في ظل التطورات التي تشهدها أروقة الحزب الاتحادي الديمقراطي واحتدام الصراع بين أطرافه جاءت الدعوة لاحتفالات الحزب بالذكرى العشرين لمبادرة الحوار الشعبي الشامل والذكرى العاشرة لرحيل الشريف زين العابدين الهندي، بعد وجبة الإفطار بباحة قاعة الصداقة اجتمعت قواعد الحزب والإعلاميين لسماع خطاب الامين الأمين العام للحزب، مساعد رئيس الجمهورية الدكتور جلال يوسف الدقير. الخرطوم: نور الدين جادات: نصر الدين عبد القادر خطاب الدقير..!! إبتدر الدقير خطابه بالحديث عن مستقبل الحزب وحرصه على وحدته واستعرض دور الحزب في العمل السياسي النضالي الوطني عبر حقبه المختلفة وحرصهم على مبدأ الوطن أولاً وحرية أبنائه ثانياً والحزب ثالثاً مؤكداً أن مصلحة الوطن فوق كل المصالح وأن الصراعات أدمت قلب الوطن والمواطن وتحدث عن المشاركة في الحكومة بقوله إن الحزب الاتحادي خمسة أعوام لم يشارك في الحكومة إلا بعد الموافقة على المذكرة التي تحتوي على 62 بنداً، وقال الدقير خلال الإحتفائية أنه تقدم لأكبر مكاتب المراجعة في السودان لمراجعة الموقف المالي للحزب وسيقوم بتسليم التقرير الصادر من مكتب المراجعة لمجلس الأحزاب. المفاجأة..!! اللقاء كان يمضي سلساً كما هو معد له بالضبط الى أن أعلن د.جلال الدقير عن استقالته من منصبه كأمين عام للحزب الإتحادي الديمقراطي "المسجل" إعلان الاستقالة كان بمثابة القنبلة الموقوتة التي تفجرت واحالت هدوء المكان إلى مايشبه الفوضى العارمة وضج أنصاره وقوبلت استقالته المفاجئة برفض واسع ودوت الهتافات في المكان، وردد أنصاره عبارات تمجد الدقير المستقيل مثل (أمين أمين ياجلال .. هذا دين ياجلال.. أمينكم مين .. جلال الدين ) وسادت حالة من الهرج والمرج فى المكان طويلاً ثم احتشدوا أمام المنصة وأبلغ أنصار الإتحادي الدقير بأنهم لن يغادروا موقع الإحتفال قبل أن يتراجع عن قراره بالإستقالة، وذرف عدد من الحضور بينهم نساء الدموع واستمرت حالة الهتاف حتى اعتلى ، القيادي بالحزب الاتحادي –وزير الإعلام - د. احمد بلال عثمان المنصة وطالب أعضاء الحزب بالهدوء والعودة لأماكنهم بعد رجاءات كثيرة نجح بلال في إقناع المناصرين بالرجوع ليستكمل الدقير خطابه في أجواء غلب عليها التأثر الشديد. أسباب مرضية..!! استرسل الدقير كثيراً في شرح اسباب الاستقالة وأكد أنها ليست وليدة اللحظة وأن سببها اعتلال البدن والإعياء وحاجته للعلاج بالخارج وأوضح أنه تحدث مع د. أحمد بلال عن الاستقالة قبل عامين، كما استشار الرئيس البشير إلا أنهم كانوا يصرون بأنه لم يحن وقت الاستقالة وأوضح أنه أطلع النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول بكري حسن صالح قبل ساعات قليلة اعتزامه تقديم الاستقالة خلال الاحتفال قبل إعلانها رسمياً إلا أن النائب الأول تخوف من ردة فعل أنصاره. الاستقالة أمام المؤتمر العام..!! أوضح د. أحمد بلال عثمان للحضور بأن الدقير يجب أن يقدم الاستقالة في المؤتمر العام الذي انتخبه وليس في هذا الجمع، إلا أننا نرفض استقالة الدقير حتى في المؤتمر العام ونطالبه بالاستمرار أميناً عاماً للحزب وأضاف السواعد التي بنت الحزب تريدك قائدها إلا أننا نكون حكمنا بالموت على الدقير إن رفضنا ذهابه للعلاج لذلك نطالبه بالذهاب للعلاج والعودة متى ما استطاب وهو امين عام للحزب ضغوط ..!! بعد الأحداث واقتحام المنصة والمطالبة شديدة اللهجة من أنصاره بضرورة التراجع عن الاستقالة تراجع الدقير عن الاستقالة وكلف د.بلال بأمانة الحزب حتى عودتة من رحلة الاستشفاء، وجد القرار ارتياحاً وسط أنصاره ودعا الدقير إلى اجتماع بجنينة الشريف الهندي . إشراقة على الخط..!! وفي الجانب الآخر من الحزب الإتحادي كانت إشراقة سيد محمود قد إنتقدت أمينها العام في الحزب جلال يوسف الدقير في إقدامه على الاحتفال بالذكرى العاشرة للشريف زين العابدين الهندي مؤسس الحزب وهو الذي لم يحتفل به طوال العشر سنوات الماضية وتساءلت لماذا الاحتفال الآن بالذات؟، وكانت إشراقة قد أقامت إفطاراً جماعياً منفصلاً في أرض المعسكرات بسوبا بعيداً عن إفطار الأمين العام للحزب في صورة كأنما تنذر ببوادر انشقاق جديد كما عودنا الإتحاديون منذ عقود. أبوسبيب: إستقالة متأخرة..!! في ساعة متأخرة من الليل أستفسرت القيادي البارز بالحزب الاتحادي الأصل الشيخ حسن أبوسبيب عن رأيه في إستقالة الدقير من الأمانة العامة للإتحادي المسجل فقال ل(التيار) :"والله جات متأخرة لكن ما قصر لو فعلاً استقال" وكأنما كان غير مطمئن بصحة هذا الخبر ، وهذا ما أكده محمد سيد احمد سرالختم الذي قال في تصريح خاص ل(التيار): إن هذه الإستقالة ما هي إلا مسرحية وإنهم سيقولون الجماهير أجبرته على العودة وهو ما قد كان بعد أن جاءه تأكيد بتراجع الدقير عن استقالته.