لقي تواجد عدد مقدر من قيادات القوي الوطنية المعارضة البارحة في مراسم تشييع شهيد الوطن الطالب محمد الصادق ارتياحاً لدي الكثيرين ، وأغلبهم من الناقمين والمنتقدين شديدي الذي تلعبه القوي المعارضة في مجمل الفضاء السياسي، ونأمل أن تكون دوافع الإنتقاد المستمر هذه من باب الحرص على بلوغ الحراك الثوري السوداني محطاته المأمولة من الجميع . لكن في ذات الوقت تبقي الصورة المطبوعة في هذة الأذهان لدور قيادات الصف الأول للقوي الوطنية المعارضة من الخطورة بمكان ، هذة الصورة غير الواقعية والتي تفترض وجوب وجود هذه القيادات في الصفوف الأولى للمتظاهرين والمحتجين والثوار، للدرجة التي ترتقي فيها بهذه الصورة وجعلها شرطاً من شروط إنجاح الحراك الثوري النضالي، هذا الأمر يجب تصحيحه علي الفور وبشكل حاسم وواضح. غالبية الشباب الذين هم الآن يقودون هذة التظاهرات والاحتجاجات لم يمروا بالتجربتين الثوريتين اللتان أسقط فيهما شعبنا الدكتاتوريين العسكريتين في 64 و 85 ، أغلب قيادات القوى الوطنية المعارضة في هاتين التجربتين كانت في السجون والمعتقلات، وأخرجتها منها الجماهير التي قادت الحراك الثوري، والأرشيف موجود يمكن الرجوع إليه. يكفي جداً من وجهة نظري الشخصية أن توجِّه هذة القيادات كوادرها وجماهير شعبنا بضرورة التمترس في الشوارع والعمل علي إسقاط النظام، وتتابع هذا الحراك عن كثب وتشارك فيه في حدود ضيقة من أجل رفع الروح المعنوية للمتظاهرين، وهذا الأمر ليس حفاظاً علي شخوص هذة القيادات علي الإطلاق، لكن تحسباً لأي طارئ قد يفقدنا هذة القيادة مما قد يلقي بظلاله على البنية الهيكلية للأحزاب ذات نفسها، الذي من المؤكد أنه ذو تأثير مضر بمجمل الحراك الثوري. التغيير تصنعه الجماهير الواعية بحقوقها ودورها، وهي التي تقود ولا تنقاد ، حتى لا ينتكس الحراك الثوري تحت كل الظروف، التي من ضمنها تعرض قيادات القوي الوطنية للتوقيف أو الاعتقال، ومررنا بتجارب كثيرة من هذا القبيل ( الأمام الصادق المهدي - الاستاذ فاروق أبو عيسي - الاستاذ حامد سليمان - الاستاذ محمد ضياء الدين - الاستاذ ابراهيم الشيخ وغيرهم تعرضوا للأعتقال في هبة سبتمبر 2013 أو غيرها من المناسبات ،مما كان له أثر سلبي في تعطيل الحراك الثوري ). فيسبوك