أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    المريخ يكسب تجربة السكة حديد بثنائية    شاهد بالفيديو.. "جيش واحد شعب واحد" تظاهرة ليلية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور    لأهلي في الجزيرة    مدير عام قوات الدفاع المدني : قواتنا تقوم بعمليات تطهير لنواقل الامراض ونقل الجثث بأم درمان    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    تامر حسني يمازح باسم سمرة فى أول يوم من تصوير فيلم "ري ستارت"    وزير الخارجية : لا نمانع عودة مباحثات جدة وملتزمون بذلك    شاهد بالصورة والفيديو.. المودل آية أفرو تكشف ساقيها بشكل كامل وتستعرض جمالها ونظافة جسمها خلال جلسة "باديكير"    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    قرار بانهاء تكليف مفوض العون الانساني    عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق إبراهيم جابر يطلع على الخطة التاشيرية للموسم الزراعي بولاية القضارف    شركة "أوبر" تعلق على حادثة الاعتداء في مصر    معظمهم نساء وأطفال 35 ألف قتيل : منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة    عقار يؤكد سعي الحكومة وحرصها على إيصال المساعدات الإنسانية    بالفيديو.. شاهد اللحظات الأخيرة من حياة نجم السوشيال ميديا السوداني الراحل جوان الخطيب.. ظهر في "لايف" مع صديقته "أميرة" وكشف لها عن مرضه الذي كان سبباً في وفاته بعد ساعات    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    ((نعم للدوري الممتاز)    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    الكشف عن سلامةكافة بيانات ومعلومات صندوق الإسكان    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    عالم «حافة الهاوية»    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفوات المسلحة مرة اخرى
نشر في الراكوبة يوم 09 - 03 - 2016


بسم الله الرحمن الرحيم
قال لي صديق مقيم بارض الفرنجة من حملة النجوم اللامعات كنا في تناقش عن حال السودان :- ظللت تقسو على القوات المسلحة في كتاباتك وانت قد تربيت في كنفها فلماذا لاتقول كلاما حسنا عنها ... كان طلبه عصيا على يراعي في ظروف اضحى النقد كل النقد موجها للقوات النظامية عموما وللقوات المسلحة وجهاز الامن بصفة خاصة.ولآن قلبي على هذه المؤسسة كان لابد ان اقول ما يعصر القلب الما وما يجب ان يكون حتى تغدوهذه القوات كما هو مطلوب منها ان تكون.
اقول لصديقي هذا ان روما تحترق بيد ابنائها فهلا نظرتم الى الواقع المرير فلا مجال للتناقش فيمن اوقد النار وانما المهم هو النظر والبحث عمن يطفيها .
مقدمة:-
الجيوش تبني نفسها بتراكم خبراتها ,والقوات المسلحة السودانية ومنذ بداية نشؤها في اول القرن العشرين عندما كان اسمها قوة دفاع السودان كانت قوة وطنية ملتزمة بولائها لحماية ترابها وشعبها وابلغ دليل هو ثورة الضباط عام 1924 ضد المستعمر كما اننا ننوه الى ان الجيش السوداني لم يشترك في الحرب العالمية الثانية الا بعد ما تلقى وعدا بمنح الاستقلال للسودان بعد نهاية الحرب وقد يتساءل سائل كيف تم هذا الوعد وكيف قبل به الجيش واقول ان هذا الوعد قد قٌدم للسودن سياسيا وعلم به الضباط الكبار فتقبلوا ان يشاركوا في الحرب. ولقد ازدادت خبراته المتراكمة واصبح جيشا لا يستهان به مستفيدا من قوة شكيمة ابناء الشعب السوداني بغض النظر عن انتمائهم القبلي والديني,وكانت الخطوط مرسومة لتوضيح العلاقة بين الجيش والقوات النظامية الاخرى بحيث ان كل مؤسسة تسير وفق تخصصها وكانت الشرطة هي القوة النظامية الثانية والتي تقوم بتطبيق مطلوبات الامن الداخلي تحت الاشراف القضائي ولم يكن الجيش يتدخل في اي عمل عسكري داخلي الا بأمر قضائي واستمر الحال على هذا المنوال ماعدا في تمرد جنوب السودان في اغسطس 1955 . وتدخل الجيش في جنوب السودان لآن الذين تمردوا هم من قلب القوات المسلحة والبوليس والسجون ولآنهم استولوا على اسلحة الدولة واستخدموها في قتل نظاميين ومواطنين عزل ولآن السياسيين الجنوبين افتوا ببقاء السودان موحدا في ذلك الوقت .وكان تدخل الجيش في الجنوب هو حالة خاصة بجنوب السودان ولا نقول انه لم تكن هناك تفلتات ولكنها كانت محدودة بما نراه اليوم.
واذا كان جنوب السودان هو حالة استثنائية فان بقية مديريات السودان لم تشهد تدخلا يذكر من جانب القوات المسلحة الا في الصراع الذي كان يدور في العاصمة حول تنفيذ انقلابات عسكرية يروح ضحيتها افراد من القوات المسلحة وبضع من الساسة الذين يقومون باغراء العسكر منفذي التحرك.
كانت القوات المسلحة ذات توجه قومي وكانت ترفض اي تحرك داخلها ذو توجه عنصري او عقائدي او قبلي وكانت قيادات الجيش تجند ابناء المناطق وتخلطهم بمناطق اخرى وتراعي ان لايعمل ابن المنطقة في منطقته بقدر الامكان بقصد ان يكون شكل الجيش قوميا .ولكن هذا التوجه اختل في عهد الحكم المايوي والذي اتخذ موقفا من تجنيد ضباط من ابناء دارفور وكردفان في الجيش بعد محاولات انقلابية بدأها المقدم حسن حسين عثمان ثم جاءت بعدها حملة الغزو القادم من ليبيا بقيادة العميد محمد نور سعد الا ان هذا الموقف لم يستمر طويلا ولكنه ترك غصة في النفوس.
اذكر حادثة حدثت قبل قيام انقلاب الانقاذ والرواية على لسان شهودها .... اتى ضباط من هيئة الاركان لمنزل رئيس الوزراء والذي كان وزيرا للدفاع بقصد وداعه لآنهم ينوون ادء فريضة الحج ولما كان سفرهم مخططا له في صباح اليوم التالي فقد رأوا ان يذهبوا لوداعه مساءا واستقبلهم رئيس الوزراء ببشاشة سودانية وجلسوا معه ودار النقاش عن الحال الصعب الذي آل اليه حال الجيش وعن الهزائم المتكررة التي الحقها بهم جيش الحركة الشعبية بقيادة العقيد جون قرنق دي مابيور وهنا انبرى رئيس الوزراء السابق بتقديم مقترح كان يعتقد انه سيحل المعضلة, وقال لهم ان حزبنا يمتلك قوة مقاتلة عملت مع المعارضة ايام النميري وانه اذا ما تم ضم هذه القوة الى القوات المسلحة السودانية فانه بامكانهم التسلل الى مواقع جون قرنق والقضاء عليه.... .وجم الضباط لفترة وبدأوا في الرد على رئيس الوزراء برد مجمله ان القوات المسلحة لا تؤمن بالاغتيالات وان الجيش على استعداد لمقاتلة جون قرنق والقضاء على التمرد اذا ما قامت الدولة بتوفير التسليح اللازم وسد النقص في المعدات وشكرهم رئيس الوزراء وودعهم الى باب الشارع وذهب الضباط الى الى اداء الفريضة في اليوم التالي وذهب رئيس الوزراء الى مكتبه ليصدر قرارا بصفته وزيرا للدفاع احال بموجبه كل هيئة الاركان الى المعاش وتعيين من ظن انهم سيكونون محققي احلامه فاذا بهم يذهبون الى مهب الريح. وبصراحة كانت هذه اماني الاحزاب السياسية كل على حدا للهيمنة على القوات المسلحة.
ان الانضباط لمن هم في امرة الشخص سواء كان هذا الشخص عسكريا او مدنيا او في اي منحة من مناحي الحياة – هو اساس لكل نجاح يعقبه التخطيط الجيد وما يؤثر على الانضباط هي عوامل تؤدي الى التفكك التدريجي رغم المهدئات والجرعات النفسية والمالية التي تقدم لمن هم تحت امرة من يقود .
