القاهرة – : عبر دورين مميزين في مسلسلي الميزان وفوق مستوى الشبهات المعروضين في موسم رمضان الحالي، حجزت النجمة شيرين رضا مرتبة متقدمة في اهتمام الجمهور على موقعي «تويتر» و«فيسبوك»، إضافة للإشادات النقدية التي استحقتها عن الدورين. الناقد عصام زكريا وصف الفنانة شيرين رضا بأنها تصل من خلال دورها في «فوق مستوى الشبهات» إلى مستوى لم تصل إليه من قبل، ويضيف: «أتوقع أن يكون نقطة فاصلة أخرى في مسيرتها الفنية»، كما وصفتها بعض المواقع الألكترونية أنها تعطي لكل دور تقوم به بريقاً خاصاً يجعلك تتذكره مهما مرت السنوات، أصبح وجودها كل عام ضرورة ملحة، وأصبحت لها مكانة أساسية كلاعب مهم في أهم الأعمال الدرامية. نجاح شيرين رضا التلفزيوني انعكس بشكل واضح على جمهور «فيسبوك» و«تويتر»، حيث انضم لصفحتها الرسمية على «فيسبوك» أكثر من 30 ألف معجب جديد خلال أول 5 أيام من عرض المسلسلين، حتى وصل متابعو الصفحة إلى أكثر من نصف مليون، وقبل انطلاق الموسم الرمضاني حققت تواجداً سينمائياً بارزاً في بداية العام الجاري، حيث نالت جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «خارج الخدمة» في الدورة ال 42 من مهرجان جمعية الفيلم، كما استقبلت دور العرض المصرية 3 أفلام شاركت في بطولتها، وهي «كدبة كل يوم»، و«نوَّارة»، الذي كان عرضه العالمي الأول في الدورة الأخيرة من «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، و«هيبتا: المحاضرة الأخيرة». تنتمي شيرين لواحدة من أكثر العائلات الفنية شهرة في مصر خلال العصر الذهبي لفنون السينما، المسرح والاستعراض، فوالدها هو الفنان محمود رضا، وكانت تسعى دوماً للتجريب ومحاولة اكتشاف قدراتها، وهو ما بدأت فيه من عمر 11 سنة في عملها كفتاة إعلانات. في عام 1989، لفتت الأنظار لها عندما قامت ببطولة «الفنون فوازير»، وهو عرض تلفزيوني استعراضي ضمن سلسلة شهيرة اعتاد تقديمها المخرج الراحل فهمي عبد الحميد خلال شهر رمضان، وكانت تُعد من أكثر الأعمال التلفزيونية ضخامة وتعقيداً في وقتها. كانت الانطلاقة منطقية، ففنون الاستعراض هي تخصص عائلة رضا، وقد اشترك والدها محمود رضا مع شقيقه علي في تأسيس فرقة رضا للفنون الشعبية، لتكون أول فرقة من نوعها في مصر. لكن الانخراط في نشاط العائلة لم يكن هدفاً في حد ذاته لدى شيرين التي اشتغلت وقتها في دراسة تصميم الأزياء في لوس أنجليس في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لذلك جاء انطلاقها الثاني بفيلمين متتاليين أمام النجم الراحل أحمد زكي، فقدمت دور الزوجة الراقية المخدوعة في نزوة (1996)، ثم الابنة البريئة للثري الفاسد في فيلم حسن اللول (1997). لم تحب أن يتم حصرها في دور الفتاة الراقية ذات الملامح القوقازية، لذلك كانت هناك فترة انتظار قبل أن تعود في 2008 بدور ضابطة شرطة في فيلم «أشرف حرامي»، مع ظهور تلفزيوني سريع في مسلسل الدراما الطبية «لحظات حرجة» و«سيت كوم راجل وست ستات». ثم استمرت في الظهور تلفزيونياً لثلاثة أعوام متتالية في مسلسلات الصفعة، بدون ذكر أسماء والمرافعة. وبشخصية فنانة الوشم الغامضة ديجا، عادت بقوة للسينما من خلال فيلم «الفيل الأزرق»، الذي أصبح أنجح أفلام 2014، ثم فاجأت الجميع بدور أكثر قوة وعمقاً في فيلم «خارج الخدمة» (2015)، كأرملة منعزلة تقضي حياتها في الفرجة على العالم الذي يشتعل من حولها، وتدخل في علاقة غريبة مع شاب يعيش حياة أقرب للمتشردين، ومعه تنزلق ببطء في عالم إدمان المخدرات. لم يكن هذا الدور فقط من قبيل تحدي صورتها النمطية في أدوار المرأة الراقية، ولكنه كان أيضاً نتاج نظرة متعمقة منها لنضجها الفني والنفسي، وهو ما تسعى لاعتماد عليه في مشاريعها الأخرى المقبلة، في مزيج من التجريب والتنوع، مع اكتشاف المزيد من قدراتها الكامنة كممثلة. «القدس العربي»