تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، محادثة نصية مسرّبة من تطبيق التراسل الفوري (واتساب) بين مدير الاعلام بجهاز أمن البشير العميد محمد حامد تبيدي، وبين احد اصدقاء الخال الرئاسي الطيب مصطفى مالك صحيفة (الصيحة). وهدّد تبيدي في الرسالة باغلاق صحيفة (الصيحة) المملوكة للطيب مصطفى، وطالب ادارة التحرير بمراجعة مقالات الكاتب بالصحيفة احمد يوسف التاي. وقال تبيدي في الرسالة المسرّبة، إن مقالات احمد يوسف التاي ستكون سببا في اغلاق او تعليق صدور صحيفة (الصيحة)، في اشارة الى ان "التاي" يكتب ما لا يرضي النظام. ومضى تبيدي قائلا: "إن احمد يوسف التاي بودي الصيحة الخور". اي سيكون سببا في تعليق صدورها بكتاباته الناقدة للنظام. واشار تبيدي في المحادثة المسرّبة إلى أنه حريص على استمرار صحيفة الصيحة، وقال: "والله نحن من حرصنا ما خلينا كلام صريح او تلميح، لكنهم لا يستبينوا النصح". واضاف: "انا تكلمت مع الاستاذ الطيب مصطفى ونصحته بان يبادر ويهدِّي خطة الالغام، ويشوف مصالحه ومصالح الشغالين معاهو، ويترك الحماقة ومناطحة الصخر.. والغريب وعدني خيراً". وتجمع المصاهرة بين مدير الاعلام بجهاز أمن البشير العميد محمد حامد تبيدي، وبين الخال الرئاسي الطيب مصطفى، حيث ان تبيدي متزوج من ابنة شقيق الطيب. وشدد تبيدي على ان مقالات الكاتب احمد يوسف التاي ستقود السلطات الى تعليق صدور صحيفة الصيحة. وكان احمد يوسف التاي يتولى منصب رئيس تحرير صحيفة (الصيحة) قبل ان يتم ابعاده من منصبه بصورة فجائية، وهي الخطوة التي فسرها مراقبون بانها تأتي بايعاز من جهاز امن البشير الذي طالب الخال الرئاسي بابعاد احمد التاي من منصبه كرئيس للتحرير، وذلك بعدما كان التاي يسمح بنشر مقالات ناقدة للنظام، ولا يتدخل في حجب التقارير والتحقيقات الاستقصائية التي تتحدث عن فساد قادة النظام. واشار مراقبون تحدثوا ل(الراكوبة) إلى ان الهجمة الشرسة التي يقودها مدير الاعلام بجهاز أمن البشير العميد محمد حامد تبيدي، ضد الكاتب احمد يوسف التاي، تؤكد التحليلات التي تشير الى ان جهاز الامن مارس ضغوط على الخال الرئاسي لاعفاء التاي من رئاسة التحرير. وكان جهاز امن البشير قد قام بمصادرة عددين متتاليين من صحيفة (الصيحة) في الاسبوع الماضي. وكالعادة لم يفصح الجهاز عن سبب المصادرة لكن التسريبات تحدثت عن ان السبب يعود لمقالات تنتقد النظام بشدة سطرها الطيب مصطفى واحمد يوسف التاي. ومؤخرا، قامت لجنة برئاسة مها الشيخ، زوجة مدير جهاز امن البشير باجراء تصنيف للمواقع الالكترونية والصحف من حيث الممانعة والمولاة، وخلُص التصنيف الى ثلاث قوائم على رأسها صحيفة (الراكوبة) الالكترونية وصحيفة (الصيحة) المملوكة للخال الرئاسي.. وجاء التصنيف على النحو التالي: 1- صحف معادية للنظام وتشكل خطرا عليه، وشملت القائمة صحيفة الراكوبة الإلكترونية...صحيفة الصيحة.. راديو دبنقا.. وسودانييز أون لاين..اخر لحظة.. التيار.. وحريات 2- صحف صديقة للنظام، وشملت القائمة الصحافة والوفاق والراي العام والاهرام بالاضافة لقنوات السودان والنيل الازرق والخرطوم والشروق. 3- صحف متعاونة مع النظام، وشملت القائمة الانتباهة ..السوداني.. اليوم التالي .. قناة ام درمان واشارت وقائع الاجتماع التي تسريبها الى (الراكوبة) في حينها، الى ان توصيات اللجنة تركزت على الآتي: 1 - فرض حرب إعلانية ومخاطبة شركة أقمار التابعة لوزارة الاعلام لمنع نشر الإعلانات الحكومية في قائمة الوسائل المعادية، والتنسيق مع شركات الاتصال. على ان يتم تحفيز الصحف التي تستجيب للضغوط بالإعلانات فورا. وبناء على ذلك تم منع الاعلان من صحيفة (الصيحة). والمعارك الشخصية ليست جديدة على مدير الاعلام بجهاز أمن البشير العميد محمد حامد تبيدي، فقد سبق له ان دخل في معركة شخصية مع الصحافية درة قمبو، التي كشفت انتحال تبيدي لصفة الصحفي في احد المهرجانات الخاصة بالصحفيين العرب والذي كان يقام بدولة تونس. وقالت درة قمبو انها رأت تبيدي في باحة المؤتمر، مما جعلها تسأل عن سبب حضوره للفعالية. وعندما ذهبت الى دفتر توقيعات الحضور، وجدت انه قدّم نفسه الى الجهة المنظمة على اساس انه صحفي سوداني، فما كان من درة قمبو الا ان اخطرت الجهات المنظمة بان تبيدي ليس صحفيا وانه ضابط مخابرات مهمتة التضييق على الصحافة والصحفيين، مما سبب الحرج البالغ لتبيدي الذي توارى عن الانظار. وعندما عاد تبيدي الى الخرطوم، قام بكتابة مقال في احدى الصحف هاجم فيه درة قمبو التي قامت بدورها بالرد عليه بمقال وجد الاشادة من المتابعين.