الأكاديمية الإماراتية تصف بلدها بالأم الحنون ويحزنها ما تراه من الذين يثيرون الفتنة. التقاها - عبدالله المصعبي لا أعلم لماذا نشر الركن باسمي ودون علمي نفت الأكاديمية الإماراتية الدكتورة ابتسام الكتبي ما نسب إليها من تصريحات حول شرعية الحكم في الإمارات واعتبرت أن منْ وزعه إنما تسبب لها بإساءة كبيرة. وقالت الكتبي في مقابلة خاصة "ما نسب إليّ عن أن شرعية الشيخ خليفة نفطية ليس له أساس من الصحّة ولم أتحدث عن آل نهيان ولا عن غيرهم من الأسر الحاكمة"، محملة الدكتور محمد الركن مسؤولية نقل وتوزيع ما نسب إليها دون وجه حق. واعتبرت أن الغضب الشعبي الذي صاحب تناقل التصريحات كان محقا وأضافت "للشعب كل الحق في أن لا يرضى بالمساس بالحكّام، بل هذا شي يسعدني." وأضافت "لم أقصد إساءة بمفهوم الشرعيّة النفطيّة، بل بالعكس أنا أحترم القادة وأكن لهم كل الولاء. لأنهم أبناء زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه ذلك الرجل العظيم الذي بكا العالم كلّه عندما رحل، والى اليوم هو باق وبصماته موجودة واسمه محفور في قلوبنا." وشرحت الكتبي ملابسات ما نقل عنها على خلفية اللقاء المفتوح الذي نظّمه النادي الثقافي العماني والذي كان بعنوان "واقع الديمقراطيّات ومستقبلها في الخليج"، وقالت "في ذلك المؤتمر كنّا نناقش المجالس التشريعّية في الخليج، وانتقدت مجلس الشورى العماني باعتبار أن المجلس الوطني في الإمارات لديه صلاحيّات أكثر. وعدا هذا فأنا أنفي كل ما نشر عنّي بخصوص ذلك. وعتبي على الذين يصدّقون ما ينشر على لساني كذبا، دون التأكد أو الرجوع إلي. بل بالعكس، فلدي العديد من المواقف على مختلف الأصعدة التي كنت أدافع فيها عن وطني. فعلى سبيل المثال في مركز الدراسات الإستراتيجيّة في لندن دافعت عن حق الإمارات تجاه المطامع الإيرانيّة، وفي كل محفل كنت أشيد بوطني الإمارات. وأي نقد بإسم الدكتورة ابتسام الكتبي هو النقد الذي أوجهه لمن يهمني أمره ومصلحته، وهو النقد البنّاء فأحيانا منْ يسقط الأنظمة هم المنافقون وليس قوالوا الحق." وعن موضوع الشرعية النفطية الذي استثار ردود فعل غاضبة في الإمارات فقالت الكتبي "يوجد عدّة أنواع من الشرعيّة في العلوم السياسّية ومنها الشرعيّة التقليديّة. وهي الشرعية التاريخيّة التي يأخذها القائد بحكم أنه يأتي من سلالة معيّنة والناس تقبل به ولا تقبل بأي شخص يأتي من خارج هذه السلالة. وهذه الشرعيّة يمتكلها الحكّام. والشرعية النفطيّة التي قصدتها هي تلك التي أتت لكل دول الخليج النفطيّة مع النفط الذي أتاح لها ريعه مداخل لتعزز هذه الشرعية بما قامت به من بنى تحتيّة ومن خدمات وفرته مثل التعليم والصحة وسبل التوظيف وغيره. هذا ما قصدت به الشرعيّة النفطية وهذا ليس مفهوما سلبيا كما فهم، ولم أقصد الإساءة ولم أذكر اي دولة بسوء. فكيف سأسيء لوطني! ونحن في الإمارات لدينا نسيج عضوي وترابط بيينا وبين الحكّام فكلنا قبائل متداخلة. ومن لا خير له في أهله، لا خير له أبدا." وأضافت "حكّامنا ليسوا كبعض الحكّام ممن راكموا الثروات لأنفسهم مثل ليبيا مثلا. ونقول الحمد لله لأن حكّامنا قاسموا الناس الثروة ومنحوهم الصحّة والتعليم وغيره الكثير. وحكّامنا هم دمّي ولحمي ولم أر منهم غير كل الاحترام والتقدير." وعن ملابسات توزيع الركن لتصريحاتها عبر التويتر واحتمال رفعها دعوى قضائية ضده تقول "أنا لست مع الرد بالعنف أو رفع الدعوى ضدّ محمد الركن أو ضد غيره من الذين أساءوا لي. فرب العالمين يقتص من المسيء وأنا لا أعلم لماذا نشر الركن بأسمي ودون علمي، وهذا تصرف ينم عن شخص غير مسؤول وهو مخطئ في نشر ما هو غير قابل للنشر، خاصة أن الإنترنت مجال مفتوح للجميع للإطلاع عليه وتأوليه بأي طريقة. فقد أعطى للبعض الفرصة لاستغلال ذلك وتشويه سمعتي. وأقول سامحه الله." أما عن العريضة التي وقعتها مع عدد من الناشطين الإماراتيين فتقول الكتبي "كانت العريضة التي تخص المجلس الوطني مؤدبة وهادئة. وتعاملت الحكومة معها بكل أريحّية، بمعنى أنها نشرتها في صحفها الأولى. ونحن طلبنا ما يزيد من سلطة المجلس القانونيّة والمحاسبة أمام الوزارات، ولكن هناك بعض الإخوان - الله يسامحهم وهذا عتبي عليهم - قرأوا الأوضاع خطأ وكانت نبرتهم عاليّة. فالخليج ليس مصر أو تونس. الخليج به شيء مختلف. أساسا المزاج الإصلاحي موجود في الإمارات. فعلى سبيل المثال بادر الشيخ محمد بن زايد من تلقاء نفسه للالتقاء بالمواطنين والاستماع إلى مطالبهم حتى قبل موضوع العريضة." وتضيف "ينبغي أن نشكر الحاكم لاهتمامه بكل المواطنين في جميع الإمارات وعدم وضعه فروقا بين إمارة وأخرى أو مواطن وآخر وهذا ما أحبّه فنحن جميعا أبناء بلد واحد. وهناك شي أود إضافته. أنا دائما ضد تشخيص الكلام ولا تجوز الإساءة الى رمز أو الى شخص. بل إن إبداء الرأي يجب أن يكون باحترام. فما يمس سمعة البلد إنما يمس سمعتك كشخص. والإمارات حنونة على أبناءها ووجهها مشرق. ويحزنني كثيرا ما أراه من الذين يثيرون الفتنة وغيرهم من الذين يخونون ويشتمون. فإبداء الرأي لا يجب أن يصل للمستوى الذي بدأ ينتشر، حيث أن هناك أطراف أخرى تنتظر هذه الفرصة للتشكيك والتخوين ونشر الفتنة بين أبناء الإمارات." وكانت الدكتورة الكتبي قد تعرضت إلى انتقادات شديدة في الإمارات بعد نشر ما نسب اليها من أحاديث وهو ما اعتبره كثيرون قدحا في شرعية القيادة في البلاد وتعاطفا مع دعوات الإخوان المسلمين التي تتهم بأنها تحريض وفتنة.