تقع مدينة أربجي على ضفاف النيل الأزرق، جنوب شرقي الحصاحيصاوجنوب رفاعة وقرب مدينة العيكورة، وهي تعتبر أول مدينة عربية تجارية إدارية في السودان، إذ يرجع تاريخ إنشائها إلى سنة 880ه/1474م، أي قبل إنشاء (قرّي) عاصمة العبدلاب و(سنّار) عاصمة الفونج بنحو ثلاثين عاماً، لا تزال تحتفظ باسمها مع تعدد الأسماء التي سميت بها. نبذة تاريخية موقعها الجغرافي ساعدها في أن تلعب دوراً خطيراً في تاريخ السودان، تعد ميناء تجارياً بين ضفتي النيل وبين الشمال والجنوب وهي تقع في وسط السودان، وهي أول مدينة للعلم والحضارة الإسلامية في وسط البلاد على عهد الفونج (الفترة المسيحية الوثنية)، وتم اختيارها (السلطنة الزرقاء) على يد عمارة دنقس وعبدالله جماع، وقد قادت هذه المدينة عملية التحول الاجتماعي والتغيير السياسي في هدوء عن طريق العلم والعقل والقرآن الكريم وعن طريق الصلاح والسلوك والقدوة الحسنة والمثال، وأخيراً عن طريق حمل السلاح لحل المعضل وحسم القرار. ميلاد المدينة بعد صلح (غالب ومغلوب مع الفونج) بين الفونج والعبدلاب تمخض عنه ميلاد أربجي، بها الآن حوالي خمسة مساجد وكثير من خلاوى تحفيظ القرآن وزوايا بجميع الأحياء، ووصفها الرحالة (كروفورد) في فترة الفونج بأنها كانت مزدهرة وبها مبانٍ جميلة، تاريخ تأسيس أربجي استنتاجي لا يؤكد التاريخ الحقيقي، لأن أربجي لم يؤسسها حاكم أو جيش فاتح أو يوضع لها حجر أساس رسمي مثل المدن الحديثة، وإنما أغلب الظن أنها أُسِّسَت قبل هذا التاريخ بزمن طويل وظلت تنمو في هدوء القرية إلى أن صارت وبمرور الأيام مدينة مشهورة، وقد قيل بأنها اشتهرت قبل سنار بثلاثين سنة تقريباً، فقد أسسها الشيخ حجازي بن معين وهو شيخ ومعلم وليس حاكماً، وثبت في أسفار التاريخ بأنها تأسست خلال الفترة الانتقالية التي تلت سقوط دولة علوة وسبقت قيام السلطنة الزرقاء، هذا وقد مثلت الحرب بين الفونج والعبدلاب (موقعة أربجي) بداية النهاية لدولة علوة المسيحية، إلا أن التخريب العنيف لسوبا منحها دعاية تاريخية أكثر من أربجي، وقد فسر البعض معنى كلمة أربجى بمجئ العرب وإذا صح التفسير مع وجود تلك الآثار حولها، يعني ذلك أن أربجي كانت منطقة مأهولة قبل ذلك الزمن وأنها كانت حاضرة ومزدهرة.ى *ازدهارها وظلت أربجي مزدهرة حتى خربت في عهد الملك عدلان تاسع عشر ملوك الفونج، وقد كانت مدينة أربجي هي الحد الفاصل بين مملكة سنار ومشيخة قرّي، فمن أربجي صاعداً جنوباً كان تابعاً لملوك الفونج، ومنها شمالاً إلى الشلال السادس كان تابعاً لإدارة مشيخة قري تحت سيادة ملوك الفونج. *السكان يتألف سكان مدينة أربجي من ثلاث قبائل، هي البطاحين والمساعيد والجعليين غير أنها في الوقت الحالي أضحت تضج بالعديد من قبائل السودان المختلفة. *تقسمها كانت مقسمة إلى عدة أقسام جهنم، البساتنة، المساعيد، الزربول (داخل الغابة) وعمارة البطاحين (يسكنها البطاحين والجعليين) طوكر ويسكنها أبناء العصار تم تحويلها إلى قسمين هما الجنوب وفيه المساعيد ثم الجعليين والشمال ويسكنه البطاحين وبعض الجعليين مدينه العلم اشتهرت بالعلم وفى الفترات الماضية سكنها ما يسمونهم "بالحضور" وهم أصحاب تجارة وصناعة ولهم ثروات ضخمة، والدليل على ذلك ماخلفوه وراءهم من قطع ذهبية مع بعض المنقوشات والاكسسورات التى ترجع إلى مملكة سنار ودولة النوبة القديمة.. وكانت عمارتها تضاهي كافة مدن مملكة سنار . وعندما جاء الاستعمار التركي تركها على حالها، ولكن وفد إليها سكان جدد هم الجعليون والبطاحين، ويروى أنها كانت يسكن بها مع (الحضور) قبيلة المساعيد وقد حصل أن قتل أحد (الحضور) رجلاً من المساعيد، وخرج المساعيد لأخذ الثأر وكادت تحصل كارثة، إلى أن احتكموا إلى الشيخ هجو الذى حكم بخروج (الحضور) من أربجي وترك أراضيهم للمساعيد، وقبل الطرفان ذلك حقناً للدماء. التعليم كان التعليم في العصور القديمة يعتمد على نظام الخلاوي، وكان مسيد الشيخ احمد السائح حفيد الشيخ طه الأبيض البطحاني أول من قام بإنشاء خلوة في أربجي وهي تعمل حتى الآن وتخرج سنوياً عدداً من حفظة كتاب الله ويحضر إليها الطلاب من مختلف بقاع السودان وبعد التطور في التعليم ودخول نظام المدارس انشئت أول مدرسة عام 1946م "مدرسه عمارة الجعلين الأوليه" وقد بنيت بالعون الذاتي، وأول ناظر لها هو يس علي طه، بعدها قامت مدرسة البنات الأوليه 1948م، مدرسة البنين الأوليه الثانيه 1960م، وأول ناظر لها الأستاذ محمدالشيخ، وتم إنشاء مدرسة البنات الإبتدائيه الثانيه في عام 1962م، ومدرسة عبد الرحمن علي طه المتوسطة 1967م، مدرسة أربجي الثانويه بنات 1989م ،دار المؤمنات، خاصه بتعليم القرآن للنساء، وخلاوي الشيخ أحمد البكري مساجد المسجد الكبير العتيق تم بناء المسجد العتيق في 1943م وبها حالياً عدة مساجد منها مسجد الشيخ احمد و المسجد العتيق، مسجد قرني، مسجد علي الأمير، مسجد الصحابة، مسجد أنصار السنة المحمدية وأيضاً عدد من المصليات والخلاوي المنتشرة شخصيات من المدينة من الشخصيات التاريخية بالمدينة بها القاضى دشين ولد دشين بمدينة أربجى وكان شافعي المذهب وهو أحد القضاة الأربعة الذين عينهم الشيخ عجيب بأمر الملك دكين وسمى قاضي العدالة، لأنه فسخ نكاح الشيخ محمد الهميم لأنه زاد في عدد النساء الأربع ومنهم الشيخ أحمد الشيخ طه البكري عالم ومؤسس لخلاوي القرآن في أربجي، وقد زامل الإمام المهدي ودرسا معاً على يد الشيخ القرشي ود الزين، وقد أرسل لها الإمام المهدي خطاباً بعد ظهور المهدية، والنائب عثمان ود أحمد حصل على النيابة في المهدية من الإمام المهدي، وهو الذي قام بغسل جثمان الإمام المهدي بناءً على وصيته، إبراهيم ود على ود دفع الله أمير ومستشار لخليفة المهدي، الحسين ود حمدون وكيل لجباية الزكاة والخراج فى المهدية، الفكي حمد ود التويم تعلم القرآن على يد الشيخ محمد الأمين وأسس خلوة الطيب حمدون وكيلاً لجباية الزكاة والخراج، الشريف القاسم الشيخ أحمد الكوقلى أمير بالمهدية، وشاعر مدح صوفي، الشيخ فرح ود أبيد من كبار رجالات أربجي، على حاج طه بشيري عمدة ومن وجهاء أربجي، ومن مؤسسي عمارة الجعليين، حاج أحمد ود عثمان أسس خلوة للقرآن ومن كبار رجالات المساعيد، أحمد ود الحاج من كبار رجالات البطاحين ومن مؤسسي عمارة البطاحين، اللباب ود الشيخ بابكر من فرسان وشيوخ المساعيد من شيوخ أربجي، محمد حاج أحمد من المساعيد عثمان أحمد، الخضر موسى، الطيب محجوب، وود نعمان، محمد صالح أحمد، محمد أحمد مصطفى أبومكة، إبراهيم دفع الله، عثمان محمد صالح.