كانت بالفعل ليلة اصطبغت باللون الأحمر تلك التي كانت على ملعب "ليفيس ستاديوم" بمدينة سانتا كلارا، بعدما تمكن المنتخب التشيلي من تلقين نظيره المكسيكي درسا في فنون كرة القدم وإمطار شباكه بسبعة أهداف في ختام مباريات الدور ربع النهائي لبطولة كوباأمريكا (المئوية). وعلى الرغم من البداية السيئة لحامل لقب البطولة بالخسارة أمام الأرجنتين في المباراة الأولى للمجموعة بنتيجة (2-1)، إلا أن "لاروخا" نفض غبار هذه الهزيمة وارتدى ثوب البطل ليحقق الفوز تلو الآخر حتى جاء الدور على المنتخب المكسيكي الذي لم يتوقع أكثر مشجعيه تشاؤما أن يسقط بهذه النتيجة الأسوأ في تاريخه، لاسيما بعد أدائه القوي في دور المجموعات وتصدره لمجموعته بسبع نقاط. وكان ثلاثى الهجوم في تشيلي، المكون من إدواردو فارجاس وأليكسيس سانشيز وإدسون بوش، هو صاحب الكلمة العليا في اللقاء بعدما تكفل بإحراز الأهداف السبعة والتي كان لفارجاس نصيب الأسد منها بإحراز أربعة أهداف "سوبر هاتريك" وضعته في صدارة الهدافين منفردا برصيد 6 أهداف وبفارق هدفين أمام ليونيل ميسي، بينما أحرز بوش ثنائية وسانشيز هدفا. وكان الجميع يتوقع أن تكون المواجهة قوية من جانب المنتخبين وأن تحسم نتيجتها بتفاصيل صغيرة وبفارق بسيط، لاسيما وأنهما قدما أداء قويا في دور المجموعات، ليفاجئ الجميع بأن هناك فريقا واحدا في الملعب والذي هيمن على مقاليد الأمور تماما في اللقاء. ولم يغير الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، مدرب تشيلي، من الفكر التكتيكي الذي يلعب به الفريق إبان فترة مواطنه خورخي سامباولي وهي الاعتماد على اللاعبين القادمين من الخلف وبشكل خاص أرتورو فيدال الذي يعتبر المحرك الأول لأداء الفريق وحلقة الوصل بين خطي الوسط والهجوم. ولقن لاعبو "لاروخا" المكسيكيين درسا في فنون الكرة من حيث التطبيق العملي والوصول للمرمى من أقصر الطرق لمرمى جييرمو أوتشوا الذي بدا مثل ال70 ألف متفرج الذين احتشدوا في المدرجات، غالبيتهم من مشجعي المكسيك، ولا يصدقون ما يحدث لهم داخل الملعب. ووجد فارجاس وسانشيز في إدسون بوش الشريك المثالي لتكوين ثلاثي مرعب في خط الهجوم والذي أجهز على حلم المكسيكيين في تحقيق البطولة للمرة الأولى. ولكن النبأ الوحيد الذي عكر صفو هذه الليلة بالنسبة للتشيليين هو غياب فيدال عن مباراة نصف النهائي بداعي الإيقاف بعد حصوله على الإنذار الثاني في لقاء المكسيك، فضلا عن إصابة صمام الأمان الآخر في الوسط مارسيلو دياز. وستضرب تشيلي بذلك موعدا مع كولومبيا في المباراة الأولى للمربع الذهبي على ملعب "سولجر فيلد" فجر الخميس، في خطوة صعبة أمام حلم رفقاء أليكسيس سانشيز من أجل رفع الكأس للعام الثاني على التوالي، ولكن هل سيسمح لهم أبناء الأرجنتيني خوسيه بيكرمان بذلك أم سيكون لهم رأيا آخر؟