وهناك حديث كنا نردده دوما ونريد ان نقوله الان ان واجب القوات المسلحة هو حماية الحدود الخارجية من عدو يتجهم تلكم البلاد وهذا مالم يحدث ابدا...ابدا في عهد هذه الحكومة الحاكمة بامرها,بل ان القوات المسلحة سكتت وسكنت لقوات غير منضبطة ولا تنتنمي لها وباسمها – سمحت لها – باتخاذ مواقع تخصها وسمحت لها ان تقاتل باسمها وان تفعل فظائع لا حدود لها بمواطنين سودانيين حتى اضطروا هم انفسهم لحمل السلاح ولسان حالهم يقول انه قد أٌذن للذين اخرجوا من ديارهم وقتلوا ان يقاتلوا.
لقد تبرأ اخيرا قادة الجيش من هذه المجموعة فقذفت بهم القوة السياسية الى جهاز الامن والذي استقوى بهم واعطاهم اسم قوات التدخل السريع فصاروا مرتزقة بقتلون وينهبون ويغتصبون وما من احد ينطق (ببغم) ومن يقولها فمصيره معروف واكبر دليل على ارتزاقهم هو انهم قد تمردوا عدة مرات عندما تأخرت مرتباتهم يوما او يومين.بينما القوات المسلحة والمدرسين وبعض اخر يصبرون بالشهور الطويلة لنيل مرتباتهم.
كلام اريد ان اوجهه لقادة القوات المسلحة الحاليين وعلى رأسهم السادة هيئة الاركان .... ان قتال الشعوب ليس هو نزهة وان انكسروا اليوم فالحرب كرٌ وفر ولو كانت الشعوب تنكسر لما فشل الامريكان والدول الغربية بعتادها وقوتها الاسطورية في فيتنام ولما كانوا يعانون من الفشل في افغانستان والعراق بعدما كانوا يصرحون وتصرحون انتم بأنكم قضيتم على التمرد ... ان الذين يُحاق بهم الظلم او تظل في قلبهم غصة ...والذين يفقدون اباءهم وامهاتهم لن تركعهم الصواريخ والطائرات بل ان ما في النفس ينتقل الى الاجيال الاخرى جيلا بعد جيل ... ثم انكم تقاتلون اناسا شكيمتهم كشكيمتكم وبأسهم قوي لآنهم اولا من ابناء هذا البلد ولآن اول من تمردوا منهم كانت لهم نفس خبراتكم العسكرية ولا تظنون ان من يتساقط منهم كلهم قد عاد الى حضنكم ففيهم من له ظروف وفيهم من جبن ولكنني متأكد انهم يحملون في قلوبهم قول القس شاشاتي (ياكنيسة الرب اللفي القلب...في القلب).
ان السلام ليس مؤتمرات وحيل للتحاور ولكن السلام هو قرارات حاسمة دون تطويل وصرف بذخي وذر الرماد في عيون العالم ليقدم المزيد من المال ... وطريق السلام واضح وطريق التناور معروف . والدعايات التي تبث عن هجمة على الدين هي وسائل لتمكين السياسيين المتوالين اموركم -و لتمكينهم –اكثر في السلطة .
القوات المسلحة قد نشأت وكانت توجهها قوميا وفي كل الظروف المختلفة التي مر بها السودان كانت تتنحاز الى جانب الشعب عند المحن الا في عهد حكومة الانقاذ وسأبدأ لصديقي الحديث منذ 1989 عندما حدث انقلاب الانقاذ.
كل الحركات السياسية والعنصرية التي حاولت الهيمنة على لجام القوات المسلحة لم تثمر وفي يوم اغبر من الثلاثين من يونيو استولت الجبهة الاسلامية بقيادة كوادر منها على السلطة مستعينة ببعض ممن كانوا يظنون انهم ينقذون الموقف السياسي الذي كان الصراع فيه قد فشا في كل منبر بينما الحرب الداخلية مشتعلة في جنوب السودان ,وهذا يجعلنا الا ننسى اتفاقية الميرغني قرنق والتي اشاع فيها اعلام الجبهة ان بها بنود سرية وصدقت جهات اخرى هذه الاشاعة بل وارادت ان تصدقها وذلك كجزء من التصارع على السلطة دون النظر الى المصلحة الوطنية .لقد كان كل الناس يعلمون ان الجيش قد كتب مذكرة الى السلطة السياسية يحذر من الحال السئ الذي وصلت اليه حال البلاد ولكي يستقر الحال وضعت القوات المسلحة خطة قومية لايقاف الفوضى التي عمت البلاد وذلك باجبار القوة السياسية بنهج منهج معتدل ونبذ الصراع وسميت هذه الخطة بانقلاب القائد العام وهي قد كانت شر لا بد منه ولكنه على الاقل اخف الشرور لآنه على الاقل كان سيجمع كل القوة السياسية في تجمع تحت رقابة وطنية من الجيش.
