يبدو أن الأزمة التي كان الكولومبي خاميس رودريجيز غارقا فيها مؤخرا، وكل ما أثير حول انعدام ثقة المدير الفني لريال مدريد الفرنسي زين الدين زيدان تجاهه ستبدأ في التبخر، خاصة بعد المباراة الممتازة التي قدمها اللاعب أمام إسبانيول مساء الاحد الماضي في الدوري الاسباني، وذلك في موسم يحتاج فيه النادي الملكي لأفضل مجهود لدى كل لاعبيه. وكان زيدان، الذي أصبح مدربا لريال منذ 4 جولات، أجلس رودريجيز احتياطيا في أول مباراتين للفريق تحت قيادته مع ديبورتيفو لاكورونيا وسبورتنج خيخون ودفع به بديلا لإيسكو، إلا أن اصابة الويلزي جاريث بيل فتحت له الباب للدخول في التشكيلة الاساسية مجددا. وكانت المشاركة الأولى الاساسية لرودريجيز في حقبة زيدان أمام ريال بيتيس، ولكن اللاعب ظهر كما لو كان "شبحا" خلال الشوط الأول ثم تحسن في نصف المباراة الثاني، ولكنه على الرغم من هذا لم يقدم ما لديه من كنوز كروية بين أقدامه. بدوره، لم يتألق إيسكو أيضا بشكل كبير، لذا فإن مواجهة إسبانيول كانت تعد بمثابة الفرصة الأخيرة تقريبا للاثنين في الصراع القائم بينهما على مركز اساسي في التشكيلة في ظل اقتراب عودة بيل. ولم يكن عام رودريجيز مليئا بلحظات من الاستقرار. وكانت بداية الموسم معقدة، حيث جلس احتياطيا في أول مباراة أمام خيخون، ثم بدأ رويدا رويدا في اكتساب ثقة المدير الفني السابق رفائيل بنيتيز، ولكنه حينما استعاد مستواه تعرض لاصابة عضلية ألقت به بعيدا عن الأضواء مجددا. كانت هذه الاصابة المفاجئة سببا في كسر التناغم مع المدرب السابق، الذي كان يعاني من سيل من الأسئلة بخصوص غياب اللاعب أثناء رحلة تعافيه. وكانت اجابات بنيتيز تقول أن رودريجيز يحتاج للوقت ليصل الى قمة مستواه، ولكنها تعارضت مع تصريحات الكولومبي الذي أكد أنه في حالة مثالية. كل هذه الخلافات كان لها أثر في النهاية على الروح المعنوية للاعب الكولومبي الذي دخل أيضا في مشكلات خارج الملعب، مثل مطاردة قوات الحرس المدني له حتى مدينة ريال مدريد الرياضية بسبب السرعة الزائدة، وأيضا الانتقادات التي تلقاها بسبب زيادة وزنه. في النهاية انفجر خاميس: "أنا مستاء بصورة كبيرة مما يقولونه. يتحدثون عن أمور كثيرة. القريبون مني يعرفون كيف أتصرف وأدين لهم بالكثير بسبب هذا. أحاول دائما الاعتناء بنفسي. انا محترم. ما يقال بخصوص سهراتي الليلية كذب. الشك في أمر مؤلم أكثر من سماع أنني بدين". بعد أسبوع على هذه التصريحات بدأ الوضع في التغيير. فقط في 90 دقيقة لعبها أمام إسبانيول، وذلك حينما قدم رودريجيز عرضا أكثر من جيد وصنع هدفا لبنزيمة وتسجيل أخر والمساهمة في صناعة ثالث. كل هذا بجانب ركضه لمسافة كبيرة واللعب جيدا بين الخطوط، بل وحتى انطلاقات قوية من على الجانب الأيمن. زيدان نفسه ظهر جليا انه يرغب في غلق أي نقاش ممكن بخصوص الكولومبي، حيث قال بعد المباراة: "قدم مباراة جيدة للغاية. إنه يعمل جيدا وأنا سعيد للغاية بمستواه. ليس فقط مع الكرة بل بدونها قام أيضا بعمل جيد. بصفة عامة أنا مرتاح لمستواه في المباراة".