الوظائف القيادية العليا في الدولة في بضع سنين ؟ وهل تفيدنا هذه الاكتشافات المتاخرة في اصلاح خراب الزراعة والصناعة والحرف التي تعرضت للتجريف والاغراق من المنتجات الجاهزة الواردة ؟ ان أي مقارنة بين القطاعات التي تحسر الاستاذ طه عليها الان وكيف كان حالها قبل 25 عاماً هي بالقطع ليست لصالح المشروع الانقاذي و الذى كان طه فيه بمثابة القائد و الموجه ، وهو ما لم يراه السيد النائب الاول السابق الا بعد ان غادر موقع الحكم ، مع الاسف فان المسؤلين في بلادنا لايرون حجم الخراب الا بعد أن يتركوا الكرسي ، أو هم يرونه اداة لغرض خفى و كلمة حق أريد بها باطل بعد مفارقة الكرسي ، ليتهم يقدمون اعتذاراً للشعب ، بعد اعترافات لن تعيد ما كان ، وليتهم ينصحون من ظلوا في السلطة سنين عدداً للخروج الان ،وعلى الاقل ليروا أعمالهم وما اقترفت أيديهم ولم تبصره عيونهم ولم تدركه عقولهم ، ان طه وان لبس ثياب الواعظينا فلن يستطيع اصلاحآ ، هو العطار و لن ( يصلح العطار ما أفسده الدهر ) ،، [email protected]