وزير الخارجية يكتب: الإتحاد الأوروبي والحرب في السودان ..تبني السرديات البديلة تشجيع للإرهاب والفوضى    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    ماذا جرى في مؤتمر باريس بشأن السودان؟    العطا يتفقد القوات المرابطة بالمواقع الأمامية في الفاو والمناقل – شاهد الصور والفيديو    رفع من نسق تحضيراته..المنتخب الوطني يتدرب علي فترتين    استمرار حبس البلوجر هدير عاطف بتهمة النصب على المواطنين    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    أحمد موسى: ده مفيش ذبابة ماتت من الصواريخ والمسيرات اللي إيران وجهتها لإسرائيل    إسرائيل تعيد فتح المدارس!    ليفربول يسقط في فخ الخسارة أمام كريستال بالاس    حفظ ماء وجه غير مكتمل    خبراء: الهجوم الإيراني نتاج ل«تفاهمات أمريكية».. وجاء مغايرًا لاستراتيجية «طهران»    الجمارك السعودية: دخول الأدوية مرهون بوصفة طبية مختومة    حزب المؤتمر الوطني المحلول: ندعو الشعب السوداني لمزيد من التماسك والوحدة والاصطفاف خلف القوات المسلحة    ضمن معايدة عيد الفطر المبارك مدير شرطة ولاية كسلا يلتقي الوالي    محمد وداعة يكتب: الاخ حسبو ..!    شاهد بالفيديو.. مالك عقار يفجرها داوية: (زمان لمن كنت في الدمازين 2008 قلت ليهم الجنا حميدتي دا أقتلوه.. قالوا لي لالا دا جنا بتاع حكومة.. هسا بقى يقاتل في الحكومة)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تدهش وتبهر مذيع قناة العربية الفلسطيني "ليث" بمعلوماتها العامة عن أبرز شعراء مسقط رأسه بمدينة "نابلس" والجمهور يشيد بها ويصفها بالمثقفة والمتمكنة    شاهد بالصورة.. إبن عضو مجلس السيادة رجاء نيكولا يحمل السلاح مدافعاً عن وطنه وجمهور مواقع التواصل يشيد ويعلق: (أبناء الإسلام والمسيحية في خندق واحد لحماية السودان من الجنجويد)    شاهد بالفيديو.. الفنان أحمد فتح الله يلهب حفل في القاهرة بالإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله) وساخرون: (يا جماعة كفاية لحدي هنا لأنو براؤون دي بتحمي القحاتة النوم)    أرسنال يرفض هدية ليفربول ويخسر أمام أستون فيلا    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    بعد راحة العيد...المنتخب الوطني يُعاود تحضيراته أمس    تجاوز مع أحد السياح.. إنهاء خدمة أمين شرطة لارتكابه تجاوزات في عمله    تركيا تنقذ ركاب «تلفريك» علقوا 23 ساعة    الموعد الأضحى إن كان في العمر بقية،،    بايدن بعد الهجوم الإيراني: أمريكا ملتزمة بأمن إسرائيل.. وساعدنا في إسقاط جميع الطائرات المسيرة    إعلام عبري: طائرات أميركية وبريطانية تسقط مسيرات إيرانية فوق الحدود العراقية السورية    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    والي الخرطوم يزور رموز ونجوم المجتمع والتواصل شمل شيخ الامين وقدامى المحاربين والكابتن عادل أمين والمطرب عوض الكريم عبدالله    «العازفون الأربعة» في «سيمفونية ليفركوزن»    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    سان جيرمان يخسر على أرضه من برشلونة في دوري الأبطال    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    لن تنهار الدولة ولن ينهار الجيش باذن الله تعالى    انتحلوا صفة ضباط شرطة.. سرقة أكبر تاجر مخدرات ب دار السلام    "طفرة مواليد".. نساء يبلغن عن "حمل غير متوقع" بعد تناول دواء شهير لإنقاص الوزن    حمادة هلال : مكنتش عارف تفاصيل مقلب رامز جلال    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    الضربة المزدوجة الإنهيار الإقتصادى والمجاعة في السودان!    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلمة الاستاذة سارة نقد الله الامينة العامة لحزب الامة القومي في ورشة عمل " المشاركة السياسية للمرأة .. حزب الامة نموذجا "
نشر في الراكوبة يوم 27 - 05 - 2016


بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الاستاذة سارة نقد الله الامينة العامة لحزب الامة القومي في ورشة عمل " المشاركة السياسية للمرأة .. حزب الامة نموذجا " التي نظمها المركز القومي للسلام والتنمية بدار الامة 27-28 مايو 2016م.
