انتقد الخبير الإعلامي والعسكري، اللواء يونس محمود، إحجام صحف المعارضة وإعلامها عن التطرق لما وصفها بحسنات حكومة الإنقاذ، في وقت اعتبر رئيس اتحاد الصحفيين، الصادق الرزيقي، أن حرية الصحافة واستقلاليتها أضحت غير محققة وغير موجودة، ووصفها بأنها عالم افتراضي في أذهان الصحفيين. وقال الخبير يونس في منتدى الإعلام السوداني الذي نظمته وزارة الإعلام بالخرطوم، أمس إنه مهما بلغت الإنقاذ من سوء ليس معقول الا تكتب صحف المعارضة حسنة واحدة لها، واعتبر أن الرسالة الإعلامية ضابطها الضمير، ولفت الى وجود محددات تتعلق بالأمن الوطني وأخرى فلسفية لم يسمها، وقطع بعدم وجود اعلام حر بصورة كاملة حتى في الولاياتالمتحدة، واستند على ذلك بأن الجيش الأمريكي في العراق سمح فقط لكاميرات المخابرات الأمريكية بالعمل ولم يسمح حتى لحلفائه الأوربيين بابتعاث مراسلين. من جهته أوضح رئيس اتحاد الصحفيين، الصادق الرزيقي، أن هناك اجماعاً في كل العالم أن الحياد في وسائل الإعلام يكاد يكون معدوماً، وراهن على الصحافة التي تتحكم فيها الإتجاهات الضميرية، وأضاف: "بعد كل هذه التجربة اكتشفنا الفرق بين الصحافة والدعاية السياسية عندما تمارس الصحافة بسقف الولاء السياسي ومدى قوة الصحافة عندما تمارس بالإتجاهات الضميرية"، ونوه الى إن الصحافة من أهم مصادر المعلومات المفتوحة، وزاد: "هناك سفير دولة قال إنهم يدفعون أموالاً للحصول على المعلومات في الدول الأخرى أما في السودان فيجدون المعلومات الإقتصادية والسياسية في الصحافة. وقطع الرزيقي بعدم وجود إتجاهات في الصحف متجردة من الانتماءات والمصالح الاقتصادية والذاتية، وأكد أن المسالب الخاصة بالدعاية السياسية غير المنضبطة بقواعد المهنية ليست مشكلات سودانية فقط، مشيراً الى أن السياسة التحريرية للصحف أول ضابط للصحفي، وأضاف: "كثير من المؤسسات أحياناً تتصادم بقواعد المهنة لأن الناشر فقط هو من يحدد ذلك وفقا لمصالحه"، معتبراً أن التزام الصحفي السياسي يحوله الى بوق، مبيناً أنه عندما تنحط الصحافة الى الحضيض تظهر فيها كثير من المشكلات مما يؤدي الى انحرافها عن دورها الحقيقي ما يؤدي لاتهام الصحفيين في شرفهم والتزامهم الحزبي. الجريدة