تجري الاستعدادات للاحتفال يوم السبت المقبل بالإعلان عن انفصال جنوب السودان. التوقعات حتى الساعة ترجّح حضور الجميع الى "جوبا" لمشاركة الجنوبيين فرحتهم بقيام دولتهم بعد نزاع طويل دام عشرات السنين مع الشمال السوداني. وحين نقول الجميع نعني الجميع بدون استثناء. وحده " جون قرنق" سيكون غائبا لأن الموت حكم بذلك. وأما الأحياء فسوف ينسون أو يتناسون لبضع ساعات خلافاتهم ومواقفهم وتصريحاتهم السابقة لأن المناسبة تقضي بألاّ تفوّت حسب ما كشفته لنا مصادر دبلوماسية أوروبية أكدت بأن الممثلة العليا للشؤون الخارجية للإتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ستكون في طليعة الحاضرين لحفل يوم السبت في "جوبا". وهناك توقعات أيضا بأن تتمثل أوروبا بأكثر من وزير خارجية. الأمريكيون قد يفاجئون من جهتهم الحضور بممثل رفيع المستوى جدا للتأكيد على التزام واشنطن بدعم ومساندة الدولة الإفريقية الوليدة. ولكن الأهم في هذا المشهد المرتقب هو أن الحضور الأوروبي والأمريكي في عداد الحضور الدولي سيكون إلى جانب الرئيس السوداني عمر حسن البشير المطلوب من العدالة الدولية والصادر بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكابه جرائم حرب وإبادة وضد الإنسانية. فالبشير سيكون ضيف الشرف في الاحتفال الجنوبي حيث سيتم إنزال العلم السوداني وتسليمه إلى الرئيس السوداني قبل رفع علم دولة جنوب السودان المستقلة. فحتى ولو كان عمر البشير مطلوبا من العدالة الدولية ألا أن الجميع يقبل بحضوره هذه المرة والوقوف إلى جانبه وربما مصافحته لأن حضوره في "جوبا" ضروري و لابد منه من أجل ضمان التزامه بالاعتراف الرسمي والنهائي بانفصال الجنوب عن السودان حتى ولو شكل ذلك للرئيس السوداني مناسبة إضافية لاسترداد بعض من اعتباره على الساحة الدولية ولكن على حساب الأرض السودانية.