إلى المناضلات من أجل السلام والحرية والمساواة إلى أمهاتنا وبناتنا وشريكاتنا فى الحياة إلى كل مناصري المرأة وقضاياها فى كل مكان في الثامن من مارس 1975م , وإعترافاً بدورها فى حياة المجتمع , تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى المؤتمر المنعقد فى المكسيك, هذا اليوم كيوم عالمى للمرأة , بناءً على إقتراح قدم من قبل إتحاد النساء الديمقراطى العالمى , ليجسد تضحية العاملات اللاتى جازفن بحياتهن من أجل عالمٍ أفضل. يأتى الإحتفاء باليوم العالمى للمرأة فى هذا العام , وحواء السودان لا تزال تعيش إنعكاسات الوضع السياسي والإقتصادى والإجتماعى المتردى بالغ السوء , ونظام الخرطوم مستمر فى عدوانه وجرائمه بحق المدنيين العزّل خاصة شريحة النساء فى دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان وشماله ووسطه , وفى قلب الخرطوم , ويستهدف المرأة كعنصر عبر الإغتصاب الممنهج فى المناطق التى تشن فيها قوات النظام ومليشياته حروب الإبادة والتطهير العرقى . تذل المرأة داخل سجون ومعتقلات النظام , وتهان عبر القوانين المعيبة التى تحط من قدرها وكرامتها وإنسانيتها مثل قانونى النظام العام والطوارىء, وتتعرض لإبشع أنواع الإنتهاكات والتمييز من عنف جسدى ونفسي ومعنوى , وتصادر حتى أحاسيسها ومشاعرها, وتجلد تحت دعاوى اللبس الفاضح والخلوة غير الشرعية. نثمن عالياً تضحيات المرأة السودانية ونضالاتها الكبيرة من أجل الحرية والكرامة والمساواة علي إمتداد التأريخ السياسي للدولة السودانية , ومقاومتها لكافة أشكال الإستبداد والتعدى علي حقوقها الطبيعية . نخص بالتحايا والتبريكات : ستات الشاي وبائعات الكسرة واللقيمات و التسالي والفول المدمس..ربات البيوت والعاملات فى المصانع و المزارع ومجالات الرعى والموظفات فى الخدمات العامة..ضحايا العنف وحروب الإبادة فى معسكرات اللجوء والنزوح..من يحملن الجراية والسلوكة وأطفالهن على ظهورهن ..من يكافحن من أجل لقمة العيش لسد رمق الحياة..اللائي يقطعن عشرات الكيلومترات لأجل جركانة موية وحطب الوقود..المعتقلات والسجينات..الشهيدات الماجدات..ولكل من قاومن الإستبداد واللائي ساهمن في نشر الوعى والإستنارة. نحتفل باليوم العالمى للمرأة فى كل قطاعات الحركة العسكرية والمدنية والمكاتب الخارجية والداخلية , إيماناً منا بقضايا المرأة ودورها فى المجتمع والحياة , وإتساقاً مع مشروعنا السياسي الذى يسعى إلى إقامة سودان علماني ديمقراطى ليبرالي فيدرالي موحد ,تكون فيه المواطنة هى الأساس الأوحد لنيل الحقوق وأداء الواجبات , ويقر المساواة الكاملة بين المرأة والرجل بلا تمييز على أساس النوع أو الجنس أو أى تمييز آخر, وتحمى المرأة من كافة أشكال العنف الأسري والإجتماعى والإقتصادى والقانونى والنوعى , ويرفع تمثيلها فى كافة المستويات السياسية والإجتماعية ومواقع إتخاذ القرار بما يحقق إنصافها ومساواتها بالرجل والإلتزام التام بكافة العهود والمواثيق الدولية التى تنص علي حقوق المرأة بما فيها إتفاقية سيداو. إنّ العالم وهو يحتفل بيوم المرأة العالمى مطالب بالوقوف مع المرأة السودانية ومناصرة قضاياها العادلة في الحرية والكرامة والمساواة , وندعو كافة نساء السودان والمعمورة وكل مناصري قضايا المرأة حول العالم بممارسة الضغط علي نظام الإبادة والتمييز فى الخرطوم وفضح سلوكه وممارساته وجرائمه بحق المرأة فى كافة المحافل الإقليمية والدولية , وإجباره على إلغاء القوانين التى تنتهك وتحط من قدرها وكرامتها , وإيقاف العنف والتمييز وسلاح الإغتصاب كوسيلة لإذلالها وكسر إرادة ذويها. نحث المنظمات الدولية والنسوية بمساعدة المرأة السودانية لا سيما فى مناطق الحروب التى يشنها النظام ضد المدنيين العزّل وفى معسكرات النازحين واللاجئين , وتدريبها وتأهيلها لإنتزاع حقوقها المغتصبة. إنّ تغيير هذا الواقع الأليم الذى تعيشه بلادنا والمرأة السودانية , يتطلب الوحدة والتنسيق والتضامن بين كافة الكيانات التى تؤمن بضرورة وحتمية التغيير , والعمل على إسقاط نظام البشير عبر كافة الوسائل المتاحة وإعادة هيكلة الدولة السودانية وبناء دولة المواطنة المتساوية والحريات الفردية والجماعية. عاشت المرأة السودانية..وعاش نضالها عبد الواحد محمد أحمد النور رئيس حركة/ جيش تحرير السودان