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله واله وصحبه ومن والاه.
يطيب لي ان أخاطب حضراتكن/م في هذه الورشة المهمة، وأشكر الأحباب والحبيبات في المركز القومي للسلام والتنمية فقد عودونا علي مناقشة القضايا ذات البعد الاستراتيجي خاصة تلك التي تتعلق بالحوكمة.
مفهوم المشاركة السياسية للمرأة وما يرتبط بها من مفاهيم اخري مثل التمكين والجندر والعنف ضد المرأة وجدت رواجاً واسعاً لدي المهتمين بالعلوم الاجتماعية والانسانية والسياسية ودار حولها نقاش مستفيض في المؤتمرات وورش العمل المخصصة لهذا الأمر، وبالتالي سيكون تناولي بطريقة مباشرة دون الخوض في تفاصيل التاريخ والانغماس في انتكاسات الحاضر وإطلاق الاحلام بغد مشرق، وذلك عبر الاجابة علي أسئلة أساسية كمداخل للتفكير السياسي وتجسيد المشروع المنتج في إطار عملي قابل للتنفيذ والاختبار والتطبيق.
ماذا عن المشاركة السياسية للمرأة السودانية في الماضي؟
ما هو وضعها اليوم في ظل التحولات الكبيرة التي حدثت في السودان؟
ماهي ملامح المستقبل؟ المحددات، التحديات، المعوقات؟.
اقدم إجابات مختصرة لهذه الاسئلة من شانها أن تبين رؤية الحزب حول قضية المرأة ككل ومشاركتها السياسية بصفة خاصة، وبالتأكيد سيقدم الحبيب الامام الصادق المهدي رئيس الحزب رؤية عميقة للقضية وستغطي الاوراق المقدمة والمدخلات الموضوع بكل جوانبه.
دون الولوج في زخم التعريفات الأكاديمية الكثيرة لمفهوم المشاركة السياسية وتعدد الزوايا المختلفة التي ينظر بها المختصين، أعتمد تعريف بسيط تنطلق منه هذه المرافعة، إذ تعني المشاركة السياسية الانخراط الفاعل والمنتج في الحياة السياسية في المجتمع والدولة وبكل ما يربط بها من انتماء منظم أو عاطفي، ومن نشاط مستمر ومسئولية للحقوق السياسية، ونضوج سلوكي سياسي وامتلاك ثقافة موجة للتفكير والممارسة. وأشكال المشاركة كثيرة أهمها المشاركة في الانتخابات وتقلد الوظائف القيادية في الحزب أو الدولة وممارسة العمل في النقابات والمنظمات والجمعيات، والعمل الجماهيري من تظاهر واحتجاج ورفض سياسات السلطة التنفيذية والتشريعية، والتعبير السياسي في وسائل الاعلام المختلفة، وبناء التنظيمات الفئوية والقاعدية وغيرها. وبالتالي لابد من التفريق بين المشاركة السياسية كعملية طوعية اختيارية تعبر عن حرص الإنسان في أن يكون له دور إيجابي وبين التعبئة السياسية كعملية حشد الناس وتجميعهم لهدف معين دون الرغبة الذاتية. المشاركة السياسية جوهر العملية الديمقراطية، وقد زاد اهتمام العالم بمشاركة المرأة السياسية نتيجة للظلم الكبير الذي وقع علي المرأة جراء الهيمنة الذكورية وتغييب دورها في كثير من دول العالم خاصة دول العالم الثالث.
