تباع سودانير لشركة(كحيانة) إسمها عارف، ولاتعرف قيمة البيع لأن المبلغ لم يدخل خزينة الدولة،وتبيع عارف بالتعاون مع بعض السدنة خط هيثرو،والقروش في جيب(الحرامية)،ثم يقال بعد ذلك أن العقوبات الامريكية أضعفت شركة الخطوط الجوية السودانية...دا شغل مؤتمر وطني. ويعلن عن تصفية الخطوط البحرية بعد أن نهبت،وبيعت بواخرها خردة،والسبب الإدارات الفاشلة أو الفاسدة،وقد كانت تلك الخطوط علماً بارزاً في عالم النقل البحري،ورمزاً للسيادة،ودعماً للإقتصاد..ولكن التحطيم سيد الموقف في بلادنا..دا شغل مؤتمر وطني. وتجري على مسرح العبث،فصول مسرحية إسمها إنتخابات النقابات،وهي انتخابات من طرف واحد،وقوائم السدنة تفوز بالتزكية،حيث لا جمعيات عمومية ولا خطاب دورة،ومن أراد الطعن في التزوير ينقل إلي أبو دليق كما حدث لصاحبنا مسعود،وللمعلمين والصيادلة من قبله،والهدف أن تكون النقابات رافداً من روافد المؤتمر الوطني..دا شغل مؤتمر وطني. ويترنح الجنيه امام الدولار،وترتفع الأسعار،ويزداد معدل التضخم فيقول الجهاز المركزي للإحصاء ان التضخم انخفض،رغم ان أسعار السلع متصاعدة..دا شغل مؤتمر وطني. والاقتصاد في ازمة تعبر عنها قطوعات الكهرباء،وحكاية الرد بالسد راحت شمار في مرقة،وتنقطع المياه كذلك،والنيل على مرمي حجر من محطات الموية..دا شغل مؤتمر وطني. ويفصل طلبة وطالبات من جامعة الخرطوم،فيذهبون للمحامي لاسترداد حقهم،فيهجم الأمن على مكتب المحامي،ويضربهم ويرهبهم ويعتقلهم إلي يومنا هذا تحت سمع وبصر القانون الذي ذبح على سلم مكتب الأستاذ نبيل ..دا شغل مؤتمر وطني. وتمسح المستشفيات الحكومية العريقة من الوجود،وهيئة الإمدادات الطبية تتحول لصندوق،ولا يتم تعيين خريجي الطب لأن الميزانية المخصصة للصحة تعبانة،وبيئة المستشفيات طاردة،ويفصل الأطباء إن احتجوا على الأوضاع المزرية،ويجلدهم الجنجويد بلا أدني سبب في مستشفيات دارفور،ويقفون أمام المحاكم لو عالجوا المرضى مجاناً..دا شغل مؤتمر وطني. وينهار التعليم،وتباع المدارس الحكومية للقطاع الخاص،والقروش في جيب زول أو زولة،ويفصل الطلاب الفقراء من المدارس عندما تعجز أسرهم عن دفع الرسوم،وتباع جامعة الخرطوم تحت جنح الظلام لحرامي دولي..دا شغل مؤتمر وطني. وفي كل مرفق هنالك فاقد تربوي إسمه مدير أو خبير وطني،وكل مؤهلاته أنه مؤتمر وطني،ويترقي في الوظيفة كلما ازدادت الدهنسة،ومطلوب منه أن (يأكل) المال العام ويمسح(شنبو)لإخفاء معالم الجريمة أو يتحلل في محكمة الحرامية الكبار..دا شغل مؤتمر وطني. ويحتل السودان صدارة قائمة الدول الفاسدة،وذيل قائمة الدول ذات الشفافية والمصداقية،ويقبع في مؤخرة دول العالم الفقيرة والمتخلفة،ومن بعد هذا يتحدث السدنة والتنابلة عن التنمية والازدهار وزيادة النمو الاقتصادي..دا شغل مؤتمر وطني. وينفد صبر الناس،ويصل الغضب لمنتهاه،فيثور الناس،ويحملون أدوات دفاعهم المشروعة عن النفس،لا تهمهم المجنزرات،ولا المدرعات،ولا تهديدات السدنة والسادنات،وتحتل مواكبهم الكباري والميادين،ثم يتجهون للقصر وشعارهم إلي القصر حتي النصر..دا شغل الشعب السوداني. [email protected]