*دخول دونالد ترامب البيت الأبيض فتح بابآ واسعآ,لتحليلات سياسية متضاربة حتي داخل ذات أمريكا,فالشارع الأمريكي وبنسبة مقدرة يرفض ترامب,وكذلك الأوروبي,أما الأنظمة العربية فأملها بعد فوز كل رئيس أمريكي أن يكون بردآ وسلامآ عليها بغض النظر عن لونه الحزبي,وكثيرآ ما سمعنا وقرأنا عن تمويل بلدان عربية الانتخابات الأمريكية الرئاسية بغض النظر عن سياسة المرشح,الذي لا يفوت فرصة الا واشاد باسرائيل ووعد بتقديم العون اللأمحدود لها,ورغم ذلك يفوز بتمويل عربي مسلم...!!!؟ *في هذه الانتخابات نجد أن ترامب غير مدين لأحد في فوزه فقد مول حملته الانتخابية من حر ماله,لذا نجده يهاجم الاعلام تارة وأخري الأجهزة الأمنية,ويطلق نيرانه في جميع الاتجاهات,غير آبه بالمظاهرات العارمة ضد دخوله البيت الأبيض,في ظاهرة لم تحدث من قبل,وهذا ان دل انما يدل علي عذم اعتراف الشارع الأمريكي بالديمقراطية التي تأمربها أمريكا دول العالم وقد غزت افغانستان والعراق وقتلت الملايين وشردت عشرات الملايين من أجل ارساء ديمقراطيتها الدموية...!!!؟ *وبما انه غير مدين لأحد في فوزه فقد أعلن عداؤه السافر للمخابرات والاعلام (وقد تدارك هجومه للمخابرات واعتذر لها ولكن هجومه علي الاعلام ما زال قائمآ) هذا بجانب هجومه علي الاثنيات الأخري من لاتين ومسلمين وغيرهم,وهو في هذه الحالة غير مذين لأحد سوي اسرائيل,فهلا استيقظ الحكام العرب من حلم يقظتهم الذي يراودهم عند انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة...!!!؟ *عالم اليوم يحتقر الضعيف ويخشي القوي,بل يحترمه,والقوة أنواع ولا تقتصر علي السلاح فحسب,وأقوي الأسلحة اليوم هو سلاح الغذاء الذي يعاني منه العالم,حيث تقول الدراسات الأمريكية أن العالم في العام 2050سيعاني من ازمة غذاء طاحنه وسيعتمد في غذائه علي ثلاثة مناطق في العالم وهي أمريكا الشمالية واستراليا والسودان,وقد بدأت هذه الأزمة الغذائية باكبر تجمع بشري في العالم بالصين,ففي العام 1995 كتب ليستر براون كتابآ بعنوان من يطعم الصين,وذكر أن الصين ستعاني أزمة غذاء طاحنة,وقد هاجمه الصينيون هجومآ عنيفآ,ولكنهم أدركوا صدق كلامه ونصبوه عضو شرف في اكادمية الصين العلمية وأصبحوا يستشيرونه في شان الغذاء...!!! *اعلان وزير السياحة السوداني بقدوم مليون سائح صيني للسودان أثار أسئلة عده,فالسياحة ليست مصدرآ يعتمد عليه السودان في دخله القومي كما انها صناعة تفتقر الي البنيات الأساسية,الأمر الذي يدخل الريبة,مليون سائح أم مليون مزارع صيني...!!!؟ *اليوم الصين تعاني من عجز في حبوب الغذاء يزيد عن ستين مليون طن بعد أن ركزت علي الصناعة علي حساب الزراعة,كما أن الصناعة قد أثرت سلبآ علي البيئة,الأمر الذي أحدث جفافآ في بعض المناطق الزراعية وفيضانات مدمرة في بعضها الآخر,ومن هنا برزت ازمة الغذاء في الصين,وهنا فرض السؤال نفسه من يطعم الصين...!؟ *من مخططات الصين تهجير خمسمائة مليون صيني الي دول العالم,ومنها أيضآ استزراع أراضي غير صينية,ومنها السودان,فالصين تطالب السودان بدفع سبعة مليار دولار واجبة السداد من ديونها التي تفوق الثلاثة عشره مليار,والصين تقرض السودان عن طريق بنك الصين وهو مصرف تجاري,وليس عن طريق البنك المركزي الصيني',لذا كانت شروط الاقراض بضمان البترول,وضمان آخر بعد نضوب البترول,وهو ضمان الأرض,لذلك غير المستبعد أن يتحول المليون سائح الي مليون مزارع,ليزرعوا أإخصب أرض في العالم وهي أرض الجزيرة,التي عاني مشروعها من تدمير ممنهج...!!! *هذا فيما يخص الصين بالنسبة للسودان,أما فيما يخص امريكا,فيثير الكثير من التساؤلات,فقد جدد اوباما العقوبات في نوفمبر,في غمرة الصراع الانتخابي بين ترامب وكلينتون,ولم ينسها,ولو أراد رفعها كليآ لما منعه أحد,ولو صبر عليها حتي الخامس من يناير لسقطت تلقائيآ,ولكنه جددها قبل شهرين من انتهائها,وعاد في ينايرورفعها جزئيآ,وقد عبر عن ذلك أحد الظرفاء,وقارن رفع العقوبات الجزئي بالسجين الذي حكم عليه يوميآ بمائة جلدة كل صباح,وفي ذات يوم تم تغيير السجان الذي كان يطبق العقوبة بآخر يفيض حنانآ وانسانية,فقام بتخفيض العقوبة من مائة جلدة الي تسعين وقد فرح السجين بهذا أيما فرحة وهتف ياللرحمة...!!!؟ *وما فعله السجين فعله النظام الحاكم فقد ابتهج أيما بهجة,وتبارت مراكز القوي في نسب الانتصار لها,فأعلن احدهم أنه وبمجهود منه طلب من السعودية التدخل لدي أمريكا لترفع العقوبات عن السودان,وقد حققت السعودية له ما أراد,أما الخارجية فأعلنت أن رفع العقوبات ما هو الا ثمرة جهودها...!!! *وهنا ينتفي فرضية السعودية وتبقي فرضية اسرائيل,التي نوه بها وزير الخارجية,واعقبتها هاآرتس بمقال طويل,ومما يقال قبل هذا وذاك عن اجتماع وفد سوداني بآخر اسرائيلي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا...!!! *هل ثمن رفع العقوبات الجزئي والمشروط هو تسليم السودان لاسرائيل..؟علي حكام السودان والدول العربية أن يتنفسوا بأكسجينهم النقي وليس بآخر ملوث بفايروسات اسرائيلية وتعبئة أمريكية أطلقوا عليها مصطلح رفع الدعم الجزئي...!!! د هاشم حسين بابكر [email protected]