إضاءة علي تاريخ مشاركة المرأة السودانية في الشأن العام:
هناك إشارات لابد منها فقد تلاحظ أن كثير من الباحثين والكُتاب يؤرخون الي مشاركة المرأة السودانية من فترة الاستقلال الثاني ويربطونها باليسار، ولكن التاريخ يشيرالي أن المرأة السودانية شكلت وجودها ومسيرتها من قبل التاريخ فقد حكمت أمانجي ريناس مملكة كوش من سنة 40 ق.م-10م، وكانت المرأة السودانية مؤثرة وقائدة في المملكة المروية والسلطنة الزرقاء ومملكة الفور، كما لها وجود قيادي في العشائر والقبائل والطرق الصوفية. ولعبت دوراً أكبر في المهدية وشاركت منذ البداية، وقفت مع الامام المهدي وقد طالبها بالجهاد واستجابت فكانت رابحة الكنانية التي قطعت الفيافي لكي تنقل أخبار ومعلومات عن الجيش الغازي الي الامام المهدي في قدير، والتاريخ يحدثنا عن استعانة الامام المهدي بسفيرة لنقل رسالة خطيرة منه الي غردون مؤكداً ثقته فيها قائلاً لغردون في فحوي الرسالة" ان ما نريد ان نقوله لكم ستقوله لكم مرسولتنا اليكم" ، ومنهن من قاتلن العدو أمثال التومة مية، وست البنات أم سيف وغيرهن. والدور الكبير الذي قامت به عائشه بنت احمد شرفي التي تولت أمر من بقي من اسر الشهداء بعد كرري فأعدت لهم الرواكيب والمساكن. وقد شاركن في تكوين حزب الامة في الاربعينات ولعبن دوراً مقدراً في عملية التنظيم النسائي بقيادة الرائدة مدينة عبد الله ساعدنها عدد من بنات الأنصار، وعدد من نساء بيت الإمام المهدي، وعدد كبير من الشاعرات والمادحات علي سبيل المثال بنات ود التويم، الحاجة زينب بت عباس، وكلتوم بت أيوب، كّن يقومن بنشر الوعي السياسي بين النساء بقصائد ملحنة تمجد تاريخ البطولات والتضحيات، وتحرض على ارتياد طريق الآباء والجدود في الذود عن الدين والوطن. كما قمن عضوات الحزب المتعلمات بدور أساسي في تعليم المرأةوفي محاربة العادات الضارة والتقاليد البالية،وشأركن النساء في كل المحطات التاريخية وكان لهن مواقف بطولية مشرفة تتجلي في ثباتهن في أحداث مارس 1970 حيث أستشهدن فيها كل من الثريا بت الزاكي ونفيسة يحيي ومقبولة بت أحمدوكلثوم هارون وأمنة أحمد سعد وحليمة الشيخ حامد وقمر الزبير وزينب أبكر ومريم حقار وزينب شعبيبو والقائمة طويلة، وتواصل عطاء النساء المشرف في وجه كل الانظمة الشمولية وكان لهن نصيب في الملاحقات الأمنية والإرهاب والفصل التعسفي من الوظيفة بل حُكمن عسكرياً، وقد اظهرت المرأة في حزب الأمة كفاءة عالية في ادائها كمسئولة في مؤسسات الحزب أو مؤسسات الدولة التي عملت فيها، وظلت الاكثر أصواتاً في عملية التصويت لتقلد المناصب في الحزب. (لمعرفة المزيد منرؤية الحزب بالتفصيل الرجوع الي كتاب الحبيب الامام الصادق المهدي حقوق المرأة الاسلامية والانسانية، وورقة الاستاذة سارة نقد الله حول دور المرأة السياسي في مؤتمر المرأة بمركز محمد عمر بشير 1994م، وورقة التي قدمتها السيدة سارة الفاضل محمود حول المرأة في حزب الامة في دورة الرباط الاستراتيجي يناير 2008م).
