الفوضى التي ضربت حياة الكثيرين في أرجاء العالم بعد قرار الرئيس ترامب حظر دخول رعايا 7 دول إلى الولاياتالمتحدة، لم تكن حصراً على الأشخاص العاديين الذين تقطعت بهم السبل في مطارات العالم، إذ تعدت ذلك إلى مشاهير، وبرلمانيين ووزراء، بعد أن تبين أن القرار يشمل أصحاب «الجنسيات المزدوجة»، وهم أصلاً من البلدان المشمولة بالقرار. تقطعت السبل بنجم ألعاب القوى البريطاني سير مو فرح، الحائز ميداليات ذهبية أولمبية، وتعيش أسرته في الولاياتالمتحدة والموجود حالياً في لندن، حيث نقلت صحيفة «ديلي ميل» قوله في الأول من يناير/كانون الثاني هذا العام، «قلدتني ملكة بريطانيا لقب (فارس سير) ولكن يوم 29 من الشهر نفسه يبدو أن الرئيس ترامب جعلني أجنبياً». ويواصل مو فرح الذي تعود أصوله إلى الصومال التي يشملها القرار: أنا مواطن بريطاني عشت في أمريكا على مدى السنوات الست الماضية من العمل الجاد، والمساهمة في المجتمع، ودفع الضرائب، وتنشئة أطفالنا الأربعة في مكان يسمونه الوطن. الآن، يقال لي وغيرهم كثير مثلي إننا غير مرحب بنا. هذا مثير للقلق، كيف يمكنني أن أقول لأولادي إن أبيهم قد لا يكون قادراً على العودة إلى الوطن، وكيف اشرح لهم سياسة الرئيس ترامب المبنية على الجهل والتحيز». ويضيف مو فرح: «لقد رحبت بي بريطانيا وأنا في الثامنة، ونجحت وحققت أحلامي وكنت فخوراً بتمثيل بلدي وفزت بميداليات ذهبية، وحصلت على لقب فارس قصتي هي مثال على ما يمكن أن يحدث عند اتباع سياسات الرحمة والتفاهم وليس الكراهية والعزلة». ويتشارك معه في المصير المظلم المخرج الإيراني أصغر فرهادي الذي رشح لنيل جائزة الأوسكار، وصار من الصعب عليه بعد القرارات الأخيرة حضور حفل توزيع جوائز هوليوود الشهر المقبل بعد اختياره ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي عن فيلمه «البائع». وقالت المتحدثة باسم أكاديمية الفنون التي تمنح الجائزة في بيان: «الأكاديمية تسعى إلى تجاوز الحدود، والتحدث إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن الاختلافات القومية والإثنية، أو الدينية»، نحن السينمائيين نشعر بقلق بالغ أن المخرج فرهادي الحائز على جائزة الأوسكار عام 2012 عن فيلمه الانفصال، والمرشح للأوسكار عن فيمه الجديد (البائع) هذا العام يمكن أن يمنع من دخول البلاد بسبب دينه، أو البلد الذي ولد فيه». وكان النائب البريطاني من أصل عراقي عن حزب المحافظين نديم زهاوي، أجبر رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي على تغيير موقفها من قرارات ترامب، بعد أن كتب زهاوي في تغريدة على تويتر أنه حصل على تأكيد بأن «الأمر التنفيذي ينطبق علي وعلى زوجتي لأننا مولودان في العراق»، على الرغم من أن كليهما يحمل الجنسية البريطانية. وأضاف «إنه ليوم حزين جداً حين تشعر بأنك مواطن من الدرجة الثانية! يوم حزين للولايات المتحدة». ووجدت ماي نفسها في موقف حرج لأنها التقت ترامب قبيل ساعات من توقيعه الأمر التنفيذي، ولأنها أيضاً رفضت إدانة هذا الإجراء، مؤكدة أنه شأن أمريكي داخلي طوال وجودها في تركيا، وبعد أن ألح عليها الصحفيون بالسؤال حول رأيها بشأن قرار ترامب بعد تغريدة زميلها في الحزب والبرلمان، قالت تيريزا ماي إنها «لا توافق» على الحظر الذي فرضه الرئيس ترامب على سفر رعايا دول بعينها إلى الولاياتالمتحدة، مؤكدة أنها ستتدخل إذا طالت هذه القيود مواطنين بريطانيين. وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية إن «سياسة الهجرة الأمريكية هي شأن يخص حكومة الولاياتالمتحدة، كما هي حال سياسة الهجرة في بلدنا، التي يجب أن تحددها حكومتنا. ولكننا لا نوافق على مثل هذه المقاربة»، مؤكداً أنه إذا كانت الإجراءات التي فرضها ترامب «ستطال مواطني المملكة المتحدة فنحن سنتدخل لدى الحكومة الأمريكية». بينما كان حظ النائب البرلماني الألماني «بوندستاغ» عميد نوري بور عن حزب الخضر هو الأسوأ على الإطلاق، حيث جرى منعه من السفر وهو يهم بركوب الطائرة المتجهة للولايات المتحدة بحسب صحيفة «ديرشبيغل» الألمانية التي نقلت عن نوري بور، قوله: «ما وقع معي يكشف عن مدى عبثية قرار ترامب»، داعياً الحكومة الألمانية إلى المطالبة بإلغاء هذا القرار، بينما تداول عدد من الصحفيين الأمريكيين تغريدة تسأل عن مصير وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندي الجديد، أحمد حسين، المولود في الصومال حال ما أراد السفر إلى الولاياتالمتحدة لمناقشة نظرائه في واشنطن عن القضايا الثنائية، وهو الأمر الذي يعكس عبثية فرارات ترامب الذي أراد أن يفك الخناق عن نفسه بعد التظاهرات التي طوقت البيت الأبيض الأسبوع الماضي، وبغرض استدعاء أنصاره من اليمينيين الذين صوتوا له في الانتخابات بادعاء انه يفي بوعوده الانتخابية لهم، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية. الخليج