فيما أعلنت القوات المسلحة استمرار عملياتها بجنوب كردفان وبكافة الوسائل ، قدم رئيس الوساطة الأفريقية ثامبو أمبيكي مبادرة بوقف إطلاق النار لمدة شهر بجنوب كردفان . وقال مبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق للصحفيين بعد زيارة جنوب كردفان (اتفق الجانبان على ضرورة وقف العمليات العسكرية وبدء المفاوضات فوراً). وأضاف مبيكي خلال مؤتمر صحفي (توجهنا الخميس إلى جنوب كردفان للقاء عبد العزيز وإجراء مباحثات مباشرة معه). وأضاف (التقينا به مع قادة فصيله وقررنا أنه من المهم أن تبدأ محادثات على الفور بينهم وحكومة السودان للتوصل إلى اتفاق على وقف العمليات العدائية). وطرح مبيكي مبادرة على الحكومة السودانية والجيش الشعبي بجنوب كردفان لوقف القتال بينهما لمدة شهر. وكان مبيكي قد وصل إلى منطقة كاودا بجنوب كردفان على رأس وفد رفيع ضم إلى جانبه رئيس رواندا السابق بيير بيويو، والسيد هايلي منكريوس، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، وممثلة مبعوث الرئيس الأميركي، ورئيس الحركة الشعبية بالشمال، مالك عقار، والأمين العام للحركة ياسر عرمان. وعقدت الوساطة مباحثات مطولة مع زعيم الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان الفريق عبد العزيز آدم الحلو، نهار الخميس أول من أمس، وذكرت المصادر أن المبادرة تقوم على وقف لإطلاق النار لمدة شهر بمراقبة فنية مشتركة من الجيش الشعبي وجيش الحكومة والوساطة الأفريقية، وسحب الجيش الشعبي خارج المناطق التي سيطر عليها في مواجهاته الأخيرة في كردفان بعد الخامس من يونيو الحالي، والاتفاق السياسي على ترتيبات جديدة في كردفان وتوفيق أوضاع محاربي الجيش الشعبي من الشماليين، والسماح لوصول الإغاثة الإنسانية للمتضررين من المدنيين، وأشارت المصادر إلى أن الحلو شدد على رفضه إعادة انتشار قواته في المناطق المذكورة قبل التوصل لاتفاق سياسي وتحقيق التحول الديمقراطي وتغيير المركز، والاتفاق على دستور يعكس التنوع الثقافي في السودان، ويقوم أساس الحكم فيه على المواطنة، وغادر الوفد إلى العاصمة الإثيوبية للبدء في مفاوضات بين طرفي النزاع. ولكن العقيد الصوارمي خالد سعد، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة عدم السماح بحمل السلاح لأي قوى أخرى سوى القوات المسلحة عقب التاسع من شهر يوليو المقبل وذهب أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني إبراهيم غندور في ذات الاتجاه قائلاً أنهم يواجهون تمرداً إما أن ينتهي بوضع البندقية أو انتزاعها على حد تعبيره ، واصفا من يخالف ذلك التوجه ب”الخارج على القانون” ومتمرداً سيتم التعامل معه بالوسائل القانونية. وقال الأمين العام للحركة الشعبية،الأستاذ ياسر عرمان في تصريحات صحفية إن وفدا من قيادة الحركة في الشمال وفي جنوب كردفان، سيشرع فورا في ترتيبات وقف العدائيات والترتيبات السياسية المرتبطة به، وكشف عن أن قادة ميدانيين من الجيش الشعبي وصلوا إلى أديس أبابا. وكشف عرمان عن أن وفد أمبيكي بحث قضايا الترتيبات الأمنية والقضايا السياسية ووقف العدائيات، وتطوير اتفاقية السلام في الشمال لتستجيب لقضايا التغيير والديمقراطية والترتيبات الدستورية الجديدة وقضايا المنطقتين، وعلاقة المركز بالأقاليم، كما ناقش اللقاء الكارثة الإنسانية بجنوب كردفان . من جانبه، أعلن الموفد الأميركي إلى السودان برينستون ليمان أن حكومة السودان (قريبة) من اتفاق يتعلق بسحب قواتها من منطقة أبيي المتنازع عليها، ولكن وقف العمليات العدائية في جنوب كردفان ليس في متناول اليد بعد. وقال ليمان إن الاتفاق حول أبيي ينص على سحب قوات الخرطوم وتعزيز وجود الأممالمتحدة مع قوات إثيوبية وتشكيل حكومة جديدة في المنطقة . والاتفاق الذي تحدث عنه برينستون ليمان خلال جلسة استماع في مجلس النواب (لم يوقع بعد ولكننا قريبون منه)، كما قال. وبالمقابل، فإن المحادثات برعاية الاتحاد الأفريقي حول الأزمة التي تعصف بجنوب كردفان لا تزال حتى الآن متعثرة. وقال ليمان (يجري الإعداد لاتفاق، ولكنه لم يتقدم بعد كما هي حال الاتفاق بشأن أبيي). وأوضح أن أحد أعضاء فريقه وممثلين عن الجناح السياسي للجيش الشعبي لتحرير السودان توجهوا إلى جنوب كردفان والتقوا عبد العزيز الحلو . وأضاف (بعد هذه المهمة، وافق عبد العزيز على وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثين يوماً بشروط. ومهمتنا هي العمل على تطبيقه). وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعرب أمس الأول عن (قلقه العميق) حيال الوضع في السودان، مشدداً على أن استئناف المفاوضات لوضع حد لأعمال العنف في المناطق المعنية أمر ملح، كما أعلن البيت الأبيض. وقالت الرئاسة الأميركية إن أوباما الذي دعا المسؤولين السودانيين إلى (عدم التخلي عن فرصة التوصل إلى سلام وازدهار أكبر)، التقى الخميس موفده الخاص إلى السودان برنستون ليمان (للبحث في تقدم جهود الوساطة بهدف وضع حد للأزمة السياسية والإنسانية في أبيي، وللازمات الإنسانية وأعمال العنف في جنوب كردفان). وأضاف المصدر نفسه أن (الرئيس أعرب عن قلقه العميق بالنسبة إلى أعمال العنف وانعدام إمكانية ايصال المساعدات الإنسانية، وشدد على ضرورة العودة إلى المفاوضات للسماح بتطبيق كامل لاتفاق السلام العائد لعام 2005). وقال البيت الأبيض إن ليمان (يتوقع العودة هذا الشهر إلى المنطقة للمساعدة في تحويل اتفاقات سياسية إلى إجراءات أمنية دائمة وجديرة بالثقة) .