سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعيم تمرد كردفان \" الحلو \" يرفض التخلي عن المناطق التي إحتلها جيشه قبل التوصل لاتفاق سياسي وتحقيق التحول الديمقراطي وتغيير المركز، والاتفاق على دستور يعكس التنوع الثقافي في السودان.
قدم رئيس الوساطة الأفريقية ثامبو أمبيكي مبادرة بوقف إطلاق النار لمدة شهر بجنوب كردفان، للجيش السوداني والجيش الشعبي الشمالي، في وقت أعلنت فيه الخرطوم أنها لن تسمح بوجود قوات مسلحة بعد التاسع من يوليو، موعد استقلال الجنوب، من غير القوات النظامية، فيما أكدت الحركة الشعبية سيطرتها على ثلثي ولاية جنوب كردفان المضطربة، وسط احتدام القتال بين الطرفين حول مدينة كادقلي منذ أسبوعين. واستدعت الخارجية السودانية سفير بريطانيا والقائم بالأعمال الأميركي بالخرطوم، على خلفية احتجاز طائرة تابعة للأمم المتحدة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن رئيس الوساطة الأفريقية في السودان ورئيس جنوب أفريقيا السابق، ثامبو أمبيكي، طرح مبادرة على الحكومة السودانية والجيش الشعبي بجنوب كردفان لوقف القتال بينهما لمدة شهر. وكان أمبيكي قد وصل إلى منطقة كاودا بجنوب كردفان على رأس وفد رفيع ضم إلى جانبه رئيس رواندا السابق بيير بيويو، والسيد هايلي منكريوس، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، وممثلة مبعوث الرئيس الأميركي، ورئيس الحركة الشعبية بالشمال، مالك عقار، والأمين العام للحركة ياسر عرمان. وعقدت الوساطة مباحثات مطولة مع زعيم تمرد كردفان، الفريق عبد العزيز آدم الحلو، نهار الخميس أول من أمس، وذكرت المصادر أن المبادرة تقوم على وقف لإطلاق النار لمدة شهر بمراقبة فنية مشتركة من الجيش الشعبي وجيش الحكومة والوساطة الأفريقية، وسحب الجيش الشعبي خارج المناطق التي سيطر عليها في مواجهاته الأخيرة في كردفان بعد الخامس من يونيو (حزيران) الحالي، والاتفاق السياسي على ترتيبات جديدة في كردفان وتوفيق أوضاع محاربي الجيش الشعبي من الشماليين، والسماح لوصول الإغاثة الإنسانية للمتضررين من المدنيين، وأشارت المصادر إلى أن الحلو شدد على رفضه إعادة انتشار قواته في المناطق المذكورة قبل التوصل لاتفاق سياسي وتحقيق التحول الديمقراطي وتغيير المركز، والاتفاق على دستور يعكس التنوع الثقافي في السودان، ويقوم أساس الحكم فيه على المواطنة، وغادر الوفد إلى العاصمة الإثيوبية للبدء في مفاوضات بين طرفي النزاع، وفي السياق ذاته قال الأمين العام للحركة الشعبية، ياسر عرمان، ل«الشرق الأوسط» إن وفدا من قيادة الحركة في الشمال وفي جنوب كردفان، سيشرع فورا في ترتيبات وقف العدائيات والترتيبات السياسية المرتبطة به، وكشف عن أن قادة ميدانيين من الجيش الشعبي وصلوا إلى أديس أبابا. وكشف عرمان عن أن وفد أمبيكي بحث قضايا الترتيبات الأمنية والقضايا السياسية ووقف العدائيات، وتطوير اتفاقية السلام في الشمال لتستجيب لقضايا التغيير والديمقراطية والترتيبات الدستورية الجديدة وقضايا المنطقتين، وعلاقة المركز بالأقاليم، كما ناقش اللقاء ما وصفه عرمان بالكارثة الإنسانية الكبيرة.