الخرطوم قالت اللجنة المركزية لأطباء السودان إن إضراب الأطباء تجاوز اليوم الرابع بنجاح ويدخل اليوم الاثنين يومه الخامس. وأعلنت اللجنة عن استمرار الإضراب عن كل الحالات الباردة في كل المستشفيات المعلنة والمراكز الصحية ما عدا مستشفى أمدرمان حيث سيكون فيه الإضراب عن كل الحالات الحرجة والباردة إلى حين تحقيق مطالب الأطباء هناك. وشهد الشهر الماضي اعتداءات متكررة على الأطباء في المستشفيات من قبل مواطنين ومنتسبين للقوات النظامية، آخرها تحطيم قسم الحوادث في مستشفى أمدرمان ووفاة مريضة بسبب هذه الأحداث. وتتعددت أسباب الاعتداءات لكن أبرزها كان بسبب تردي بيئة العمل ورفض الأطباء معالجة الإصابات الناتجة عن حوادث جنائية بدون تدوينها في أورنيك 8حسب ما ينص القانون. وأشارت اللجنة المركزية للأطباء إلى تزايد عدد المستشفيات المضربة مع تواصل الإضراب في 70 مستشفى كانت قد أعلنت في التقارير السابقة، بالإضافة إلى تضامن واسع من قبل اختصاصيي الاطفال والنساء والتوليد والعيون ونواب اختصاصيي جراحة الفم والوجه والفكين وأطباء امتياز الأسنان وإعلان بعض المراكز الصحية والمستشفيات الدخول في الإضراب استجابة لنداء اللجنة المركزية. وأوردت اللجنة أن منسقية الخدمة الوطنية قررت إيقاف خدمة أربعة أطباء في مستشفى كسلا التعليمي وهددت المنسقية في ولاية النيل الأزرق بمستشفى الدمازين الأطباء بإيقاف الخدمة الوطنية وإلغاء فترة عمل ثمانية عشر طبيبا يؤدون الخدمة في المستشفى، وحاولت منسقية الخدمة الوطنية كسر إضراب الأطباء مستشفيات امدرمان والحصاحيصا والأبيض بإجبار الأطباء على العمل وتوعدها لهم في حال عدم التنفيذ بإيقاف خدمتهم،لكن الأطباء رفضوا وواصلوا الإضراب وفقا لبيان اللجنة المركزية. وفي الوقت الذي أعلن فيه عن نجاح الإضراب، نفت وزارة الصحة أن يكون للإضراب تأثير على العمل في المستشفيات. ووصفت وزيرة الدولة في وزارة الصحة سمية إدريس الإضراب بالجزئي، مشيرة إلى أن المستشفيات تعمل بشكل جيد وأن المعينات متوفرة. ومع دخول اليوم الثالث من الإضراب قالت اللجنة المركزية للأطباء إن عددا كبيرا من المواطنين تفاعل مع الإضراب، معلنين تفهمهم للأسباب التي أدت لوتقف الأطباء عن العمل. وأبدت نقابات مهنية أخرى تفاعلها، وأعلنت شبكة الصحافيين السودانيين الدخول في إضراب تضامنا مع الأطباء ودعت لجنة المعلمين لاجتماع عاجل ضم اللجنة المركزية في ولاية الخرطوم والمكتب التنفيذي ورؤساء اللجان الفرعية في المحليات السبع ومناديب من لجان الولايات وقد امن اجتماع اللجنة على الوقوف مع مطالب الأطباء العادلة وتجديد الدعم والتضامن معهم. ودعا الدكتور أحمد الشيخ الرئيس السابق لنقابة أطباء السودان، كل الاطباء داخل وخارج السودان للتضامن لتفعيل مطالب الأطباء السودانيين داخل القطر وذلك من أجل المريض، وأن يهيأ للأطباء المناخ الملائم لأداء مهنتهم الإنسانية وتوفير الحماية اللازمة لكل الأطباء والعاملين في المرافق الطبية، كما دعا الحكومة إلى وقف عملية الأيلولة وخصخصة المستشفيات العامة. وطالب بأن تؤول الأجنحة الخاصة التي شيدت في بعض المستشفيات التعليمية إلى القطاع العام وأن تكون أقسام الحوادث مجانية لكل المواطنين،مضيفا أن هذا حق يكفله لهم الدستور. ودار جدل كبير في الأيام الماضية حول هذا الإضراب من الناحية الدينية. ووصفت بعض الجهات الأطباء المضربين بالوقوع في الفعل الحرام، لكن أحد العلماء نفى ذلك وقال الشيخ عبد الحي يوسف على صفحته في الفيسبوك إنه علم من كلام ثقات الأطباء وأهل الدين فيهم أنهم قد اجتهدوا في إيصال ظلاماتهم إلى من بأيديهم الأمر واجتهدوا في ذلك بكل سبيل شفاهة وكتابة ولقاءات وما إلى ذلك و تحدثوا عن أجورهم المتدنية، عن سوء أوضاعهم، عن القوانين المتضاربة التي تحول دون تنفيذهم مهامهم عند حصول الحوادث وما إلى ذلك وما يحصل من اعتداءات عليهم أحيانا، ولكن لم يتغير من واقهم شيء، مضيفا أن آخر الدواء الكي لجأوا إلى سلاح الإضراب. وأضاف عبد الحي أن الطبيب يجب إكرامه وإجلاله وإنزاله منزلته من أجل أن يؤدي واجبه على النحو الأكمل. وكان عبد اللطيف عشميق نقيب أطباء السودان قال في وقت سابق إن رئاسة الجمهورية ووزارة الصحة استجابتا لمطالب الأطباء كافة. وأكد أن الاتحاد استلزم بتنفيذ تعهدات رئاسة الجمهورية بتوفير معينات ومستهلكات الطوارئ وتأمين الكادر لخدمة المواطن خاصة في القطاع العام. وقال ان جملة الاعتداءات على الكادر الطبي والصحي بلغت حوالي 16 حادثا، وأكد أن الاتحاد يعمل على إضافة مادة الاعتداء على الكادر وتشديد العقوبة في القانون الجديد وذلك بإفراد مادة خاصة تتعلق بالتعدي على الطبيب تختلف عن التعدي على الموظف اثناء تأدية واجبه. «القدس العربي»: