رغم صغر سنها قياساً بنظيراتها في الدول العربية في مجال الإعلام، إلا أنها استطاعت أن تثبت كفاءتها في كل المناصب التي عملت فيها ما جعلها أحد فرسان الرهان في الوسائط الخليجية والعالمية المعروف عنها أنها لا تثق إلا في المميزين ومجودي العمل. ونتيجة لذلك حققت الإعلامية السودانية الشاملة عبير الأنصاري المقيمة بالقاهرة نجاحاً ساحقاً، وارتقت في وقت قصير إلى مراتب عليا، وتجاوزت القاهرة لتعمل في كبريات القنوات الفضائية الأمريكية والإنجليزية، علاوة على المجلات العربية، ليس ذلك فحسب، فهي تعمل في مجال التدريب وعرض الأزياء بذات الكفاءة.. (اليوم التالي) أدارت حواراً شاملاً مع عبير تطالعونه في المساحة التالية: أيهما أصعب العمل الصحفي أم التلفزيوني؟ - كنت أعشق الصحافة وأرى أن الكتابة هي أفضل ما يمكنني عمله، لكنني الآن مركزة على الكاميرا التي بيني وبينها عشق متبادل ولا أرضى عنها بديلا رغم أنها الأصعب، لكنها الأمتع بالنسبة لي. * حدثينا عن تجربتك في مجال تصميم الأزياء؟ - تجربتي في تصميم الأزياء ترجع إلى أيام الطفولة عنما كنت أعيد تشكيل ملابس (عروستي)، وكذلك ملابسي لكنها لم تأخذ شكل الاحتراف إلا بالصدفة عندما كنت أفكر كيف يمكن أن أساعد مجموعة من السيدات اللاجئات في أحد الأحياء الفقيرة يعشن ظروف صعبة، ففكرت أن أعمل لهن ورشة تصميم قائمة على إعادة تشكيل الملابس القديمة، والإضافة عليها للخروج بتصميمات جديدة دون الحاجة لشراء ملابس جديدة طوال الوقت في ظل ظروفهن الصعبة، وبعدها أقمت لهن معرض في أحد المراكز الثقافية الكبيرة ولاقت التجربة إعجاب الناس، فكانت هذه نقطة التحول للاحتراف، وعمل كوليكشن خاص بي بعد ذلك، وإقامة أول عرض أزياء خاص بي في القاهره. * التجربة بشكل عام تمنح صاحبتها الثراء السريع؟ - صحيح ولكن ليس في مثل حالتي لأني أتعامل بمنطق الفنان لا التاجر، فأنا أعمل لمزاجي الخاص وتصميماتي كلها قطعة واحدة غير مكررة أي ليس لدي خط إنتاج بمقاسات وألوان متعددة ناهيك عن أني يمكن أن أحتفظ بقطع صممتها وأرفض بيعها لأرتديها أنا، فمؤكد كل ذلك غير مربح لكن نجاحي في أن أوصل الرسالة التي أريدها من كل كوليكشن أقوم بتصميمه. * هل لديك تجربة في الإنتاج التلفزيوني؟ - لدي تجارب محدودة في الإنتاج التلفزيوني رغم دراستي له، لكني أفضل أكثر أن أعمل أمام الكاميرا. * مبادرة وادي النيل لم تكن في مستوى الطموحات؟ - من المبكر أن أحكم عليها الآن، لكني بصدد تكون كيان موازٍ، وهو إعلام الجالية السودانية بمصر، ربما يكون أوفر حظا ويفوق مستوى طموحاتي. * شباب السودان ينتظرون دوركم؟ - أنا لا أكف عن العمل مع أطفال وشباب السودان أينما كنت سواء في مصر أو أمريكا دائما أعمل وسطهم بالنسبة للأطفال أحاول أن أعرفهم بكثير من مفردات الثقافة والتراث السوداني، وأن أعزز بداخلهم الإحساس بالانتماء، وأؤكد لهم على الهوية السودانية، أما الشباب فأعمل معهم في مجال التدريب الإعلامي، وقد قطعت شوط هنا مع شباب الجالية السودانية، وقريبا سأطلق معهم إعلام الجالية بمصر وأكيد في أول زيارة لي في السودان سأكون على استعداد للعمل مع أي مجموعات من الأطفال أو الشباب ولدي اتفاق فعلا لعمل تدريبات إعلامية لذوي الاحتياجات الخاصة. * كمنوذج سوداني ماذا عكستي عن البلاد في دول المهجر؟ - أحاول دائما من خلال وجودي في دول المهجر أن أعرف بالثقافة السودانية وإظهار وجهها المشرق سواء من خلال أنشطة أقوم بها وأمثل فيها السودان كان آخرها عرض أزياء في مؤتمر سيدات الأعمال للمرأة العربية والأفريقية قدمت عرض باسم السودان، وقمت بشرح واف لكل قطعة، وأيضا أفعل ذلك من خلال اللقاءات التلفزيونية التي تتم استضافتي فيها حتى أن أُطلق عليَّ مؤخراً هنا في الجالية (سفيرة الثقافة السودانية). * ركزتي في اهتماماتك على النوبيين دون غيرهم؟ - أعتز بنوبيتي وأفتخر بها خاصة وأنا أجدها دائما حلقة الوصل بين مصر والسودان وبحكم أصولي من الأم والأب لدي معرفة بكثير من تفاصيل الثقافة والموروث الشعبي النوبي والحضارة أيضا التي أراها عريقة وساحرة، وتثير اهتمامي لمعرفة المزيد عنها وعليه فقد كانت النوبة هي النافذة التي استطعت أن أطل من خلالها على الجمهور النوبي وغيره من خلال قناة مصرية كأول وجه أسمر بملامح نوبية، واستطعت أن أحقق من خلاله شعبية كبيرة جدا وسط أوساط النوبيين في مصر وخارجها. * ما هي طبيعة عمل أكاديمية النيل؟ - الأكاديمية تابعة لمؤسسة النيل للدراسات الأفريقية والاستراتيجية، وهي معنية بالبعد الأفريقي وبالتبعية الأكاديمية تقوم بالتدريب في عدة مجالات، لكنها مؤخرا بعد أن استلمت إدارتها أضحت أكثر تخصصا في مجال الإعلام وأضحت تعمل معنا مجموعة متميزة من الإعلاميين والمتخصصين في الإعلام وأضحينا ندرب قنوات ومؤسسات لتأهيل كوادر إعلامية، وغالبا ما تقدم منح دراسية للطلاب الأفارقة خاصة في مجال الإعلام تحت مسمى (منحة الإعلامي الأفريقى). اليوم التالي