يعد عبدالمجيد الطيب واحداً من الشعراء المبرزين وسط أبناء جيله، وله مساهمة واضحة في الساحة الفنية، حيث قدم أعمالاً وطنية وعاطفية وغنائية وجدت حظها من الاستماع والقبول لدى الناس، عبدالمجيد سليل الأسرة الصوفية يقرض الشعر منذ نعومة أظافره وتنوعت كتاباته ما بين المدائح النبوية والقصائد الأخرى. تعاون مع مجموعة من الفنانين الشباب في عدة أعمال وتربطه علاقة قوية بكثير من المبدعين في الساحة.. (اليوم التالي) التقت بشاعر الدرر وأدارت مع حواراً متنوعاً تطالعونه في المساحة التالية: * النشأة والبدايات - أنا عبدالمجيد الطيب الشيخ من مواليد ولاية النيل الأزرق، درست الثانوي بمدينة بدوس، وتخرجت في جامعة أم درمان الإسلامية كلية الإعلام، نشأت في بيت الشعر والشعراء سليل الشيخ أحمد الطيب ابن البشير من أسرة محمد شريف نورالدائم ومحمد سعيد العباسي وسيف الدين الدسوقي شكلتني الصوفية وحلقات الذكر.. أكتب الشعر منذ نعومة أظافري.. أول قصيدة لي كانت عن الحبيب المصطفى وثاني قصيدة لي كانت لفلسطين، وأنا في الحقيقة غير متفرغ للشعر، ولا أعرف مطاردة الفنانين. * الأعمال الغنائية - أول أعمالي كانت مع فنان النيل الأزرق الأول سبت عثمان بأغنية (ما معقول)، وأنا صاحب فكرة الأغنية الوطنية الجماعية (بلد عازة) من ألحان يوسف القديل وأداء معتز صباحي، علي ساجوري، جعفر الباشا، وبهاء جنرال، وكتبت النشيد الرسمي للمنتخب الوطني (شجع بلدك يا سوداني) بصوت محمد الفاتح ولحن مليح يعقوب. * القصائد الخاصة - ناصرت المشردين وكتبت أغنية (واحد مننا) وتم تصويرها كليب بصوت الفنان نجدي نديم، وكتبت أيضاً لموطني أغنية (بدوس) بصوت الفنان الجمري حامد، وربطتني علاقة صداقة مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، فكانت أغنية (الله يعينك) (وجبروتك فات فرعون)، وطلب مني بعد عودته من رحلة العلاج الأولى أن أكتب له أغنية لجمهوره، فكتبت له أغنية: جمهوري شكرا ليك.. والله مديون ليك عاجز عن التعبير.. وريني كيف اوفيك بالإضافة إلى نشيد غزة (صمود العزة) من ألحان ميمي ولكن الآجال كانت أسرع، وأنا أعتبر الفنان معتز صباحي مثل أخي وارتاح لغنائه، وقد قدم لي (وريني عايش كم سنة) وأغنية (سبتك خلاص) و(ملكة هواي) وتعاملت أيضا مع عاطف السماني الفنان الذي يتدفق حنية وجمعتني معه أعمال منها "أنا والليل قاسينا شجونك وبرضو كمان بتقول بنخون"، وآخر أعمالي كانت مع الفنان أحمد الصادق أغنية (ملكة سبا)، فهو فنان صاحب إمكانيات عالية ويقدر الإبداع والمبدعين وكريم جداً في بيته. * الوسط الفني - حال الوسط الفني الآن يغني عن السؤال، المصنفات الفنية تم دفنها منذ عهد التجاني حاج موسى.. هذا الرجل الهميم الذي وجدنا منه كل العون إبان فترته عندما قصدت المصنفات لأجيز أعمالي في بداية مشوري.. قرأ قصائدي وكتب لي عليها (يُعفى من الرسوم)، والآن أغنيات التراث تسرق وضح النهار، وتنسب لنصابي الإبداع والمتربصين وعبس في الغناء الركيك والهابط والمبتذل ولا رقيب ولا رقابة، إنه زمانك يا مهازل فامرحي.. أحد الشعراء قال لي إنه يبيع أغنياته بالدولار، فإذا كان هناك ذوق عام لتمت إبادتها مع النفايات، والأغنيات التي تقدم في الساحة الآن مثل الثلج لا تقوى على الصمود فتذوب وتنتهي.. بعض الفنانين ساهموا في انتشار الأغنية الهابطة لأنهم لا يجيدون الاختيار، والوسط الفني عموماً مصاب بمرض لا علاج له والمرضى النفسيين أكثر من الأصحاء. * احتكار الشعراء للفنانين - موضوع الاحتكار هذا يرجع للفنان وليس الشاعر والبلد مليء بالشعراء المميزين، ولكنهم لا يجدون الفرصة ولو أي فنان وضع الرغبة في الانفتاح على كل الشعراء سيتخلص من يحتكره وأوقف ما أغني له والأفق أرحب يا مضيق على نفسك. * الانفتاح على الشباب شخصياً منفتح على الشباب إلى أبعد درجة وهؤلاء الفنانين مثل إخواني، وسيكون لهم شأن في خارطة الغناء السوداني، فقد غذيتهم بأعمالي، والآن يكبرون فتذكروا هذا الأسماء جيدا، وهم علي ساجوري، نجدي نديم، بهاء الجنرال، بابكر قريب، مضر عبداللطيف، ومحمد محمود. * كلمة أخيرة - الدولة غير مهتمة بمبدعيها أمثال الشاعر الكبير سيف الدين الدسوقي صاحب قصيدة (أعز مكان بلدي السودان) حالياً يرقد طريح الفراش ومنذ سنوات ولا أحد يسأل عنه اليوم التالي