نعلم جميعا ان مدير مكتب القائد العام والذي كان من اعز اصدقا ء القائد العام, كان هو من يحتفظ بخطة القائد العام هذه ولكنه وبكل خسة نسى العلاقة التي تربطه بمن وثق به وتناسى شرف الجندية بل ونسي العلاقة التي ربطت بين اسرته واسرة القائد العام وبكل نذالة باع الاسرار الى قادة الجبهة الاسلامية الذين سارعوا بتنفيذ انقلابهم وخدعوا الضباط وزعموا انه تحرك بأمر الفريق اول ركن بحري فتحي احمد علي القائد العام .
ونعلم جميعنا ان كوادر ذات خبرات عسكرية عالية قذفت بهم هذه الحكومة الى مزبلة التاريخ حتى غدت كل كوادر الجبهة الاسلامية هي التي تقود الجيش من مستوى الفصيلة وحتى قيادات هيئة الاركان ولا اريد ان احكي عن الضرر الذي تعرضت له القوات المسلحة والبلاد جراء هذا التصرف فهو معروف للجميع ولكني اريد ان اقول ان الجيش قد اصبح بين ليلة وضحاها جيشا عقديا ينتمي الى تنظيم تربت في احضانه الجيوش الجهادية والقاعدة وحتى داعش والاشكال الاخرى القادمة واذا كان هذا يخفى على العامة فهو لا يخفى عليكم. نتيجة لهذا الاحتواء الذي حدث للقوات المسلحة تطابق هذا الامر في مختلف القوات النظامية ومن ثم الى الخدمة المدنية والى وسائل الاعلام بصفة خاصة ومن ثم اعتبرت هذه الحكومة كل من يعارض توجهها عدوا وعميلا وكافرا والى اخر اقذع الالفاظ وحتى لو كان ممن ينتمون الى التنظيم الاخواني ولا يرضون عما يجري في اضابير حجرات ومطابخ السياسة الاخوانية.
ولننظر مليا الى النتائج التي ادى لها تحويل الجيش من جيش وطني الى جيش عقائدي:-
1.اضحى الجيش بعدما كان رقيبا على سلامة البلاد وساستها واحترام ارائهم مهما كانت اضحى مستجيبا لفئة سياسية واحدة وبامرتها . ولقد اشتعلت دارفور من داخل مطبخ الاخوان المسلمين وقاد التمرد الاول دأؤود يحي بولاد وذلك لما رآه من تجاهل بائن لقومه من قبل الفئة الحاكمة والتي كانت توجهها نحو الاصول البعيدة عن غرب السودان خاصة القبائل التي تتحدث بلهجات محلية وتستعمل العربية كلغة ثانية.
2.دخلت قوى عقائدية ليس لها دراية بالعلوم العسكرية ومكُنت هذه القوى لتكون فوق قيادات القوات المسلحة وبالتالي انتجت كارثيات مهولة في البلاد منها:-
أ.المعلومات الوهمية التي ادت الى موت الالاف منهم ومن القوات المسلحة ابان حرب الجنوب وايهام الشعب بالقرود التي تفجر الالغام والملائكة التي تحارب معهم.وعندما اختلف الساسة صار الشهداء (فطائس)
ب.التفضيل البائن لمليشيات الدفاع الشعبي والدبابين عن جنود القوات المسلحة مما ادى الى انهيار معنويات الجنود وادى الى هزائم لم تكن مدركة لكم.
ج.احلال المليشيات الاخوانية في القوات النظامية وعزل وتشريد من لا ينتمي الى التنظيم.
3.الطاعة العمياء لقيادات القوات المسلحة للفئئة الحاكمة مما ادى الى هيمنة اجهزة اخرى غير القوات المسلحة على عمل القوات المسلحة مثل الجنجويد والتي صارت تسمى بقوات التدخل السريع .
4.هيمنة جهاز الامن على امور البلاد – هذا الجهاز- الذي مفروضا ان يكون جهازا علميا ناصحا ومحلالا للمعلومات اصبح قوة باطشة وبقوات نظامية ترتدي الزي العسكري وتفعل ما شاءت بمقادير البلاد وتتمتع بمرتبات وميزات تفوق قدرة القوات المسلحة بل ان مرتباتهم تفوق مرتبات القُضاء وكبار الموظفين الاٌخر .
5.القتل الاعمى للمواطنين الابرياء الذين يقعون في مناطق التمشيط التي يقوم بها الجنجويد والقوات المسلحة مما ادى لكراهية ومقت شديد للقوات المسلحة ورجالها فقد خسر الناس اسرهم واملاكهم من مساكن وسوام ومبالغ عينية تعين على الحياة ففضل بعضهم حمل السلاح وفضل اٌخر اللجؤ الى ارض الله الواسعة.
6. التغاضي عن لوائح وقوانين القوات المسلحة واصدار احكام على ضباط 28 رمضان بالاعدام بمحاكم لم توفر لهم ابسط الوسائل القانونية للدفاع عن انفسهم ولو سلمنا جدلا ان الذين قاموا بهذه الحركة قد خالفوا قوانين الفئة الحاكمة فانه من الضروري ان يحاكموا محاكمة عادلة, وان توفر لهم وسائل ايضاح ما فعلوه وذلك لآن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بسط لنا ان (البينة على من ادعى) .لقد نتج عن قتل ال28 ضابطا ان بعضهم لم يكن مشاركا في الفعل وانه قد حدث تواجدهم في المنطقة بحكم الصدفة او بحكم واجبهم الروتيني ,بل ان احدهم قد أُحضر من سجن الابيض والى باحة الاعدام . ولقد شاءت الصدف انني شاهدت المنطقة التي احتجز فيها الذين قاموا بالمحاولة الانقلابية بالسجن الحربي في اليوم التالي لاعدامهم وكان مرافقي وهو شاهد عيان يرني الدماء على الحائط ويقول لي هذا دم فلان وهذا دم فلان وكانت الدماء تبدو كثيرة لدرجة انها تصل الى منتصف الحيطان وعرفت ان بعضهم قد سيقوا الى (دروة الاعدام) وهم نصف ميتين.
7.القتل العشوائي الذي حدث لمواطني بورتسودان وداخل اسرتهم وهم نيام.
8.قتل 183 مواطنا تظاهروا في سبتمبر لآن الحكومة رفعت الاسعار ومن قوة لاتنتمي الى الشرطة ولا الى القوات المسلحة ولا بأمر قانوني من قاضي ,والقتل نفسه تم بطريقة فوضوية شملت من تظاهر ومن كان يطل من باب منزله ومن كان لا يعرف معنى كلمة مظاهرة ولا باع له في عالم السياسة .
القوات المسلحة والتي كانت نصير الشعب في كل محنة ,,,,, اين كانت من كل هذا السفوح؟؟؟
القوات المسلحة والتي كانت تحمي الامهات اين هي من قتل مستورة والتاية وكل الحرائر اللائي اهينن وضربن تحت كاميرات الفيديو وقهقهات الجندرمة الذين كانوا يلذذون بتعذيبهن او لم يعلموا ان الرسول صلىالله عليه وسلم قد ذكر ان من عذبت هرة قد دخلت النار واو لم يكن هذا المثال الذي ذكره الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم المقصود منه ان ان ينأى بنو البشر عن وسيلة التعذيب, بل او لم يكن جديرا بالحكم الاسلامي ان يكون القدوة في هذا المجال ....فاين كان كادر القوات المسلحة المنتمي لتنظيم الاخوان من هذه الفعائل .