أوضاع مشاركة المرأة في ظل التحولات الراهنة:
علي المستوي الدولي: هناك إتفاقيات دولية تنص على مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية، ومنها الإعلان العالمي لحقوق الانسان في عام 1948، العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسي 1966 والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية 1966، واتفاقية القضاء علي جميع اشكال التمييز ضد المراة (CEDAW) 1979م، وقرار مجلس الامن 1325(2000) الخاص باشراك المرأة في عملية السلام وحمايتها من النزاعات المسلحة ، بالاضافة الى بروتوكول حقوق المرأة في افريقيا 2003 الملحق بالميثاق الافريقي لحقوق الانسان1981، بالاضافة الى المواثيق الحديثة مثل لجنة وضع المرأة 2006م والمؤتمر الثالث للنساء في العالم مؤتمر نيروبي 1985والذي وصف بانه "ولادة الحركة النسوية العالمية" والمؤتمر الرابع في بكين 1995، وهناك قرارات مجلس الأمن التي ناقشت العنف ضد المرأة، لجنة وضع المرأة التي تناقش قضايا المرأة في كل عام وتعمل على تقييم العهود والمواثيق التي تعزز مشاركة المرأة في النهاية نجد ان كل هذه العهود الدولية تنص على حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين وتكافوء الفرص في الحياة العامة. يبقي العامل الدولي محدد أساسي لمدي مشاركة المراة في البلدان وفق هذه المواثيق.
وقد شهدت ثورات الربيع العربي مشاركة واسعة من قبل النساء في الميادين والشوارع وفي الانتخابات وفي الأحزاب والمجتمع المدني وفي الجمعيات القاعدية والقطاعية. بل أن المرأة لعبت دوراً كبيراً في تحويل حالة الفوضى التي خلفتها حكومات الطغيان الي ضبط أزمات المنطقة وتقديم الحلول والشواهد كثيرة.
علي المستوي السوداني: اجتازت المرأة السودانية عقبات الجهل والعادات والتقاليد البالية منذ أكثر من نصف قرن، وتدرجت في كل مجالات العمل حيث نالت الاجر المتساوي للعمل المتساوي 1968م وبعض الدول الأوروبية لم تناله حتي الان، وأثبتت جدارتها في ظل الدساتير التي تساوي بينها وبين الرجل دون تمييز، رغم رسوخ مكاسب المرأة السودانية إلّا أنّ وضعها الراهن في ظل حكومة الانقاذ يواجه إقصاء واضح للنساء عن دائرة العمل السياسي وتوزيع الفرص حسب الولاء إلى المؤتمر الوطني. وعلي الرغم من استهداف النظام الممنهج عبر قانون النظام العام الذي وضع لقهر المرأة، الا إنهن ما زلن يواصلن نشاطهن للحفاظ على مكتسباتهن ومواجهة النظام، والتقدم بخطى ثابتة والمشاركة في العمل السياسي والمجتمع المدني بصورة أكبر، واستطعن إن يقدمن تضحيات جسام في مقاومة الظلم وإرهاب النظام وسياساته القمعية التي تهين المرأة وتنتهك كرامتها، واستطعن عزله وكشف جرائمه، وفشل النظام في كسب تأييد النساء مما جعل وجودها الحالي في البرلمان والجهاز التنفيذي رغم كثافته يعتبر وجودا صوريا وديكور الا يساهم في صنع وتنفيذ القرار.
ساهمت منظمات المجتمع المدنيفي مشاركة المرأة في العمل السياسي بالتركيز على قضايا المرأة والتنمية والنوع والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق المرأة والتصدي للانتهاكات التي تتعرض لها المرأة والمشاركة السياسية المستندة على تحقيق الديمقراطية المستدامة والاسهام في تنوير النساء وتوعيتهن بالقضايا الصحية والثقافية والسياسية. وتبقي النظم الشمولية أكبر معوق للمشاركة السياسية للمرآة.والان تقود المرأة السودانية عبر تنظيماتها المختلفة خط المقاومة الاول لنظام الانقاذ فحق لنا أن نقول ( أن المرأة هي أداة التغيير).
علي المستوي الحزبي: وضع المرأة في حزب الامة القومي متطور جداً في الفكر والسياسة والتنظيم.
في الفكر:
تبني الحزب اجتهادا متقدماً حول تحرير المرأة وقضاياها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وقاد فكرة التوقيع علي سيداو عقب الورشة التي عقدتها هيئة شئون الانصار التي تدارست اتفاقيةسيداو في يوليو 2004م والتي اكدت علي "أن لا تناقض بين الاتفاقية ومقاصد الشريعة" وتضع كافة أطروحات الحزب المرأة في مساواة تامة مع الرجل في الحقوق والواجبات.
في السياسة:
تبني الحزب المشاركة السياسية الواسعة للمرآة في أجهزة الدولة وبادر بنظام الكوتا وتحديد نسبة 30% والتمييز القصدي في اجهزة الأحزاب، وتبني فكرة تمكين المرأة في صنع القرار في كافة المستويات، وحرص علي تأهيل وتدريب المرأة سياسياً، والعمل علي تعزيز مشاركتها ومقاومة القوانين المقيدة لحريتها والمنتهكة لكرامتها مثل قانون الاحوال الشخصية وقانون النظام العام. وعقد الحزب ورشة استراتيجية لتنمية المرأة (السياسات، البرنامج، الشكل التنظيمي) في مارس 2001م وأصبحت توصياتها أساس في كل مؤتمرات الحزب العامة. (للاطلاع علي هذه التوصيات الرجوع الي مؤلف ادبيات حزب الامة في الفترة ما بين يونيو 1989 الي أغسطس 2002م الحل السياسي الشامل).
في التنظيم:
بادر الحزب بالتمييز القصدي للمرأة في مؤسسات الحزب لتقريب الشقة في مشاركة المرأة وكان أول حزب يضع الكوتا في دستوره 1986 بنسية 10% وقد تطور تمثيل المرأة في هياكل الحزب في 1988 الي 20% وفتح الباب واسعاً لمشاركتها في كل مؤسسات الحزب وليس محصورة في قطاع المرأة فحسب، ووصلت النسبة الي 25% في المؤتمر السابع 2009م والمنشور التنظيمي 2014 نص علي تمثيل لا يقل عن 25% للمرأة في المؤسسات المحلية والولائية، علي المستوي القيادي المرأة نائبة رئيس ومقررة الهيئة المركزية ومقررة المكتب السياسي وأمينة عامة ومساعدة للأمينة العامة وأمينة أمانة.
مستقبل مشاركة المرأة السياسية والمطلوب عمله:
هناك اتفاق علي أن النظم الشمولية تقضي علي كل أشكال المشاركة، وأن مستقبل المشاركة الفاعلة للمرأة في الشأن العام مربوط ومرهون بالتحول والتطور الديمقراطي.
هناك عدة معوقات تحد من المشاركة السياسية للمرآة، كلها بفعل النظام منها: (قوانين النظام المنتهكة لحقوق المرأة، العقلية المنكفئة للجندر والصورة النمطية السلبية، الفقر والبطالة، ضعف الوعي بحقوق المرأة، المناخ السياسي غير المشجع وغياب الحريات وغيرها).
