طرابلس (رويترز) - انتقدت الحكومة الليبية المدعومة من الأممالمتحدة حظرا مؤقتا فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دخول مواطني ليبيا وست دول أخرى إلى الولاياتالمتحدة مما يشكك في إمكانية حضور مؤتمر رفيع المستوى بشأن ليبيا مقرر في واشنطن في منتصف الشهر الجاري. وجاء الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب في وقت يكتنف فيه الغموض السياسة الأمريكية تجاه ليبيا التي لا تزال غارقة في الفوضى عقب الانتفاضة على معمر القذافي في 2011. وحظيت حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأممالمتحدة بدعم قوي من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لكنها ما زالت تحاول بسط نفوذها في طرابلس وباقي أنحاء ليبيا. ورحبت فصائل في شرق ليبيا متحالفة مع حكومة منافسة ومع القائد العسكري القوي خليفة حفتر بانتخاب ترامب أملا في مزيد من الدعم لموقفها المعادي للمتشددين الإسلاميين. وأغضب الحظر بعض الليبيين وبينهم طلبة يدرسون أو يخططون للدراسة في الولاياتالمتحدة. ووصف محمد سيالة وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني القرار بأنه غير عادل وينبغي مراجعته. وأضاف في مقابلة مع التلفزيون الليبي أن هذه الأفعال تمثل تمييزا عنصريا على أساس الدين ولا تراعي حقوق الإنسان. وأحجمت السلطات في شرق ليبيا عن التعليق على الحظر لأيام. وقال متحدث باسم الحكومة التي تتخذ من الشرق مقرا لها يوم الأربعاء إنه لا يمكن رفض الأمر التنفيذي في ضوء فوضى المؤسسات التي تعم ليبيا. وقال يوسف الفاخري عضو البرلمان في شرق البلاد إنه رغم المشكلات السياسية والأمنية التي تعاني منها ليبيا إلا أن الإجراء لم يكن مناسبا. ويهدد أمر ترامب إمكانية مشاركة المسؤولين الليبيين المدعوين لحضور مؤتمر في واشنطن يوم 16 فبراير شباط الجاري بعنوان "العلاقات الليبية الأمريكية 2017: رؤية وأمل وفرص جديدة". ويتحدث في المؤتمر - الذي يشارك في استضافته المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية الليبية - ليبيون من بينهم رئيسا وزراء سابقان ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط. كما يشارك عدد من المتحدثين الموالين للفصائل التي تتخذ من شرق البلاد مقرا لها أو الذين على صلة بتلك الفصائل. وعبر رئيس المجلس هاني شنيب في رسالة بالبريد الإلكتروني عن قلقه من إمكانية رفض دخول المتحدثين الرئيسيين في المؤتمر وغيرهم من المشاركين من ليبيا إلى الولاياتالمتحدة. وقال شنيب إن المجلس يعمل بجد مع السلطات الأمريكية على أمل إصدار قرار ييسر دخول المشاركين في المؤتمر خلال اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة. وقال أشرف الثلثي الناطق الرسمي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني لرويترز إن وزارة الخارجية الليبية ستطلب استثناءات من وزارة الخارجية الأمريكية للمشاركين في المؤتمر. ويمكن النظر في مسألة الاستثناءات من حظر السفر على أساس كل حالة على حدة. وتستثنى التأشيرات الدبلوماسية. وقال الثلثي المدعو لحضور المؤتمر ويحمل جواز سفر دبلوماسيا إنه ما زال بانتظار التأشيرة. وقالت متحدثة ليبية في المؤتمر إن لديها تأشيرة لكنها ما زالت تتحقق من إمكانية حضورها المؤتمر. ووفقا للأمر الذي صدر يوم الجمعة يحظر دخول المسافرين من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن إلى الولاياتالمتحدة لمدة 90 يوما على الأقل. وقال جون كيلي وزير الأمن الداخلي الأمريكي إن بعض الدول "لن تخرج من القائمة قريبا إذا كانت من بين البلدان التي تمر بمراحل متفاوتة من الانهيار