من المعروف ان القوات المسلحة وجهاز الامن هم ركائز هذا النظام ولذا فان اي فعل شائن او غير مقبول فانه من المطلوب منها ان تسعى لتصحيح هذا الفعل وان لم تفعل فانها ستكون قد دخلت في خانة المسئولية الدنيوية ومسئولية الآخرة.
فعندما تصححون ما حدث وتعاقبون من فعل وتعتذرون فقد .... قد ينسى الناس انكم كنتم منه ولكني ايضا اشك في ان ينسى اي انسان في الدنيا اذا ما قد اهدرت كرامته او هُتك عرضه او ذُل امام اهله وصحبه ....ولن ينسى الناس قتلاهم بدم بارد ولا ابناءهم الذين أُخُذوا من منازلهم ولم يعودوا ابدا ولن تنسى اي أُم قد خرج ابنها ولم يعد .
واذا قلنا ان هنالك حوار – وهو المسيس- فان الذين جاءوا اليه وقبلوا به هم في حالة المضطر الذي قد ركب الصعب واظن انهم لم يفقدوا ذاكرتهم وفعائل النظام تجاههم .
ان الذكرى تبقى وتتراكم وتتوارث ونتائجها ...يوما ما ....يوما ما...سيكون لها مرد فانصاف الحلول لا تجدي وذم الناس بالعمالة والتشبث بأن البلاد مستهدفة هو اسطوانة مشروخة قالها كل من حكم بلاده بظلم .
اين تريدني يا صديقي ان اذكر القوات المسلحة الحالية بخير وهي تنتمي الى الشعب السودانيوالذي به فئة كبيرة تعتبرها باغية
واين تريدني.... واين تريدني ان اقول عنها حسنا وهي تغض الطرف عن فعائل جهاز الامن وهو يتغول عليها وقد تحركت من قبل في 1984 و ثارت على جهاز الامن والذي لم تتعدى تجاوزاته واحد في المائة مما يفعله الجهاز الماثل الآن .
ان القوات المسلحة ليست هي لبس الازياء الزاهية واقامة مصانع السلاح والتباهي بالقوة فقط ولكنها فوق ذلك وقبل ذلك عليها ان تحترم الشعب الذي يقطع من قوته لتكون مع الشعب والذي ربى كوادرها بعرق جبينه وان يكون هدفها ان تحمي البلاد من عدو يتجهم البلاد وان تجعل الساسة يسعون لحل مشاكل البلاد بالحسنى وان تقف مع الاغلبية الصامتة من الشعب .
ان تجاربنا مع هذا النظام انه نظام يوقع اتفاقات ولا ينفذها او ينفذ قشورها دون ان يصل الى جوهرها ثم يتباكى بأنه فعل وفعل ولم يستجيب الطرف الآخر... ومؤتمر الحوار الوطني الماثل قد يصدر قرارات واذا لم ينفذها من غير تحوير وتطويل مضحيا بمزاياه كحزب حاكم فقد ينظر الناس الى جديتهم ولكنهم لن ينسوا فعائل كل القوات النظامية وعندها سيضحى النظام بزمرة منكم .
لقد ادخلتم البلاد الى ممر صعب الخروج منه وان حدث التراضي بينكم وبين من يختلفون معكم فان هذا لا يعني ان ما يدور في خلجهم قد دخل في غياهب النسيان ....فهل سيرضى عنكم الضحايا؟؟؟
لا اظن ذلك...
لا اظن ذلك
فالذكرى دوماتبقى ماثلة مهما طالت السنون ومهما فعل الزمن
نسأل الله حل هذا المشكل لآنه وحده هو الذي سيلهم الى حل عادل ينصر فيه المظلوم لآنه قد اقسم بعزته بنصر المظلوم ونسأل الله ان يزيل الغشاوة عن عين الذين يظنون ان كل الامور تُحل بالقوة ونسأله سبحانه وتعالى ان يوفقنا جميعا الى خير هذه الاُمة.
نقطة اخيرة دفُن الدكتور حسن الترابي في مقابر بري اللاماب وعلى مسافة قريبة منه مقبرة احد شهداء ثورة سبتمبر وهو صلاح الدين مدثر الريح .... فهل في ذلك من عظة يا اُوُلي الالباب
والحق ابلج والباطل لجلج
هاشم ابورنات
9مارس 2016


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.