محمد حيدر عثمان، زميل وجار أبو بكر: الطالب مات مقتول ومفترض يكون في تقرير طبي وبلاغ ... وهذا السؤال أدى الى طردنا من إجتماع مجلس العمداء "إغتيال أبوبكر... ذبح حلم العائلة" شبكة عاين لم تكن أسرة الطالب أبوبكر حسن طه أو قتيل جامعة كردفان تعلم أن القدر يخبئ لها حزناً سيستمر معها مدى الحياة، وهي مثل الأسر السودانية الأخرى تربى البنات والأبناء لينالوا تعليمهم متى ما كان ذلك ممكناً، وبل تعمل على أن يكون ذلك ممكناً بتوفير كل الموارد لينالوا تعليمهم العالي. وتعتقد هذه الأسر أن تعليم الأبناء إستثمار لها بعد تخرجهم والحصول على عمل ينفعها وينفع أبناءها في المقام الأول. ولكن كان ينتظر الطالب القتيل ابا بكر قدر آخر في ظل العنف الطلابي والمتهم الأول فيه هم طلاب الحركة الإسلامية في الجامعات السودانية منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي. وقد اشتد العُنف الطلابي المُمنهح في الأونة الأخيرة بإستخدام السلاح الناري داخل عدد من الجامعات السودانية فشهدت الجامعات إغتيالات مُتعددة للطلاب ودائماً ما يتم تدوين البلاغ لدى الشرطة، المتهمة بأنها تقوم بحماية طلاب الحركة الإسلامية في أعمال العنف الذي تقوم به داخل الجامعات، على أيدى مجهولين. إستخدام الرصاص الحي داخل جامعة كردفان ولاية شمال كردفان تقع في الوسط الغربي للسودان، وجامعةُ كردفان تضُم عدد من الكليات التطبيقية والإنسانية. وعُرف طلاب الجامعة منذ تأسيسها في تسعينيات القرن الماضي بمقاومتهم لسياسات النظام الحاكم، ودرج الطلاب على منافسة تنظيم الطلاب الإسلاميين الموالين للحزب الحاكم في الجهاز النقابي وعلى مدى تاريخ هذه الجامعة ظل الطلاب المناوئون للنظام يفوزون بمقاعد إتحاد الطلاب. وقد فازت قائمة الوحدة الطلابية (والتي تضم تنظيمات المعارضة داخل الجامعة) بعدد من الدورات، ابرزها دورة الوحدة الطلابية في العام 2005 والذى قاد إلى عنف طلابي، اسفر عنه إصابات مُتفاوتة واعتقالات وسط الطلاب. وقد بلغ الامر في العنف الطلابي في جامعة كردفان إلى إغتيال طالب كليه الهندسة أبوبكرحسن طه، الذي خرج مع زملائه في صبيحة الثالث والعشرين من يوليو العام الماضي لممارسة حقه الدستوري في مناقشة خطاب الدورة والميزانية الذي يسبق عملية تقديم الكشوفات و الإقتراع. ولكن عاجله طلاب تنظيم الإسلاميين، التابع لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان، بطلقة أردته قتيلاً، ولم تُعلن إدارة الجامعة عن وفاة أبوبكر الا بعد الظهيرة. أول شهيد بكردفان أبوبكر كان يُمثل الأمل الأكبر لعائلته التي إختارت له الانضمام إلى جامعة ولائية لهدؤها فكانت بها الفاجعة أن تلقت أسرته خبر مقتله بعد مضى أكثر من ثمانية ساعات على وفاته وكانت إدارة الجامعة قد رفضت الإعتراف بوفاته إلا بعد ضغوط من زملاءه. ويندرج أبوبكر ضمن قائمة من الطلاب تمت تصفيتهم عن قصد منذ مجىء نظام الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم عبر انقلاب 1989. وتعتبر حادثة إغتيال أبوبكر هي الأولى من نوعها في جامعة كردفان التى شهدت عنف طلابي بهذا المستوى، إلا انه لم يصل إلى حد القتل بالرصاص الحي. وتاريخياً عرف طلاب الحركة الإسلامية بممارسة العنف داخل الجامعات منذ احداث مسرح العاجكو في جامعة الخرطوم في 1968 إلى يومنا هذا. العفو الدولية تطالب وفي خضم الاحداث، والمطالبة بالقبض على قاتل ابوبكرأكتفت إدارة الجامعة بتعليق الدراسة؛ ولم تتوصل السلطات المعنية إلى هوية القاتل إلى هذه اللحظة، وتمسكت اسرة الطالب ابوبكر بضرورة إجراء التحقيق حول مقتل إبنها عبر لجنة مستقلة لمعرفة هوية القاتل. وطالبت منظمة العفو الدولية بالتحقيق العاجل في قضية مقتل طالب سوداني البالغ من العمر 18 عام وحملت المنظمة الحكومة السودانية مسؤولية اغتياله بعد ما رفضت العنف المفرط الذي يواجهه الطلاب بالجامعات السودانية.