@ شهدت قرية (الله ادانا) بريفي الجاموسي بمحلية المناقل بولاية الجزيرة قبل ايام ، حادث مؤسف ، راح ضحيته أسرة كاملة مكونة من 7 أفراد بعد تناولهم وجبة عشاء إتضح أنها كانت ملوثة بمبيد قاتل . لم يتم التمكن من إنقاذ أي منهم لصعوبة اسعافهم السريع الي أقرب مستشفي و هذه مأساة أخري يعاني منها جميع سكان القري و الكنابي في مناطق الجزيرة و المناقل في مختلف فصول السنة و خاصة في الخريف الذي يعزل كل القري و الكنابي عن المراكز الصحية و المستشفيات ولعل هذا السبب ضاعف من وفيات الامهات الحوامل . @ التسمم في مشروع الجزيرة ليس بالحادث العارض الذي تتناوله الصحف كخبر صغير بدون تعليق ، بمعزل عن قضية كبري تستحق أن تفرد لها صفحات و صفحات ألا وهي قضية استخدام المبيدات و تأثيراتها ، إنها قضية رأي عام تتطلب التحقيق بالتركيز علي الغياب التام للسلطات الحكومية المتمثلة في وزارة الزراعة الاتحادية و الولائية وإدارة المشاريع الزراعية خاصة في مشروع الجزيرة والمسئولية المباشرة لإدارة وقاية النباتات الاتحادية و الولائية في المحليات وغياب الدور الارشادي لاستخدام المبيدات والتخزين و التخلص الآمن من العبوات الفارغة والتي كانت السبب الرئيسي في حادثة (الله أدانا) المؤسفة . @ المأساة الحقيقية ، أن هذا الحادث المؤسف الذي راح ضحيته أسرة كاملة من الوجود ، لم يك الأول و لن يك الأخير وقد سبقته العديد من الحوادث الكثيرة و الفردية التي يروح ضحيتها المزارعون و العمال الزراعيين الذين يتعاملون مع المبيدات بدون محاذير و دون تحوط من تأثيراتها القاتلة . المبيدات تستخدم للقضاء علي الحشائش و الحشرات و أخطرها ما يستخدم لإبادة الحشرات ، صارت تباع في الاسواق بدون محاذير ايضا ، بالقرب من اماكن بيع الاطعمة و الخردوات والحبوب الغذائية كما هو الحال في عدد من الاسواق و كانت آخر حادثه شهدتها مستشفي الحصاحيصا قبل عامين ، عندما تعرضت أسرة كاملة من قرية معيجنة مصطفي للتسمم بعد تناولهم طعام مصنوع من دقيق القمح المخلوط بالمبيد . @ منطقة الجزيرة و المناقل ، ملوثة تماما بالمبيدات جراء الاستخدام المستمر و الغير آمن لنوعيات أصبحت مقاومة للآفات ،تتطلب انواع أشد فتكا معظمها يأتي مهرب من دول الجوار . الأثر الفعال لرش المبيدات الجوي ، هدد ببيئة الجزيرة و تضررت منه ، التربة و الهواء و مياه الشرب و ظهرت الآثار في الخضر و الفواكه وفي لحوم الحيوانات والنتيجة انتشار مخيف لمرض السرطان و الفشل الكلوي حتى ، اصبح السرطان يعرف بالقاتل الأول في الجزيرة و المناقل . المأساة الكبري أن استخدام المبيدات تشهد فوضي شديدة في الجزيرة و المناقل بغياب تام للسلطات وللأسف فإن ظاهرة (الدنقدة ) أجارة الارض لمن لا يقدرون ، زادت من خطورة المبيد و الكيماويات الاخري التي يسرفون في استخدامها لزيادة الانتاجية الي درجة أن بدأت ترشح روائحها في الخضر و الفواكه خاصة الطماطم و والعجور والأسود و البطيخ . بعض المبيدات تترك ترسبات لا تتحلل حتى بعد الطهي والخطر الاكبر ، من تلك التي يتم تناولها مباشرة حتى لو تم غسلها . @ لا يمكن أن نظل مكتوفي الايدي ، ليحصدنا الموت بسبب غياب الحكومة التام والسلطات المختصة وادارات الزراعة و وقاية النباتات جراء عدم وجود ميزانية للمتابعة و الارشاد . خطر المبيدات يهدد المزارعين وأسرهم بالإضافة الي المواطنين الذين يستهلكون المنتجات الزراعية الملوثة بالمبيدات و الكيماويات . هنالك دور كبير يجب ان يلعبه الاعلام في التوعية و الارشاد بخطورة المبيدات و الطرق السليمة الآمنة للتعامل معها وذلك بشكل يومي و هذا دور قناة تلفزيون الجزيرة المشغولة (بالفارغة والمقدودة ) . هنالك دور يقع علي عاتق المزارعين عبر تنظيماتهم و تجمعاتهم في بث الوعي وسبق أن قدمت سكرتارية تحالف المزارعين دراسة علمية قيمة عن مخاطر استخدام المبيدات والمطلوب من ابناء المزارعين قيادة حملة توعية خاصة بهذا الأمر . نسأل الله لشهداء (الله أدانا) الرحمة و المغفرة وعالي الجنان يا حنان يا منان وأحسن الله عزاء أهل القرية . @ يا مكاوي وزير الطرق ! من لم يمت بالمبيد مات بسوء الطريق!! [email protected]