لم تكتف دبي بطفرة المراكز التجارية الكبرى والمنتجعات الفاخرة خلال أعوام قليلة واستقطابها للملايين من السياح، بل تمضي في مشاريع ضخمة لبناء متنزهات ترفيهية وفنادق جديدة لجذب المزيد منهم. العرب توفير وسائل الترفيه أولوية في الإمارات دبي - رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة والاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط إلا أن إمارة دبي تبدو واثقة من قدرتها على ابتكار المزيد من عناصر جذب السياح إلى الإمارات العربية. ومنذ أكثر من عقد من الزمن، استثمرت دبي المليارات من الدولارات ساهمت في جعلها مركزا إقليميا محوريا للأعمال والسياحة والثقافة. ووفرت الإمارة لسكانها وزوارها شبكة من البنى التحتية تعد الأفضل في محيطها. كما ساهم الوضع السياسي والأمني المستقر في تعزيز جاذبيتها وملاءمتها للأعمال والسياحة والمناسبات الثقافة، في ظل الاضطرابات التي تعصف بدول عربية أخرى. وبعد حرصها على إقامة الفنادق والمراكز التجارية الكبيرة والمنتجعات السياحية الراقية، تعمل دبي حاليا على إنجاز متنزهات سياحية ذات موضوع محدد. فعلى مرمى حجر من ميناء جبل علي الأكبر في المنطقة ومطار آل مكتوم الذي سيصبح عند إتمام أعماله الأكبر في العالم، تبني "دبي باركس" ما اصطلح على تسميته "أكبر متنزه ترفيهي مدمج" في المنطقة. ويمتد المشروع الضخم على مساحة تتجاوز مليوني متر مربع، وسيضم ثلاثة متنزهات ترفيهية ومتنزها مائيا. ومن هذه المتنزهات "متنزه بوليوود" الأول في العالم الذي يحتفي بالسينما الهندية، حيث يأمل القائمون على هذه المنشأة التي ستضم صالات سينما ونشاطات ترفيهية أخرى، أن تجذب سياحا من جنوب شرق آسيا. ويقول المدير العام ل"بوليوود باركس" توماس جيلوم "نحاول أن نستهدف منطقة جغرافية واسعة، لكن بالطبع الغالبية ستكون من الهند والدول المجاورة لها والتي تحب بوليوود بشكل كبير". وإلى جانب هذا المنتزه، يقام "موشينغيت دبي" بالتعاون بين ثلاث شركات إنتاج سينمائية. وسيضم مسارات أفعوانية تحمل الزوار في رحلات عبر تصاميم تحاكي 13 فيلما شهيرا، مثل "قرية السنافر" و"مدغشقر" و"كونغ فو باندا". ويقول المدير العام ل"موشينغيت دبي" غيدو زوكي "هدفنا الجميع. نعتبر أننا سنغني السياحة في دبي، ونأمل في أن نعززها". وستضاف متنزهات "دبي باركس" إلى لائحة طويلة من المواقع الترفيهية موجودة منذ أعوام في دبي وتستقطب العديد من السياح، مثل منحدر مغلق للتزلج، وحلبة للتزحلق على الجليد، ومتنزهين مائيين كبيرين. وعلى الرغم من وصول أعداد السياح إلى مستويات قياسية، إلا أن سلطات دبي غير قلقة من بلوغ قدرة الاستقطاب السياحية حدها الأقصى، وتؤكد أن استراتيجية زيادة الفنادق والمتنزهات، ستساهم في رفع عدد الزوار. ويعتبر زوكي أن دبي قادرة على استيعاب المزيد من مساحات الترفيه. ويقول إن "السياح الذين تجذبهم دبي كل سنة، إضافة إلى الذين يتوقع قدومهم في السنوات المقبلة، سيكفون بالطبع لخلق وجهة مهمة في هذه المنطقة، ليس فقط لغرض السياحة بل أيضا للترفيه". وتسعى دبي إلى استقطاب 20 مليون زائر سنويا بحلول 2020، تزامنا مع استضافتها للمعرض الدولي "إكسبو 2020". وتتوقع دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي وصول عدد الغرف الفندقية فيها إلى 100 ألف في مايو، ما سيعزز "موقع الإمارة ضمن الوجهات العشر الأولى عالميا" لجهة عدد الغرف الفندقية المتوافرة. كما تسعى الإمارة إلى استقطاب سياح من خارج "الأسواق" التقليدية كالدول الخليجية المجاورة. حيث يمثل عدد السياح من القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي الكتلة الإقليمية الأكبر. ويعد الجزء الأكبر من هؤلاء من السعوديين. لكن السياح الهنود يشكلون أكبر كتلة سياح من جنسية واحدة، فيما يأتي البريطانيون في المركز الثاني.