برزت للسطح فى الآونة الاخيرة العديد من الظواهر السالبة التي باتت تؤرق المواطنين وابرز هذه الظواهر تفشي ظاهرة الاحتيال التى أضحت تشكل هاجسا للمواطنين والشرطة معا ما يزيد من معاناة الضحايا ان مرتكبيها باتوا يكتسبون مهاراتٍ وفنوناً جديدة تمكنهم من الايقاع بضحاياهم ... وقد ظل الاحتيال حصريا على الجنس الخشن ولكن اللافت دخول النواعم والأنامل الرقيقة بصورة فاقت الذكور ولان كيدهن عظيم وذكاءهن خارق اصبحت شريحة المحتالات تتفوق على الذكور بأساليبهن ومقدرتهن على سلب عقول الضحايا الامر الذى أدى الى تفاقم المشكلة. بين ارتداء ثوب البراءة والدموع و النقاب ترتفع شكاوي الضحايا )مع الناس) التقت بالتاجر عبد الرحمن محمد أحمد الذى قال إن احدى الفتيات ترتدى نقابا دخلت اليه وبيدها حقيبة وأخطرته أنها آتية من إحدى الولايات وسألته ان تستريح من رهق الرحلة حتى يأتى احد أقاربها ويصحبها و عند انشقاله بالبيع مع احد المشترين اذ بالفتاة تقوم بتفريغ الخزنة داخل حقيبتها .. كانت تتظاهر وكانها مشغولة بالحديث عبر الهاتف فخرجت من المحل وعندما انتبه التاجر للامر واتجه لخزانته وجدها بيضاء وقد افرغت تماما وعندما خرج باثرها وجدها قد غادرت الموقع. عبدالرحمن اشار الى انه قام بفتح بلاغ علما ان المبلغ المادي الذي ظفرت به ذات النقاب يبلف (5) الف جنيه واشار عبدالرحمن الى انه اصبح اكثر حرصا خاصة في التعامل مع النساء سواء منقبات او حاسرات او موضة ،مؤكدا انه لن يلدغ ثانية اما الصادق الشيخ في محل للاسبيرات فقصته اغرب من الخيال قائلا بان مظهر الفتاة الاخاذ وقوامها الفارع وما ترتديه من ثياب تؤكد انها من الطبقة الغنية بالبلد قد اوقع به اذ تحدثت اليه بصورة جذابة مشيرة الى هاتفها السيار قد خرج من الخدمة لضعف بطاريته طالبة منه هاتفه لاجراء محادثة مهمة فمنحها الهاتف في وقت تزايد فيه العملاء وعندما افتقدها لم يجد لها اثرا فتاكد له ان المظاهر خداعة. قصة الصادق يذكر المتلقي بقصة فتاة الصاغة عندما ترجلت احدى الحسناوات من سيارة فارهة امام احد محلات بيع الذهب بالسوق العربي وولجت المحل فاختارت من الاطقم الذهبية احلاها واقيمها لتقول لصاحب المحل ان المال بالعربة وسمح لها التاجر باحضارها لتهرب بها العربة بعد ان انطلقت بسرعة جنونية فادرك صاحب المحل بانه وقع ضحية سذاجته . احدى اخصائيات علم النفس قالت انه وبمثلما يقع الرجل في الجريمة او يخطط لها كذلك تتعرض شريحة النسوة، ففي السابق كانت مساهمة المرأة في الجريمة شبه معدومة باسثناء صناعة الخمور والتي لا ترى فيها بعض المجتمعات المحلية خروجا على مألوف عاداتها وتقاليدها ،ولكن مع تطور الحياة وخروج المرأة للعمل باتت تكتسب العديد من الخبرات كما احتكت ببعض شرائح المجرمين واذا كات المرأة في السابق متفرقة لامور بيتها وابنائها فقد دفعتها ضغوط الحياة للعمل وبات ورود عالم الجريمة ولو في نطاق ضيق امراً وارد الحدوث والسبب الرئيس في ولوج النساء هذا العالم خلفيتها الاسرية فالنشأة وسط عائلة لم يمن الله عليها بمن يتحمل ضغوط الحياة فتندفع الفتاة وراء ضعفها نحو عالم الجريمة وهنالك سبب آخر يتمثل في نمو العلاقات الفردية وغياب الوازع الديني فتلج المرأة هذا العالم الخرطوم نسرين حسين: