نيويورك (ا ف ب) - تبنى مجلس الامن الدولي الاثنين بالاجماع قرارا يقضي بارسال قوة حفظ سلام قوامها 4200 جندي اثيوبي الى منطقة ابيي السودانية المتنازع عليها على امل الحفاظ على السلام مع اقتراب موعد اعلان استقلال جنوب السودان. وستكون مهمة هذه القوة في اطار عملية حفظ السلام، مراقبة انسحاب قوات الخرطوم من ابيي والتحقق منه، وكذلك السهر على احترام حقوق الانسان في هذه المنطقة الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب السوداني. كما انها ستقوم بتسهيل توزيع المساعدات الانسانية. وكانت قوات الشمال احتلت ابيي في 21 ايار/مايو ما اسفر عن نزوح اكثر من 100 الف شخص باتجاه الجنوب. وفي 20 حزيران/يونيو ابرمت الحكومة السودانية وحكومة جنوب السودان اتفاقا ينص على جعل هذه المنطقة منزوعة السلاح. ويطالب شمال السودان وكذلك الجنوب بالسيطرة على ابيي. واعرب مجلس الامن الدولي عن "قلقه الشديد ازاء الوضع الراهن في منطقة ابيي وازاء كل اعمال العنف التي ترتكب بحق المدنيين في انتهاك للقانون الانساني الدولي والقانون المتعلق بحقوق الانسان، بما في ذلك عمليات القتل وتهجير عدد كبير من المدنيين". ويعتبر الوضع النهائي لابيي احد المواضيع الخلافية التي تتطلب حلا قبل ان يعلن الجنوب رسميا استقلاله في 9 تموز/يوليو بموجب اتفاق ابرم في 2005 ووضع حدا لحرب اهلية اسفرت عن سقوط حوالى مليوني قتيل. وصرح السفير السوداني في الاممالمتحدة دفع الله الحاج علي عثمان ان قوات الخرطوم ستنسحب فور انتشار القوات الاثيوبية. ووصف السفير الفرنسي في الاممالمتحدة جيرار ارو من جهته مهمة القبعات الزرق ب"القوية" مؤكدا انه سيسمح باجراء تحقيقات حول انتهاكات حقوق الانسان. وقالت السفيرة الاميركية في الاممالمتحدة سوزان رايس "قبل بضعة ايام من موعد استقلال جنوب السودان، من الضروري ان يتحمل قادة السودان وجنوب السودان مسؤولياتهم"، مضيفة "على حكومة السودان ان تتجنب اي تصعيد جديد للازمة وان توقف فورا تحركاتها العسكرية". ودعت مساعدة المفوض الاعلى لحقوق الانسان في الاممالمتحدة كيونغ واه كانغ اليوم عقب زيارة للسودان استمرت اسبوعا الى اجراء تحقيق باسرع وقت ممكن حول حقوق الانسان في ابيي وجنوب كردفان. وقالت ان "الخراب الذي شاهدته في ابيي يعتبر بمثابة تحذير مرعب مما يمكن ان تصبح عليه المنطقة الحدودية. فبعض الاكواخ كانت لا تزال تحترق خلال زيارتي هناك وكان اللصوص يفتشون بين الانقاض في حضور القوات السودانية". وينص القرار على ان تحمي قوة الاممالمتحدة الامنية الموقتة لابيي المدنيين مع "حماية منطقة ابيي من اي تسلل لعناصر غير مسموح بها". وقد نظم الجنوب السوداني استفتاء في كانون الثاني/يناير الماضي صوت بكثافة على الانفصال عن الشمال. ولم تشارك ابيي في الاستفتاء اذ ان الطرفين لم يتوصلا الى اتفاق على من يحق له التصويت. وسيشارك الرئيس السوداني عمر البشير وكذلك الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وقادة دوليون اخرون في حفل استقلال جنوب السودان في التاسع من تموز/يوليو المقبل كما اكد سفير السودان ايضا.