للمرة الخامسة خلال أسبوعين وفي عمق جدة بحي البلد هذه المرة، أخمدت مساء أمس 10 من فرق الإطفاء بالدفاع المدني بجدة حريقا اندلع بالدور الأول من مواقف السيارات الملاصقة للمؤسسة العامة للبريد. وأوضح الرائد عبد الله العمري، الناطق الإعلامي بالدفاع المدني، ل«الشرق الأوسط»، أن 4 من الفرق ال10 قامت خلال 10 دقائق بإخماد الحريق، بينما كان إرسال الفرق ال10 للاحتراز من وقوع خسائر بشرية في منطقة تعتبر من المناطق الحيوية، وتقع حولها أسواق المحمل والكورنيش، بالإضافة لشارع قابل ومؤسسة النقد العربي السعودي. وأضاف: «أتى الحريق على عدد من المخلفات والصناديق الورقية، وكان بمساحة 50 مترا مربعا، وقد تمت السيطرة عليه بشكل سريع قبل انتشار النار إلى خارج المبنى». وخلال الأسبوعين الماضيين تكررت الحرائق في أرجاء المدينة التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة يصل إلى الأربعينات المئوية، ويسبب استهلاكا متزايدا في استخدام الطاقة الكهربائية، مما يسبب، حسب العميد عبد الله جداوي مدير الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة، زيادة عدد الحرائق صيفا، وهي الحرائق التي تبلغ نسبتها 51% من مجموع الحرائق بمناطق المملكة، حسب المصدر نفسه. وقبل هذا الحريق بيوم واحد لقي 3 من سكان أحد المنازل بحي الجامعة بجدة مصرعهم «اختناقا» بعدما اندلع حريق تسبب فيه ماس كهربائي بمجلس المنزل المكون من طابقين. وتحاشيا لتلك المسببات، دعا الرائد العمري أصحاب المنازل والمشرفين على الأبنية المختلفة إلى مراقبة الوصلات الكهربائية والتخفيف من الضغط على الأجهزة الكهربائية كالمكيفات لتفادي الماس الكهربائي الذي تسبب في عدة حرائق في جدة. الحريق الخامس الذي تمت السيطرة عليه أمس وقع بالقرب من المنطقة التاريخية بجدة، التي شهدت في الأشهر الماضية بدورها انتشار ألسنة اللهب مسببة انهيار بعض تلك المباني التي تعود لمئات السنين. وتعمل أمانة جدة على إنشاء شبكة إطفاء خاصة بالمنطقة التاريخية، وذلك للمحافظة على ما تبقى من 440 مبنى من المباني المتلاصقة، التي كانت قد تعرضت لسلسلة من الحرائق منذ مارس (آذار) من العام الماضي.