ومع كل هذه المعوقات الا ان المحددات التي تشير الي حتمية التغيير ومبشرات مشاركة عادلة وفاعلة للمرأة السودانية في مستقبل الوطن، من هذه المحددات: (التحولات السياسية الكبرى علي المحيط الدولي والإقليمي والمحلي، فشل النظام في كسر شوكة المقاومة خاصة النسوية، الحيوية في المجتمع المدني السوداني والمشاركة الواسعة فيه للنساء، تزايد عدد النساء في الاحزاب السياسية، المناصرة الواسعة للنساء في مناطق النزاع والحرب وبروز قيادات نسوية في هذه المناطق يعبرن عن رفض الحرب، مبشرات وحدة المعارضة في نداء السودان). وقد نص الميثاق السياسي لقوي نداء السودان لإعادة هيكلة وبناء الدولة السودانية الموقع في ابريل 2016م فيما يختص بوضع المرأة في الفترة الانتقالية (تعرضت المرأة السودانية لمعاملة قاسية واستهداف ممنهج من قبل نظام الانقاذ، والنساء أكثر الفئات تضرر من هذا النظام ولذا علي السلطة الانتقالية إزالة ما لحق بهن من مظالم واعتماد التمييز الايجابي لمصلحتهن. تلتزم الدولة بصيانة كرامة المرأة السودانية وتؤكد دزرها الايجابي في الحركة الوطنية السودانية. وتعترف بكل الحقوق والواجبات الواردة في المواثيق والعهود الاقليمية والدولية التي صادق ويصادق عليها السودان في هذا المضمار. تعزيز دور المرأة وإشراكها في العملية السياسية وكافة القطاعات علي أن لا يقل تمثيلهن في مؤسسات اتخاذ القرار عن نسبة 30%. القاء كافة القوانين المقيدة لحرية المرأة والمصادرة لحقوقها وعلي راسها قانون النظام العام ما يحقق كرامتها ويدعم دورها في الحياة وضمان حقوقها المتساوية في الكرامة الانسانية والمواطنة. سن قوانين لحماية النساء من التحرش والاستهداف. محاربة العادات والتقاليد الضارة التي تحط من قدر وكرامة النساء).
سيواصل حزبنا في تسويق " الميثاق النسوي" الذي طرحه الي القوي السياسية مع توسعة الدعوة للتوقيع عليه كمشروع نهضوي للمرأة السودانية.( مرفق نسخة من الميثاق).
سيواصل الحزب دعمه المبادرات النسوية الهادفة لإحداث عملية التغيير وحملات المناصرة والدعم ضد عملية استهداف النساء لا سيما تضامن نساء السودان ومبادرة لا لقهر النساء ومنبر نساء الاحزاب السياسية ومبادرات المرأة في مناطق النزاع.
سيواصل الحزب مجهوداته في محاربة ختان الاناث والتحرش الجنسي وتجريم زواج القاصرات وتجريم كل اشكال العنف ضد المرأة ومحاربة تغيير البشرة والاستغلال المهين للمرأة في الدعايات التجارية واستكمال استراتيجيته الخاصة بحماية الامومة والطفولة، وحقوق المرأة في العمل، والمساواة الكاملة بين الجنسين وعدم التمييز الا في إطاره الايجابي، والتشديد علي مشاركة المرأة السياسية كصمام أمان للممارسة السياسية الراشدة.
سيدعم الحزب جهود المرأة في التغيير السياسي ومواجهة الظلم وقيادة المقاومة السلمية للتخلص من نظام الظلم والاستبداد.
ختاماً: نأمل من هذه الورشة الخروج بتوصيات قوية في قضية المرأة ومشاركتها السياسية، وسنجعل هذه التوصيات ضمن برامج عمل الحزب في هذا المضمار، ووعداً بان تجد منا كامل الاهتمام في التنفيذ والتطبيق.
وشكراً علي حسن الاستماع، مع تمنياتنا بالتوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.