** احتضنت العاصمة الروسية موسكو فعاليات الأسبوع السوداني-الروسي في الفترة بين (24-28) من سبتمبر الجاري وذلك بمناسبة مرور 60 عاما لتأسيس العلاقات بين السودان وروسيا. وعقدت على هامش هذه المناسبة مباحثات رسمية بين الطرفين، وللوقوف على مخرجات هذه المباحثات التقى المركز السوداني للخدمات الصحفية (smc) السفير كمال الدين إسماعيل، وزير الدولة بوزارة الخارجية وأجرى معه الحوار التالي: * ما تقييمكم لمرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين السودان وروسيا؟ - مرور 60 عاما على العلاقات السوادنية- الروسية خلال هذه الفترة شهدت هذه العلاقات تطورات سلبا وإيجابا ولكنها بدأت الآن تستقر وتتسارع بصورة كبيرة خلال الأعوام الماضية حيث تم تبادل العديد من الزيارات بين المسؤولين في البلدين وتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات والمشروعات في المجال الاقتصادي وبالتالي بدأت العلاقات تسير بخطى ثابتة في الاتجاه الصحيح وهي تتطور كما ونوعا. نحن هنا لنزيد من دعم هذا الاتجاه وسوف نضع بعض السياسات لكي نقوي من هذه العلاقات وبالتالي استخدام المصادر المتاحة بصورة أفضل وأسرع تطورا على مستوى العلاقات الاقتصادية. وهناك العديد من المشاريع الآن قيد التنفيذ بين البلدين ونطمح إلى توقيع المزيد من الاتفاقيات في هذا الإطار. وعليه لدينا انطباع أن العلاقات السودانية- الروسية بدأت في الاتجاه الصحيح و تتطور بوتيرة متسارعة عسى أن ينعكس ذلك على الوضع الاقتصادي بين البلدين. * هل ستكون علاقاتكم مع روسيا على حساب العلاقات مع الدول الأخرى ولاسيما الدول الغربية؟ - لا.. إذا فشلت العلاقات أو نجحت مع الدول الغربية فنحن لنا مواقف مبدئية فعلاقاتنا نبنيها على أسس ثابتة وراسخة. علاقاتنا مع روسيا لا تتأثر سلبا أو إيجابا بعلاقاتنا مع دول أخرى. * ولكن ألا تثير علاقاتكم مع روسيا مخاوف لدى بعض القوى الإقليمية والدولية؟ - نحن منفتحون برغم كل الاحتمالات وسنتعاون مع الروس في كافة المجالات ونحن متحسبون ونضع سياستنا حسب مبادئنا وإمكانياتنا ومصالح السودان هي التي تتحكم وليس مواقف الآخرين. * ماذا جرى في الاجتماع الذي جرى بينكم ونائب وزير الخارجية الروسي بموسكو على هامش فعاليات الأسبوع السوداني- الروسي؟ - في الاجتماع مع بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي تطرق اللقاء للعلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المناحي على المستوى الإقليمي والعالمي حيث استعرضنا القضايا التي تهم البلدين وحيث أمّنا على أهمية دعم التعاون الثنائي بين البلدين على وجه الخصوص، إذ إن العلاقات الاقتصادية تقل كثيرا على مستوى العلاقات السياسية. وفي القضايا الإقليمية ناقشنا الأوضاع في جنوب السودان وليبيا وغيرها من القضايا. * ناقشتم في هذا اللقاء الأوضاع في ليبيىا وجنوب السودان.. ماهي وجهات نظر البلدين حيال هذين الملفين؟ - تم الاتفاق على أهمية دعم جهود السلام في هذه البلاد بصورة واضحة وفق آليات ووسائل واطلعنا على وجهة النظر الروسية حيال ما يجري في السودان وعرضنا عليهم وجهة نظرنا. أيضا استعرضنا الأحداث في ليبيا وأهمية دعم التوافق وخلق الاستقرار في ليبيا له انعكاسات على السودان أو المصالح الروسية في المنطقة. وكذلك ناقشنا القضايا الدولية لاسيما في الأممالمتحدة ومجلس حقوق الإنسان بجنيف، حيث أصدر بوغدانوف توجيهات بدعم المواقف السودانية هناك. وكذلك تحدثنا عن مستقبل المنطقة وكيفية انتهاج سياسات تؤدي لاستقرار المنطقة، حيث أوضحنا أن الاستقرار والتنمية الاقتصادية في السودان عامل مهم للإقليم. * وماذا بخصوص الوضع في جنوب السودان بالنسبة للبلدين؟ - وجدنا أن ما يجري في جنوب السودان يقلق الجانب الروسي تماما ويبذل الجانب جهودا كبيرة ولكن لايستطيعون القيام بمبادرة فردية وإنما يعملون وفق المبادرات القائمة. ولقد شددنا على أهمية وضع حل شامل يستوعب جميع الأطراف حتى يمكننا الوصول إلى تحقيق الاستقرار الدائم. * هل تغير موقف السودان من المشاركة في القوة الإقليمية بجنوب السودان؟ - موقفنا واضح كما كان لن يتغير.. لن نشارك في هذه القوة ولكن ندعم كافة الجهود الأخرى الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام في جنوب السودان. * هل ناقشتم مسألة الدعم الروسي لمساعي السودان لخروج تدريجي لبعثة اليوناميد من دارفور؟ - نعم.. أقر الجانب الروسي بالتطورات الإيجابية في دارفور وهم لديهم موظفون يعملون في اليوناميد يمدونهم بالمعلومات فالجانب الروسي مطلع تماما على الأوضاع وهم يدعمون موقف السودان في هذا الصدد. * هل سيحذو الروس حذو بعض الدول الإفريقية التي قامت بسحب جنودها من بعثة اليوناميد؟ - لا أبدا.. يجب أن نعلم أن الموظفين الروس في بعثة لدى اليوناميد هم موظفون لدى الأممالمتحدة، وبالتالي هم لا يعملون مباشرة لدى اليوناميد، ولكن لدى الأممالمتحدة. * هل ناقشتم مع الجانب الروسي عقد اجتماع متابعة لدول جوار ليبيا.. وما موقفكما من التطورات هناك؟ - دول الجوار هي مجموعة أنشئت بمبادرة جزائرية سودانية وهي تشمل ست دول لها اجتماعات راتبة وتحكمها الإجراءات التي تقوم بها هذه الدول، واتفقنا في وجهات النظر ولكن يمكننا التعاون مع روسيا و نؤمن على أهمية تبني سياسية تستوعب جميع الأطراف وأن تكون المعادلة السياسية قابلة للتنفيذ فى إطار الوضع الإقليمي. * ماذا جرى في مسألة الديون.. لاسيما الديون الروسية لدى السودان؟ - تقريبا قد وصلنا لمقترحات جادة للديون وخاصة لحل مشكلة الديون الروسية وهي محدودة جدا وتصل إلى نحو17 مليون دولار. * ماهي الوتيرة التي ستأخذها العلاقات الثنائية في ظل التنسيق والتعاون المضطرد بين البلدين؟ - نحن الآن نخطو نحو تطوير العلاقات من علاقات عادية إلى خاصة وقوية ثم إلى علاقات استراتيجية لاحقا في هذا الإطار لروسيا مواقف كثيرة داعمة للسودان لاسيما في الأممالمتحدة، وقد كفتنا شر العديد من القرارات ضد السودان وكانت تدعمنا وتقف إلى جانبنا واستخدمت نفوذها في تعديل وتقييم العديد من القرارات، فالعلاقات الثنائية بين البلدين تطورت من علاقة عادية إلى علاقات خاصة.. والآن نحن نسعى بصورة جادة لتطوير علاقات إستراتيجية وقد أثبت الروس مواقفهم القوية تجاه حلفائهم بالتالي نقدر ذلك. وهناك نوايا واقتراحات مشتركة ونحن في مرحلة التفاوض حول هذه الأمور