بعد 4 سنوات يوافق جوارديولا على عرض مانشستر سيتي، الفريق المملوك من الشيخ منصور بن زايد، ليوقع عقداً حتى عام 2019. جوارديولا برر قراره بالبحث عن التحدي مع مان سيتي المتعطش للتألق الأوروبي، ولن يكون التحدي بسيطاً. بشكل مفاجئ كشف نادي مانشستر سيتي الإنجليزي أمس الاثنين عن عقد مبرم بين إدارة النادي ومدرب بايرن ميونيخ الحالي الإسباني بيب جوارديولا، اعتبارا من الموسم القادم ولثلاث سنوات. وبذلك، يؤكد النادي رسميا خبرا تمّ تداوله لأشهر في وسائل الإعلام الأوروبية، حتى "يصد الباب أمام شائعات لا جدوى لها" و"احتراما لمانويل بليجريني (المدرب الحالي للفريق) وللاعبين"، كما ورد في البيان الصادر عن إدارة مانشستر أمس الاثنين. جوارديولا نفسه التزم الصمت بخصوص وجهته القادمة. وحين سئل عن أسباب رفضه لعرض التمديد البافاري، ردّ حينها أنه يريد الانتقال إلى البريمييرليج. اليوم، تأكد للجميع أن تصريحات جوارديولا آنذاك لم تكن إلا جانبا من الحقيقة، لأن الأخير كان قد فضل مان سيتي على بايرن ميونيخ، أي عكس ما قام به عام 2012، حين فضل (جوارديولا) الذهاب إلى آليانس أرينا بدلاً ستاد الاتحاد بعد مفاوضات مباشرة جمعته بإدارة مان سيتي، حسبما أكد الفريق ذاته. ما الذي تغيّر إذن؟ ولماذا عدل جوارديولا عن قراره؟ الإجابة عن هذا السؤال مقترنة بطموحات مان سيتي، الفريق المملوك من مجموعة أبو ظبي المتحدة للاستثمار والتطوير ورئيسها الشيخ منصور بن زايد. ومنذ أن أصبح الشيخ المالك الوحيد لأسهم النادي، لم يفز مان سيتي إلا بأربعة ألقاب: لقب الدوري عامي 2012 و2014 إضافة إلى الكأس مرتين، بينما بقي لقب دوري الأبطال بعيد المنال رغم الملايين الإماراتية. مهمة جوارديولا إذن النهوض بالنادي على المستوى الأوروبي قبل المحلي، ولعلّ ذلك كان هو التحدي الذي تحدث عنه الإسباني في العطلة الشتوية، موضحا أنه سيترك ألمانيا بحثا عنه. وعكس بايرن ملك البوندزليجا، سيدخل جوارديولا مع مان معركة مفتوحة تحكمها المنافسة المتكافئة أمام القطبين مانشستر يونايتد وتشيلسي، ولكن أيضا أمام ليفربول وأرسنال وتوتنهام. وحسب مدرب ليفربول الألماني يورجن كلوب، فإن جوارديولا "سيسعى إلى نيل الممكن من الألقاب". وما سيدعمه في هذه المهمة هو أنه سيلاقي زملاءه القدامى في برشلونة، الرئيس التنفيذي فيران سوريانو ومدير الكرة تكسيكي بيجيريستان، والاثنان معا سيتنازلان عن صلاحيتهما لصالح جوارديولا ليحتفظ بالكلمة الأخيرة في ملف الصفقات، وهو امتياز افتقده "بيب" بشدة في ميونيخ. ولأن الأموال متوفرة بكثرة في مان سيتي، فإنه من الممكن جداً أن يحصل جوارديولا على نيمار مهاجمه المفضل الذي أخفق في إقناع بايرن بالتعاقد معه. كما أنه من الوارد أيضا أن يأخذ جوارديولا معه المهاجم روبرت ليفاندوفسكي أو ديفيد آلابا أو تياجو أو هولجار بادشتوبر، وجميعهم يحظون بإعجاب شديد من قبل المدرب، إضافة إلى لكاي جوندوغان لاعب وسط دورتموند والذي ارتبط اسمه في الآونة الأخيرة بمان سيتي، وفي حالة رغبة جوارديولا في ضمه فلن يعارض دورتموند أبدا إتمام الصفقة، لأنه لن يجني عائداتها إلا الصيف القادم فقط.
